شهيد بورسعيد.. نجاح بطعم الموت

والدة جمال:خلى بالك من البلد يا مشير

مازالت الدموع تذرف علي ضحايا أحداث بورسعيد التي شهدتها مبارة الأهلي والمصري منذ يومين..الصمت يسيطر علي أجواء منازل شهداء المؤامرة..
التقت "بوابة الوفد" مع والدة وأسرة الشهيد سعد جمال سعد زغلول داخل منزله ببورسعيد الذي تركه مودعاً بعد أن لقى مصرعه داخل الاستاد.
أجرى الحوار: عبد الرحمن بصلة وصلاح شرابى، تصوير: محمود صبري
*البقاء لله فى فقيدكم الغالى ونرجو من الله أن يتغمده بواسع رحمته مع الصديقين والشهداء؟
- اللهم آمين
*فى البداية، نريد أن نعرف تفاصيل آخر لقاء بينك وبين جمال؟
- سعد كان نازل درس الخط بعد أن طلبت منه أن يحسن خطه فهو رغم أنه طالب في الفرقة الأولي بكلية التمريض ببورسعيد إلا أنه خطه لم يكن علي المستوي المطلوب، فأخذ كشكول شقيقه ونزل وسألته:انت بتاخد كشكول أخوك ليه فقال لي: أنا مش باخد غير الحاجة الحلوة والكشكول عجبني، فقلت له ماشي.
* ألم تعلمى بذهابه إلى الاستاد؟
-ابنى لم يكن ذاهباً للاستاد فهو يعشق ويشجع الأهلي ويحرص علي مشاهدة غالبية مبارياته في التليفزيون بالمنزل أو علي المقاهي مع أصدقائه وذهابه للاستاد في هذا اليوم كان بسبب اتصال بعض زملائه له لدعوته للمشاهدة داخل الاستاد، وذهب لهم والدليل علي أنه لم يكن ذاهباً للاستاد هو تركه علم النادي الأهلي في المنزل لأنه تعود علي أخذ العلم عندما يشاهد المباراة في الاستاد وهو مالم يفعله فترك العلم وذهب هو بلا رجعة.
*كيف عرفتِ خبر وفاته؟
-عرفت بما حدث في الاستاد ووجود قتلي وجمال تأخر عن موعده فتأكدت أنه ذهب للإستاد ونزلت أنا ووالده نبحث في المستشفيات بدءاً بمستشفي ناصر والمستشفي الأميري وآل سليمان وانتهاء بمستشفي التضامن حتى اتصل بي شقيقه محمد وأبلغني أن جمال في حالة خطرة داخل المستشفي العسكري وذهبت إلي هناك وقلت لمدير المستشفي لو ابني حالته خطيرة أتمني أن ينطق الشهادة فأبلغني أنه توفي.
*كيف استقبلتِ خبر وفاته؟
- لم أقل سوى كلمتين فقط هما "الحمد لله"..وطلبت من المحامي العام والمحافظ إنهاء إجراءاته حتي نستطيع دفنه.
*بعد إرادة الله..ما رأيك فيما حدث؟
- ماحدث مؤامرة مدبرة ضد بورسعيد راح ضحيتها خيرة الشباب.
*وماذا تطلبين الآن ؟
-أنا لا أريد شيئا..حق ابني عند ربنا وأنا مؤمنة بقدر الله وقدره لكن أنا عايزة البلد تهدأ وبلدنا مصر دي غالية علينا كلنا..ابني كان هيموت في ثورة 25 يناير فهو ثورجي بطبعه وأنا عارفة "أنه ابن موت" خاصة بعد تقدمه بطلب إلي عميدة الكلية لتأجيل أحد الامتحانات التي أداها يوم 25 يناير الماضي حتي يتمكن من الذهاب إلي ميدان التحرير في 25 يناير مع الذكري الأولي للثورة، لكنه لم يستطع ذلك وأدي الإمتحانات وبالمناسبة نتيجته ظهرت يوم وفاته بعد أن اتصلت بنا أحد الدكاترة وأبغلنا بنجاحه من الكنترول لكن أنا عايزة أقول حاجة للمشير طنطاوي.
*ماذا تريدين قوله؟
-عايزة أقول للمشير أنا مش زعلانة إن ابني توفي فهذا قضاء الله لكن لابد أن يعرف أنه حاكم البلاد حالياً وهو المسئول الأول في السلطة ولازم يخاف المشير علي أبناء مصر ويخلي باله من البلد دي مصر اللي ذكرت في القرآن.
*يبدو على منزلكم استقبالكم أحداثًا مفرحة؟
- ده صحيح..حيث كان مقررا أن يتم زفاف ابنتي مروة وهي معيدة بكلية العلوم جامعة بورسعيد خلال الأيام المقبلة علي ابن عمتها الدكتور عمرو وهو طبيب لكن جاء خبر وفاة جمال ليوقف الفرحة وكنا سنحتفل بعيد ميلاد جمال ال19 فى 13 فبراير الجاري حيث ولد في 13 فبراير عام 1993.
ماذا تتمنين حالياً؟
أتمني أن أرى جمال ابني في المنام ويطمئني أنه مع الشهداء ساعتها سأكون مطمئنة.
وانتقلنا من الحديث مع والدة جمال إلي أشقائه مروة معيدة بالجامعة ومحمد مدرس عربي ومدحت مدرس رياضيات ومصطفي ويعمل شيف بأحد المؤسسات الحكومية ومريم في الصف الثالث الإعدادي.
قال شقيقاه محمد ومدحت خلال الحوار إن رئيس جامعة بورسعيد حضر العزاء وقام بتأجيل امتحانات الدبلومة الخاصة بهم مراعاة لظروفهم في الوقت الذي طالبوا فيه بالقصاص قائلين "رئيس الوزراء قال في مجلس الشعب إنه سيتم محاكمة المتورطين مهما كانت سلطاتهم ونحن نطالب بإعدام مدير الأمن والمحافظ فالأدلة واضحة ونحن نريد القصاص".
وقال شقيقته مروة التي كانت تستعد لزفافها الأيام المقبلة إن جمال شقيقها جلس معها منذ يومين وكان يكتب شعرا وسألته عن غياب الوزن والقافية في كتابته فكان رده "المهم مش الوزن والقافية المهم ان أنا اطلع اللي جوايا وخلاص".
وتستكمل مروة والدموع تذرف من عينيها "نريد القصاص ومحاكمة المسئولين وتقديم الاستقالات فقط شيء مهين ولا يعترف به".
وقالت جدته إن جمال كان في زيارة لها قبل المباراة بيومين بصحبة الدكتور عمرو خطيب شقيقته مشيرة إلي عشقها له لكونه علي اسم جده رحمه الله.