يحتفل الجامع الأزهر الشريف اليوم الجمعة، بمرور 1077 عاما على تأسيسه وإقامة أول خطبة جمعة به فى السابع من رمضان عام 361 هجريا. ويعتبر الجامع الأزهر الذى أنشئ على يد جوهر الصقلي القائد الفاطمى عندما تم فتح القاهرة عام 970م بأمر من المعز لدين الله أول الخلفاء الفاطميين بمصر، أهم مساجد القاهرة، فقد شرع الصقلى في إنشائه ووضع الخليفة المعز لدين الله حجر أساس له في 14 رمضان سنة 359 ه - 970م، وأتم بناء المسجد في شهر رمضان سنة 361 ه - 972 م. العصر الفاطمى والجامع الأزهر هو أهم المساجد في مصر وأشهرها في العالم الإسلامي، فهو جامع وجامعة منذ أكثر من ألف عام، رغم أنه أنشئ لغرض نشر المذهب الشيعي عندما تم فتح مصر على يد جوهر الصقلي قائد المعز لدين الله أول الخلفاء الفاطميين بمصر، إلا أنه حاليا يدرس الإسلام حسب المذهب السني. وبعدما أسس الخليفة الفاطمى مدينة القاهرة شرع في إنشاء الجامع الأزهر وأتمه وأقيمت فيه أول صلاة جمعة في 7 رمضان 361 ه - 972م، فهو بذلك أول جامع أنشى في مدينة القاهرة وأقدم أثر فاطمي قائم بمصر، وقد اختلف المؤرخون في أصل تسمية هذا الجامع، والراجح أن الفاطميين سموه بالأزهر تيمنا بفاطمة الزهراء بنت الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم - وإشادة بذكراها. العصر الأيوبي صلاح الدين الأيوبي والسلاطين الأيوبيون السنيين الذي أتو من بعده تجنبوا الأزهر على مدى تاريخ طويل، وقد تم إهمال المسجد بالتناوب وبشكل كبير؛ لأنه تأسس باعتباره مؤسسة لنشر المذهب الشيعي، وتم إزالة مكانته باعتباره مسجد شيعي وحرمان الطلبة والمدرسين في مدرسة الجامع من الرواتب كما منعت إقامة صلاة الجمعة به لمدة 100عام إلى أن أعادها السلطان المملوكى بيبرس فى 1266م. العصر المملوكى ويعد العصر المملوكي من أزهى وأفضل العصور التي عاشها الأزهر الشريف حيث تسابق حكام المماليك في الاهتمام بالأزهر طلابًا وشيوخًا وعمارةً وتوسعوا في الإنفاق عليه والاهتمام بل والإضافة إلى بنيته المعمارية. العصر العثمانى أما في العصر العثماني فقد أبدى سلاطين آل عثمان احتراما كبيرا للمسجد وأهله رغم مقاومته لهم ووقوفه مع المماليك خلال حربهم مع العثمانيين، إلا أن هذا الاحترام لم يترجم عمليا في صورة الرعاية والاهتمام بعمارته أو الإنفاق على شيوخه وطلابه. إلا أن الجامع خلال تلك الفترة أصبح المكان الأفضل لدى عموم المصريين والأولى بتلقي العلوم والتفقه في الدين من خلاله، وأصبح مركزا لأكبر تجمع لعلماء مصر كما بدأ في تدريس بعض علوم الفلسفة والمنطق لأول مرة. الأزهر والحملة الفرنسية وخلال الحملة الفرنسية على مصر كان الأزهر مركزا للمقاومة وفى رحابه خطط علماؤه لثورة القاهرة الأولى وتنادوا إليها، وتحملوا ويلاتها وامتهنت حرمته. وفى أعقاب ثورة القاهرة الثانية تعرض كبار علماء الأزهر لأقسى أنواع التعذيب والألم، وفرضت عليهم الغرامات الفادحة، وبيعت ممتلكاتهم وحلي زوجاتهم الذهبية استيفاء لها. وبينما كان الاحتلال الفرنسي يلفظ أنفاسه الأخيرة حتى صدرت الأوامر باعتقال شيخ الأزهر الشيخ عبد الله الشرقاوي، وهكذا ظلت تخيم أزمة عدم الثقة بين الأزهر وسلطات الاحتلال الفرنسي حتى آخر أيامه ورحيله عن البلاد. الأزهر والأسرة العلوية وبعد انسحاب الفرنسيين من البلاد عيّن محمد علي باشا نفسه والياً على مصر استجابة للشعب، ويعدّ مؤسس الأسرة العلوية التي حكمت مصر من 1805 إلى عام 1952، وسعى إلى توطيد حكمه من خلال التقرّب إلى علماء الأزهر، وسار على نهجه أبناؤه وأحفاده، والذين كان آخرهم الملك فاروق الذي تنازل عن العرش الملكي بسبب ثورة 1952. ثورة يوليو واستقلال الأزهر وفي أعقاب الثورة بدأ الرئيس جمال عبد الناصر جهوده للحد من سلطة علماء الأزهر فقد قام عام 1952، بتأميم الأوقاف ووضعها تحت سلطة وزارة الأوقاف التي تم إنشاؤها حديثا ما قطع من قدرة المسجد للسيطرة على الشؤون المالية، وألغى المحاكم الشرعية، ودمج المحاكم الدينية مع النظام القضائي للدولة في عام 1955، ما أدى إلى الحد من استقلال العلماء. وفي عام 1961 صدر قانون الإصلاح، الذي ينص ببطلان قانون أصدر في وقت سابق من عام 1936 الذي يضمن استقلال الأزهر، وأصبح لرئيس مصر سلطة تعيين شيخ الأزهر كما تمّ إعلان قيام جامعة الأزهر رسمياً وإنشاء العديد من الكليات. شيوخ الأزهر وتولى مشيخة الأزهر منذ تأسيسه 48 شيخا، كان أولهم الشيخ محمد الخراشي ثم إبراهيم البرماوى ومحمد النشرتى وتوالى بعد ذلك الشيوخ حتى وصلنا إلى الدكتور أحمد الطيب منذ 2010 وحتى الآن. ومن أشهر العلماء الذين ارتبطت أسماؤهم بالأزهر، ابن خلدون، وابن حجر العسقلاني، والسخاوي، وابن تغري بردي، والقلقشندي، وغيرهم من العلماء.