يتسابق جميع المسلمين في شهر رمضان على فعل الأعمال الصالحة، من صلاة وصدقات والالتزام بتعاليم الدين الحسنة، ليحافظوا على صيامهم بالصورة التي لا تقلل من أجره، أو تفسده، بجانب سعيهم لإحياء سُنة الحبيب رسول الله "صلى الله عليه وسلم"، ولكن هناك عددًا من الغافلين عن بعض السنن ويهجرها، في حين أنها من السنن المحببة أثناء الصيام ويؤجر عليها ويثاب من يفعلها ثوابًَا عظيمًا. ومن بين تلك السنن... السحور وتأخيره حثنا رسولنا الكريم "صلى الله عليه وسلم"، بتناول وجبة السحور، بقوله: "تسحروا فإن في السحور بركة"، رواه البخاري ومسلم، ذلك لأن السحور يعين ويهون على الصائم، ويقلل من ساعات صومه. وكان النبي "صلى الله عليه وسلم"، يتناول وجبة السحور متأخرًا، ذلك لقوله: "لا تزال أمتي بخير ما عجلوا الفطر وأخروا السحور" رواه أحمد، وأيضًا قول زيد بن ثابت، رضي الله عنه: "تسحرنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثم قام إلى الصلاة، فقلت: كم كان بين الأذان والسحور؟ قال: "قدر خمسين آية"،رواه البخاري ومسلم. تعجيل الفطر قال "صلى الله عليه وسلم": "لَا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الْفِطْرَ"، رواه البخاري ومسلم. عنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : "أَحَبُّ عِبَادِي إِلَيَّ أَعْجَلُهُمْ فِطْرًا. فكان -صلى الله عليه وسلم- يفطر على رطب قبل صلاة المغرب، ثم يذهب للصلاة، ذلك إشارة استحباب تعجيل الإفطار والمبادرة به. فعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: "ما رأيت النبي "صلى الله عليه وسلم" قط يصلي حتى يفطر ولو على شربة من ماء. الدعاء قبل الإفطار يعتبر الدعاء قبل الإفطار مباشرًا موطنًا من مواطن إجابة الدّعاء، وليكن دعاء الصائم طوال شهر رمضان مستحبًا لله عز وجل. عن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "ثَلَاثَةٌ لَا تُرَدُّ دَعْوَتُهُمْ، الصَّائِمُ حَتَّى يُفْطِرَ، وَالْإِمَامُ الْعَادِلُ وَالْمَظْلُومُ"، لذا فعلى الصائم قبل فطره أن يسمي الله تعالى ويدعوه بما يرغب له وللمسلمين. ومن بين الأدعية التي كان يرددها رسولنا الكريم إذا أفطر قال: "ذهب الظمأُ، وابتلَّت العروقُ، وثبت الأجرُ إن شاء اللهُ"، رواه أبو داود، وكان يقول أيضًا:" اللهم إنّي أسألُكَ برحمتِكَ التي وسِعَتْ كلَّ شيءٍ أن تغفِرَ لي"، ويمكن للصائم أيضًا أن يقول:"اللهمَّ لكَ صمتُ، وعلى رِزْقِكَ أفطرتُ"، رواه أبو داود مرسلًا. والكثير من الناس ما تجمع الدعاء عند الإفطار وتردد: "اللهمَّ لكَ صمتُ، وعلى رِزْقِكَ أفطرتُ، ذهب الظمأُ، وابتلَّت العروقُ، وثبت الأجرُ إن شاء الله"، وهذا أمر بعيد عن السنة، فالسنة في الدعاء كما تم توضيحها بالسابق. الإفطار على رطب قال أنس بن مالك -رضي الله عنه- كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يُفْطِرُ عَلَى رُطَبَاتٍ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ رُطَبَاتٌ فَعَلَى تَمَرَاتٍ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ حَسَا حَسَوَاتٍ مِنْ مَاءٍ". وعنْ سَلْمَانَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ صَائِمًا فَلْيُفْطِرْ عَلَى التَّمْرِ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ التَّمْرَ فَعَلَى الْمَاءِ، فَإِنَّ الْمَاءَ طَهُورٌ". وقد أثبت خبراء الصحة والتغذية، أن الرطب والتمر من أفضل الأشياء المحبب أن يفطر عليها، لأنها تحتوي على نسبة من الجلوجوز سريع الامتصاص، فيمد الجسم بالطاقة والسكر الذي يحتاجه. عدم رد الأذى وقول إني صائم على الصائم إن سابه أحد يصبر ولا يرد الإساءة، ويقول "إني صائم"، ذلك فيما جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: "إذا أصبَحَ أحدُكُم يومًا صائمًا، فلا يرفُثْ ولا يجهَلْ، فإنِ امرؤٌ شاتمَهُ أو قاتلَهُ، فليقُلْ: إنِّي صائمٌ، إنِّي صائمٌ". السواك كان رسولنا الحبيب- صلى الله عليه وسلم- يتسوك وهو صائم، لذا يستحب إحياء سنته بالتسوك أثناء الصوم، أو بعد الإفطار.