شهدت العلاقات الأمريكية – الروسية، تدهورًا واضحًا خلال الساعات الأخيرة، وملامح تحرش عسكري بين أكبر قوتين في العالم. وأشارت مصادر دبلوماسية إلى أن الصراع الأمريكي – الروسي يأخذ منحنى خطيرًا في أزمتي سورية وكوريا الشمالية. واشنطن تهدد بشار وموسكو تتهمها بدق طبول الحرب الكيماوي وجهت الولاياتالمتحدة تحذيرًا للرئيس السوري بشار الأسد من تكرار الهجمات بالأسحلة الكيماوية، فيما اعتبرته روسيا "دقًا جديدًا لطبول الحرب الكيماوية في سورية". وقال شون سبايسر المتحدث باسم البيت الأبيض، في بيان رسمي، إن بلاده "لديها ما يدعوها للاعتقاد بأنَّ الاستعدادات جارية لتنفيذ هجوم من هذا النوع. وأضاف أن التجهيزات التي تقوم بها سورية تماثل تلك التي اُتُّخذت قبل هجوم بالأسلحة الكيماوية في الرابع من أبريل الماضي، الذي أدى إلى مقتل عشرات المدنيين. وأعلن سبايسر أن "الولاياتالمتحدة حددت تجهيزات محتملة لنظام الأسد لشن هجوم آخر بالأسلحة الكيماوية سيؤدي على الأرجح إلى قتل جماعي لمدنيين بينهم أطفال أبرياء"، محذرًا "إذا نفذ الأسد هجومًا آخر بالأسلحة الكيماوية تسبب في قتل جماعي فسوف يدفع هو وجيشه ثمنًا فادحًا". وقالت نيكي هيلي، سفيرة واشنطن لدى الأممالمتحدة -عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"- :"إن أية هجمات مستقبلية على شعب سورية لن يوجه اللوم فيها على (الرئيس السوري بشار) الأسد فحسب، بل أيضًا على روسيا وإيران اللتين تدعمانه لقتل شعبه". وأعلنت الرئاسة الروسية "الكرملين" رفضها للتهديدات الأمريكية لسورية، وقال دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، "لست على علم بوجود أي معلومات تدل على خطر استخدام أسلحة كيميائية". وتابع أن المعلومات الأكثر دقة بهذا الشأن تتوفر لدى الاستخبارات الروسية ووزارة الدفاع. وشدد بيسكوف على أن الكرملين لا يعرف ماهي أسس بيان البيت الأبيض. وقال "طبعا، نرفض قطعيًا عبارة "هجوم جديد". أنتم تعرفون أنه لم يجر هناك أي تحقيق دولي غير منحاز في المأساة الأخيرة من هذا القبيل، رغم كافة مطالب الجانب الروسي. ولذلك لا نعتقد أنه من الممكن تحميل القوات المسلحة السورية مسئولية ذلك". ورجحت وسائل الإعلام الأمريكية، أن تكون التهديدات الأخيرة والتحذير من عواقب استخدام السلاح الكيميائي، تمهيدًا لضربة أمريكية جديدة. ووصفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية "البيان الذي نشره البيت الأبيض أمس الاثنين، ليس إلا خطوة تمهيدية لضربة أمريكية جديدة محتملة للأراضي السورية". وأشارت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إلى أن "الولاياتالمتحدة تحتفظ بصنوف متنوعة من الأسلحة في المنطقة بما فيها الطائرات العادية وبدون طيار يمكن استخدامها إذا ما تقرر ضرب سورية". وأضافت الصحيفة الأمريكية أن "السيناريو الأرجح في هذا الاتجاه، ضرب سورية بالإفادة من قدرات السفن الحربية الأمريكية في المنطقة بما لا يثير صدى دبلوماسيًا مدويًا لضربة كهذه قياسًا باستخدام قواعدها على أراضي حلفائها في المنطقة وبينهم على سبيل المثال تركيا ". طلعات تجسس جوية أمريكية وتجربة صاروخ عابر للقارات روسي وأعلنت قناة "روسيا اليوم" الإخبارية، أن طائرات استطلاع تابعة لسلاح الجو الأمريكى، نفذت طلعات استكشافية، على إقليمى كالينجراد والقرم الروسيين، بالإضافة للقاعدة البحرية الروسية بالقرب من مدينة طرطوس السورية. وأكدت مصادر عسكرية أوروبية أن طائرات التجسس الأمريكية أقلعت من بريطانيا واليونان، وحرصت على عدم اختراق المجال الروسي. وردت روسيا على محاولات التجسس الجوية الأمريكية بالإعلان عن إجراء تجربة ناجحة لإطلاق صاروخ باليستى عابر للقارات، من غواصة فى بحر بارنتس. وأكدت وزارة الدفاع الروسية أن الصاروخ الجديد قادر على حمل 6 رؤوس نووية، ويصل مداه إلى 9300 كيلو متر. يُذكر أن روسيا أعلنت - فى 21 يونيو الجارى - أن طائرة إف-16 تابعة لحلف شمال الأطلنطي "ناتو" حاولت الاقتراب من طائرة وزير الدفاع الروسى سيرجى شويجو فوق بحر البلطيق خلال توجهه إلى مدينة كالينينجراد. وكان شويجو متوجهًا إلى مدينة كالينينجراد الروسية لعقد اجتماع يتعلق بتأمين حدود روسياالغربية. ترامب: كوريا الشمالية مصدر مشاكل والكرملين يرد: لدينا خارطة طريق لحل الأزمة وامتدت المواجهة الأمريكية – الروسية، إلى ملف أزمة كوريا الشمالية. فقد أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضرورة معالجة ملف كوريا الشمالية والتهديد الذي يشكله برنامجها النووي والباليستي سريعًا. وقال ترامب للصحفيين، إن "نظام كوريا الشمالية مَصدر لمشاكل هائلة، وهذا أمر يجب الاهتمام به ويجب على الأرجح الاهتمام به سريعًا". وردت موسكو بسرعة على تصريحات ترامب بإعلان وزارة الخارجية الروسية عن إعداد "خريطة طريق لحل قضية كوريا الشمالية"، ومؤكدة استعدادها لمناقشة هذه الخطة مع شركائها. وقال إيجور مورجولوف، نائب وزير الخارجية الروسي في حديث لوكالة "نوفوستي" الروسية، إن "خريطة الطريق تتضمن مجموعة إجراءات.. هدفها النهائي هو إنشاء آلية لتحقيق سلام دائم في شمال شرق آسيا، إضافة إلى حل قضايا شبه الجزيرة الكورية، بما في ذلك التخلص من الأسلحة النووية فيها".