لم تتوقف إبداعات ثوار التحرير عند الهتافات الملهبة للحماس والشعارات الخاطفة للقلب. ف"صنايعية الثورة" أيضاً اكتشفوا أنفسهم عبر التفكير في كيفية خدمة "المرابطين في الميدان"، فقلة أعداد دورات المياه والزحام منقطع النظير على مسجد عمر مكرم، دفعهم إلى ابتكار دورة مياه عمومية لتخفيف الضغط على المقاهي وأماكن دورات المياه المجاورة للميدان. عشرة حمامات وحوضان لغسيل الوجه ما استقر عليه حاتم سليمان حسن – سباك الثورة، مخصصة بأكملها للرجال.. وحملت دورة المياه حديثة النشأة عبارة دورة مياه عمومية "for free" "مجاناً". سليمان الذي يشارك في الثورة منذ 25 يناير، قال إن الصرف الصحي الخاص بدورة المياه، تم إعداده على المجاري العمومية، نعلم جيداً كيف نرفعه بعد انتهاء الثورة. الخشب هو المادة التي استعملها صنايعية الثورة في بناء دورة المياه، بدلاً من الطوب، وفور نزول الأخشاب على الأرض قال إسلام الدين أحمد -16 عاماً- أنه توجه إلى موقع دورة المياه – وعرض تقديم المساعدة في صناعة الأبواب باعتباره "نجار". يحكي إسلام الدين أحمد أنه حدد مقاسات الأبواب، وقام بتقطيع القوائم وصنع عشرة أبواب. ولفت أحمد إلى أنه يشارك في ثورة الغضب منذ "جمعة الغضب" بهدف رفع الظلم عن البلد، رغم أنه من أسرة ميسورة الحال. ورفض صناع دورة المياه التفاوض مع النظام، مشيراً إلى أن ذلك يهدر حقوق الشهداء.