محكمة الأسرة، ذلك المكان المحاط بجدران ضيقة، يمثل دنيا كاملة، تحمل من المآسى، قدر ما تحمل من الطرائف، وأغرب القضايا التى لا يتخيلها العقل، مأساة جديدة سطرتها دفاتر محكمة زنانيرى بطلها زوج فوجئ بقيام زوجته بإجهاض نفسها بحجة أنها ستنجب بنتاً.. قائلاً: دائما ما يبحث الزوج عن «ولى العهد» أو الولد ليعتمد عليه ويكون سنداً له فى سن الكهولة، لكن أن تبحث الأم عن الولد وتغضب عندما تعلم أن الجنين التى تحمله فى أحشائها «بنت» فتقوم على الفور بإجهاض نفسها، ثم تتهمنى بأننى عاجز وعقيم ولا أقوى على إنجاب الذكور. وقف إبراهيم فى حالة شرود وصدمة يروى قصته، قائلاً: تعرفت على زوجتى خلال أيام الجامعة كانت فاتنة الجمال رقيقة لها صوت عذب يجذب إليها كل من تتحدث معه، تمنيت كثيراً أن تكون زوجتى، أخبرت والدتى برغبتى فى الارتباط، اعترضت فى بادئ الأمر لكنها رضخت سريعاً لطلبى، تحدثت معها عن رغبتى فى الارتباط بها، وأن تكون شريكة حياتى، فوجئت بها توافق على طلبى وتحدد موعداً مع والدها، لأن القدر كتب لنا هذه الزيجة كانت الأمور تسير بسهولة شديدة لا أدرك أسبابها، فقد تمت الخطبة سريعاً وكنا فى السنة النهائية فى الجامعة ونجحنا بتفوق، وفور تخرجنا تم زفافنا فى حفل عائلى، عشت مع زوجتى أسعد أيام حياتى، خاصة بعد أن رزقنا الله بابنتنا الأولى، كانت آية من الجمال تشبه والدتها كثيراً وبعد مرور أشهر قليلة فوجئت بأن زوجتى حامل للمرة الثانية حمدت الله كثيراً على ما رزقنا وطلبت من زوجتى أن تحاول تنظيم حياتنا، وأن نكتفى بطفلين فقط حتى نتمكن من تربيتهما وتوفير الحياة الهادئة المستقرة مادياً لهما، وافقت فى بادئ الأمر لكن بعد علمها بأنها حامل فى طفلة أخرى، فوجئت بها تطلب منى أن تنتظر وقتا قصيرا ثم تكرر تجربة الحمل مرة ثالثة، وعندما حاولت معرفة أسباب طلبها فوجئت بأنها تتمنى أن يرزقنا الله ب «ذكر» خاصة أنها حرمت من نعمة أن يكون لها شقيق يكون سنداً لها فى الدنيا، تعجبت كثيراً من كلامها، خاصة أننى أعلم قدر حبها لشقيقاتها. مرت الأيام حاولت إقناعها بأننى لا أهتم بفكرة ضرورة أن نرزق بولد لكنها كانت تصر على إعادة التجربة مرة أخرى، أملاً فى تحقيق حلمها، وفى النهاية وافقت على طلبها بشرط أن تكون آخر مرة سواء كان المولود بنتاً أو ذكراً، سعدت كثيراً وبعد شهور قليلة فوجئت بها تخبرنى بحملها للمرة الثالثة، رزقنا الله ببنت ثالثة كانت أجمل ما رأت عينى، وبدلاً من أن تفرح زوجتى ببناتها الثلاث وأخبرتها بأننا إذا تمكنا من تربيتهن تربية سليمة فقد كتبت لنا دخول الجنة من أوسع الأبواب، لكن لا حياة لمن تنادى بل بدأت فى الابتعاد عن ابنتنا ورفضت إرضاعها والتعامل معها، وليت الأمر اقتصر على ذلك فوجئت بها تقوم بتركها لشقيقتها الكبرى بحجة أنها مرهقة من خدمة بناتنا. تحولت السعادة والهدوء الذى كنا نعيش فيها إلى جحيم لا يطاق، بدأت فى ترك البيت لساعات طويلة هرباً من النكد التى أصبحت أواجهه يومياً، ليت الأمر اقتصر على ذلك فقط، بل بدأت زوجتى فى التعدى على بناتها بالضرب وتوجيه نوبات من العقاب الشديد لهن على أتفه الأسباب، لجأت إلى والدها للتحدث إليها لكنها لم تتغير بل ساءت، فى أحد الأيام فوجئت بها وهى تعتدى على ابنتنا الصغرى بالضرب بحجة أنها تصرخ بدون سبب، لم أصدق نفسى تشاجرت معها، وأثناء صراخى فى وجهها سقطت على الأرض مغشياً عليها، حملتها فوراً وقمت بالاتصال بطبيب صديقى وتمكنت من إفاقتها قبل حضور الطبيب وعندما قام الطبيب بتوقيع الكشف الطبي عليها أخبرنا بأنها حامل، لم تتمالك نفسها فرحت كثيراً وبالرغم من غضبى منها على سوء معاملتها لبناتنا، إلا أننى أصبت بحالة من الصمت والحزن على ما أصاب حياتى من مشادات ومشاجرات دائمة، بالإضافة إلى إصابة زوجتى ببعض الإرهاق والتعب بسبب الإنجاب المتكرر، المهم مرت الشهور الأولى فى حالة ترقب وقلق حتى جاء الشهر الموعود وكانت الصدمة لزوجتى عندما أخبرها الطبيب بأنها حامل فى طفلة رابعة.. لم تتمالك نفسها من البكاء، طلبت منها إجهاض نفسها وعندما حاولنا تهدئتها ثارت على واتهمتنى بأننى عقيم وعاجز عن إنجاب الأولاد، لم أتمالك نفسى تركتها داخل عيادة الطبيب وانصرفت على أمل أن تشعر بالندم على كلامها القاسى.. فى اليوم الثانى طلبت منها تربية بناتنا والابتعاد عن فكرة الإجهاض، لأنها بذلك تقتل روحاً بريئة لا ذنب لها.. لكنها أصبحت لا تستمع إلى كلام أحد، وفوجئت بها تنفذ ما عزمت عليه دون علمى أو موافقتى، لم أتمالك نفسى كيف لها أن تقتل ابنتى دون رحمة، فحررت ضدها محضراً وأقمت ضدها دعوى نشوز، خاصة بعد أن تركت بناتها ورفضت الاهتمام والاعتناء بهن، وفوجئ الزوج أن زوجته أقامت ضده دعوى خلع.