قال تعالى: (وزكريا إذ نادى ربه رب لا تذرنى فرداً وأنت خير الوارثين فاستجبنا له ووهبنا له يحيى وأصلحنا له زوجه إنهم كانوا يسارعون فى الخيرات ويدعوننا رغباً ورهباً وكانوا لنا خاشعين). يذكر المفسرون القدماء أن الضعف استحوذ على زكريا (عليه السلام) ظاهراً وباطناً (رب إنى وهن العظم منى واشتعل الرأس شيباً)، ورغم ذلك بشر بغلام (يا زكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى لم نجعل له من قبل سمياً) وهذا مفسر بقوله (فنادته الملائكة وهو قائم يصلى فى المحراب أن الله يبشرك بيحيى مصدقاً بكلمة من الله وسيداً وحصوراً ونبياً من الصالحين)، فلما بشر بالولد شرع يستعلم على وجه التعجب وجود الولد والحالة هذه (قال رب أنى يكون لى غلام وكانت امرأتى عاقراً وقد بلغت من الكبر عتياً)، ويرى جمهور المفسرين أن عمره كان يبلغ ساعتها سبعاً وسبعين سنة وامرأته كانت فى شيبوبتها أيضاً عاقراً. ولذلك قالت الزوجة (يا ويلتا أألد وأنا عجوز وهذا بعلى شيخاً إن هذا لشىء عجيب (72) قالوا أتعجبين من أمر الله رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد). ورد عليه الملك الذى بشره (قال كذلك قال ربك هو علىّ هيّن وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئاً).