يعود الفنان محمود ياسين الي شاشات السينما بعد غياب عامين عن آخر أفلامه «عزبة آدم» حيث يظهر الفنان الكبير بشكل جديد حيث أطلق لحيته ويقدم دورا كوميديا من خلال فيلم «جدو حبيبي» الذي يعتبره فيلما للأسرة ويؤكد أنه رسالة علي أهمية صلة الرحم التي غابت عنا في هذا الزمان ويجب أن نعود لها ويناقش من خلال العمل فمرة الطمع خاصة في الميراث فحول الفيلم وتفاصيله وعودته للعمل مع الشباب حاورناه فقال: ماذا عن تفاصيل فيلم «جدو حبيبي»؟ - الفيلم كوميدي تدور أحداثه حول رجل ثري متهم بالبخل يعيش في أواخر عمره، تصل حفيدته التي تأتي وتطمع في ماله ويناقش الفيلم صلة الرحم التي تناساها الشعب المصري من خلال موضوع اجتماع وهو من إخراج علي ادريس وتأليف زينب عزيز ويشارك في البطولة الفنانة القديرة لبني عبدالعزيز وبشري وأحمد فهمي. يقال إن الفيلم بصيغة محمود ياسين؟ - يشرفني أن يكون هذا الفيلم بصيغتي لأنه فيلم محترم ولكن للحق هو بصيغة المخرج علي ادريس، وأنا كفنان رغم أن خبراتي وسني أكبر منه إلا أنني كفنان أحترم دائما المخرج فهو صاحب الكلمة الأولي والأخيرة في الفيلم فهو المايسترو وما يميز هذا الفيلم أن السيناريو كتب علي يد علي ادريس فزوجته هي كاتبة السيناريو والحوار زينب عزيز أي أن المخرج وضع يده في كل تفاصيله في الفيلم وانتهت علاقتي به قبل أول يوم تصوير وبمجرد أن دخلنا «اللوكيشن» انتهت مناقشتنا، ولا أجادل المخرج أبدا ما لم يتح هو فرصة للحوار. في رأيك ما الفارق بين علي إدريس ومخرجين الجيل القديم؟ - قدمت العديد من الأعمال التليفزيونية والسينمائية وقدمت أفلاما مع مخرجين هواه، وأكاديميين وما يميز علي أنه لديه دراسة ودراية بكافة التفاصيل لكل الشخصيات داخل الفيلم، ولديه ثروة من الرؤية والفكر والحوار الذي دار في بيته حول كل تفاصيل هذا الفيلم، وهو درس بالمعهد العالي للسينما وخبرته غير بسيطة وقدم عددا غير قليل من الأفلام في فترة بسيطة لتتكامل له كل عناصر النجاح بداية من السيناريو حتي مراحله النهائية، وما يميز علي أيضا أنه يخلق صداقات خاصة مع جميع العاملين داخل الفيلم ويعطي حالة من حالات التواصل بين الشخصيات. تظهر بشكل مختلف خلال الأحداث؟ - بالفعل أطلقت لحيتي لأقترب مع الشخصية وسبق وقدمت نفس الشكل في فيلم «فتاة من إسرائيل» وكانت ذقني بسيطة نوعا ما، فأنا فكرت أن مظهر الشخصية هو المظهر العادي الطبيعي لرجل في الستين من عمره والمراحل العمرية هنا غير بعيدة فالكاركتر بالنسبة لي لم أحتج أن أتقمصها لكنها قريبة مني وإن كانت بعيدة عني في صفة البخل، فهي شخصية نقية ولديها حلم واحد تريد أن تحققه. هل أثر عمل بشري كمنتجة وممثلة علي الفيلم؟ بشري هي المنتج المنفذ للفيلم وحقيقة لم يظهر طوال أحداث الفيلم انها جاءت علي حساب التمثيل، وحتي طوال أحداث الفيلم لم أكن أعلم أنها شريكة في الإنتاج لأنني قرأت السيناريو وكنت أعلم أنها تشاركني في الفيلم لكنني لم أعلم أنها المنتجة وحقيقة هي أتقنت الدور كفنانة وركزت علي الجانب الإداري خلال مسيرة الفيلم إنتاجيا بشكل محترم ورغم شبابها هي ممثلة منظمة مرتبة الذهن ولديها ذكاء وتملك فهما في عمق حجم مسئوليات تضاف اليها كممثلة واستطاعت أن تفصل بين الاثنين وهي ممثلة معتبرها ابنتي. وكيف تري العمل مع لبني عبدالعزيز؟ - رغم أننا من جيل متقارب إلا أنها المرة الأولي التي تجمعني بهذه الممثلة الرقيقة فأنا سعيد أنها تشاركني البطلة وعودتها للسينما هو إضافة للسينما قبل ما يكون إضافة لمشوارها الفني. ألم يقلقك العمل مع شركة إنتاج جديدة؟ - الشركة كانت موجودة سابقا وأنا قدمت فيلما من إنتاجها في الستينيات وبعدها توقفت عن الإنتاج لتعود منذ عامين وهي شركة محترمة ومن خلال خبرتي في الإنتاج باعتباري منتجا وممثلا ومهتما بكل تفاصيل الأعمال وجدت انها شركة ملتزمة بكل التفاصيل. «جدو حبيبي» هو الفيلم رقم 174 في تاريخ محمود ياسين.. ماذا أضاف لك هذا الفيلم؟ - أري الشخصية كإنسان وكان همي أن تصل إنسانيته الي الجمهور لأن الفيلم به تفاصيل عائلية فيها صفاء والشخصية كوميدية دمها خفيف وكنت مستمتعا بأدائها، والفيلم تدور أحداثه بين الجد وحفيدته، وهذا فرق جيلين من خلاله تظهر الشخصية بالإضافة الي أنني لم أقدم شخصية «جد» من قبل في فيلم سينمائي لذلك فهو إضافة لي. أنت من الممثلين القلائل الذين يشاركون في أفلام شبابية.. لماذا؟ - السينما فن يمشي في ركاب الشباب وطوال العمر الفن فيه حيوية شاب ولابد أن يكون متعة للشباب، وأنا مقتنع بذلك حتي في فيلم «أين عقلي» أصر الفنان الكبير رشدي أباظة أن يكتب اسمي قبل اسمه رغم أنه يسبقني بكثير وهو نجم الفيلم إلا أنه اعتبر أن السينما فن الشباب. ما رأيك في توقيت عرض الفيلم؟ - في الحقيقة نحن متوقعون أنه وقت غير متميز للعرض لكنه علي أسوأ الظروف هو أفضل الأوقات، فالظروف السياسية والاجتماعية بعد الثورة العظيمة مؤثرة علي الوضع الفني، ونتمني أن تكون هناك فرص طيبة للعروض في الفترة القادمة، خاصة أننا أجلناه من العرض في عيد الأضحي. في رأيك ما تأثير الأوضاع السياسية علي السينما في الفترة القادمة؟ - السينما المصرية في أزمة منذ 11 عاما وحاولت أن أناقش ذلك مرارا وتكرارا لأن السينما منذ أن هبط الاقتصاد الحر علي مصر «ألجم» صناعة الإبداع السينمائي، وأوقف الدعم المفروض من وزارة الثقافة فمنذ 11 سنة السينما أصبحت في الشارع لا يوجد مسئول عن السينما وكانت السينما في مصر تقدم 140 فيلما في العام الواحد لكن في عام أنتج 24 فيلما وفي 2010 قدم 12 فيلما والمحزن أن مصر مليئة بالاستوديوهات مثل استديو مصر والأهرام والنحاس ومدينة الإنتاج الإعلامي كلها استديوهات خاوية علي عروشها الآن رغم أن أي فنان يتمني أن يحصل علي تاريخ في التصوير في هذه الأماكن فكيف تكون وزارة الاستثمار هي المسئولة عن السينما وننتظر من السينما تطورا لابد من وجود دعم من الحكومة لإنقاذ السينما لابد أن تلتفت الي هذا الفن ونحتاج الي معجزة لعودة الفيلم. شاركت مؤخرا في مؤتمر حرية الإبداع فما هي مطالبك؟ - أنا غير متخوف من كبت حرية الإبداع لأنني في تخيلي المشكلة في إطلاق الإبداع فالسينما لا تعني صناعة واحدة بل هي عدة صناعات مرتبطة معا، وأنا متخوف عليها وليس من الطبيعي أن تعيش مصر في أزمة حرية إبداع في زمن الحرية الإنسانية الموجودة في العالم.