ذكرت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية أن الطريقة التى تتاجر بها الدول الغربيةكالولاياتالمتحدة وإسرائيل وزعماء أوروبا الغربية فى مواجهاتها المتزايدة مع إيران تنم عن خداع واضح يهدف إلى الإطاحة بالنظام الإيرانى وليس كبح طموحه النووى. وحسبما قالت الصحيفة فى تقرير أوردته مساء اليوم على موقعها على شبكة "الإنترنت" فإن "صقور" الولاياتالمتحدة وإسرائيل تولى اهتماما بالغا بتغيير النظام الإيرانى عن كبح جماح وتقويض طموحاته النووية. وأضافت الصحيفة أن التلاعب بوسائل الإعلام والرأي العام عبر لتهديدات الممنهجة المبالغ فيها تعيد إلى الأذهان الدعاية التى كانت ك "الدق على الطبول " والمعلومات المغلوطة التى أدت إلى الاحتلال الأمريكى للعراق فى عام 2003 بحجة امتلاكها أسلحة دمار شامل، وهو الأمر الذي لم تثبت صحته إلى الآن. وأوضحت الصحيفة أن الهدف المرجو من فرض عقوبات ضد صادرات إيران النفطية وبنكها المركزي - الاجراءات التى فرضها رسميا الاتحاد الأوروبى- هو إجبار طهران على التخلى عن برنامجها النووى قبل وصولها مرحلة يمكنها خلالها "نظريا" تصنيع قنبلة نووية. ومضت الصحيفة تقول رغم إن إسرائيل تتفق حاليا على أن إيران لم تقرر تصنيع قنبلة نووية إلا أن البرنامج النووى الإيرانى لا يزال يمثل تهديدا خطيرا على أمن إسرائيل وباقى دول العالم. وأردفت الصحيفة أن هناك وجهين متشابهين للوعيد الغربي ضد طهران، تربط ما بين التجهيزات التى سبقت الحرب الأمريكية على العراق وما يحدث حاليا، بحجة أن القضية المزعومة هى مستقبل البرنامج النووى الإيرانى، لكن، من جهة عدم ثقة الدول الغربية المتحالفة فى التوجهات إيرانية، فالغرض الحقيقى من هذه التوجهات هو الإطاحة بالحكومة الإيرانية. وتابعت الصحيفة أن أصل الأزمة الحالية كانت التحركات التى وقعت فى شهري نوفمبر وديسمبر والتى قام بها كل من تيار المحافظين الجدد فى الولاياتالمتحدة وحزب الليكود الاسرائيلي بزعامة بنيامن نتنياهو رئيس الوزراء، واللوبى الإسرائيلى فى واشنطن، من أجل فرض عقوبات ضد صادرات النفط الإيرانى وبنكها المركزى. ولفتت الصحيفة إلى أن هؤلاء الأشخاص هم تقريبا نفس الأشخاص الذين استهدفوا العراق فى عام 1990، فهم كانوا يمتلكون القدرة على إجبار البيت الأبيض بالتصديق على برنامجهم المعنى بالهجوم على العراق، منوهة بأن الاتحاد الأوروبى بدوره يقوم حاليا بتنفيذ مخطط هؤلاء الأشخاص والذى يعتبر بسذاجة (الاتحاد الأوروبى) أن هذه العقوبات بديلا عن الحرب.