أثارت لجان الفتوى فى مترو الأنفاق فى أول يوم عمل لها ،أمس، حالة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعى، بين الترحيب والسخرية غير المبررة والرفض للفكرة، بينما رد مجمع البحوث الإسلامية على الانتقادات الموجهة له وللفكرة، مؤكدا أنه يعمل على مستويات ومسارات متوازية، للوصول بالفتوى للمواطنين، وتطوير آليات العمل وتجديد الخطاب الدينى، بشكل متزامن. فيما انتقدها النائب محمد أبو حامد، وكيل لجنة التضامن، معتبرا إياها خطوة خطيرة ومخالفة للدستور. فيما تعجّب الدكتور محيى الدين عفيفى رئيس مجمع البحوث الاسلامية من الهجوم على وجود لجنة الفتوى بإحدى محطات مترو الأنفاق بدعوى أن هذا ضد الدولة المدنية وغير ذلك مما يقال بدعوى الحرية والتنوير!! متسائلاً من الذى سيواجه تيارات العنف ويحمى الوطن والمواطن من فتاواهم؟ هل حماية المواطن من سؤال غير المؤهلين وتوفير وقته وجهده يعد خطيئة؟ إن ما يفعله الأزهر الشريف من خلال مجمع البحوث الإسلامية يصب فى مصلحة الوطن والمواطنين. ومن جانبه، أشاد الدكتور عمر حمروش، وكيل اللجنة الدينية بمجلس النواب بالفكرة ووصفها بالإيجابية، قائلاً «أتمنى أن تكون أكثر شمولية فيما بعد وتنتشر بالمحطات الرئيسية والمحافظات والمواقف العامة لوسائل النقل بمصر كلها وبالمطارات أيضا، مضيفا: «اتمنى أن يكون الهدف الأساسى من الفكرة هو إبراز سماحة الإسلام والبعد عن التشدد ونبذ العنف وتعلم قبول الاخر، والأهم فى هذا الأمر إنه أخيرًا شعرنا بوجود مجمع البحوث الإسلامية. وردا على الانتقادات التى وجهت إلى الأكشاك قال «حمروش» هو نقد غير موضوعى وغير بناء ولا يجب الالتفات إليه. وعلى جانب آخر، هاجم إمام مسجد العباسية الدكتور عادل المراغى فكرة الاكشاك الخاصة بالفتوى، واصفا اياها بالتهريج، واضاف «أن هناك أماكن كثيرة تصلح للفتوى مثل المساجد الكبرى التى يوجه فيها المصلون اسئلتهم على مدار الأسبوع ويوم الجمعة خاصة، فضلا عن دار الإفتاء والخط الساخن التابع لها وموقعها على مواقع التواصل الاجتماعى. واضاف أن الأزهر الشريف ومجمع البحوث الإسلامية يحاولان البحث عن دور مناسب لهم فى تجديد الخطاب الدينى حتى لو عن طريق أفكار لا فائدة منها، ولفت إلى أن هذا اقحام لهم غير مناسب، فهناك متخصصون كخطيب المنبر ففى السالف كان عالم الحى هو إمام المسجد وعلى صاحب الفكرة أن يعى جيدا ان هذا ليس تجديدا للخطاب الدينى وانما تلاعب بالدعوة واستثارة لعواطف الناس ومثار للسخرية. وكانت لجنة الفتوى قد بدأت أعمالها منذ ساعات، لاستقبال استفسارات ركاب مترو الانفاق وأن لجنة الفتوى التابعة لمجمع البحوث الإسلامية تبدأ عملها كتجربة أولية داخل محطات مترو الأنفاق، من خلال استقبال الجمهور داخل محطة «الشهداء» للاستماع إلى أسئلتهم والإجابة عنها، ضمن البروتوكول الذى تم توقيعه بين المجمع وشركة مترو الأنفاق. ومن المقرر أن يستمر عمل اللجنة بشكل يومى على مدار فترتين تبدأ أولاهما: من التاسعة صباحا وحتى الثانية ظهراً، فى حين تبدأ الفترة الثانية من الثانية ظهرًا وحتى الثامنة مساءً. وتأتى هذه التجربة تلبية لاحتياجات الناس المعرفية وحاجاتهم إلى الإجابة عن أسئلتهم المتنوعة والمرتبطة بواقع حياتهم، فضلاً عن مواجهة الفتاوى المضللة التى تحاول بعض التيارات المتطرفة الترويج لها بأشكال ووسائل مختلفة، ويعمل مجمع البحوث على بيان معالم التيسير فى الإسلام ومراعاته لواقع الناس ورفع الحرج عنهم. وأشارت مصادر بالمترو إلى أن اللجنة ستتبنى موضوعات عن تحريم «التزويغ من تذكرة المترو والحفاظ على المنشآت العامة، واحترام العربات المخصصة للسيدات ومقاعد كبار السن والمعاقين».