تحدث القرآن الكريم عن النساء بشكل عام، ولكن "زُليخا"شغل الحديث عنها آيات كثيرة من سورة يوسف، لأنها كانت تحيا حياة ترف ونعيم، وتتسلح بقوةِ السلطان، ففتنها نبي الله يوسف - عليه السلام- في صباه وجماله، وحطم كبرياءها بعفتِه وورعه، فاتهمته بما ترتكبُه من إثم. وازدادت إصرارًا على إغوائه عندما شاع خبرُها بين نساءِ المدينة، فتحيك له المؤامرةَ معهنَّ حتى يدخلنه السِّجن، لامتناعه عن مطاوعتهنَّ ، ولكنَّها وبعد بضعِ سنين تقف موقفًا فيه جرأة وصراحة، وفيه ندم واعتراف بالذَّنب وتوبة، وتبرئة لساحةِ يوسف - عليه السلام. زوجة عزيز مصر زُليخا أو زليخاء واسمها راعيل بنت رماييل وزُليخا لقبها، هي زوجة عزيز مصر عند قدوم يوسف إلى مصر، زوجها بوتيفار عزيز مصر على عهد الملك أمنحوتب الثالث الذي يعد من أعظم الملوك الذين حكموا مصر عبر التاريخ، كانت مشهورة بجمالها وكبريائها الذي أضحى تكبراً وأنفة. قدوم يوسف بعد أن ألقاه إخوته في الجب، عثر تاجر عربي اسمه مالك بن زعر على يوسف فادعى إخوته أنه عبدٌ لهم قد فرّ منهم وباعوه لمالك بن زعر بثمن بخس وكانوا فيه من الزاهدين، ومن ثم حمله مالك معه إلى مصر القديمة حيث كانت تسير قافلته، وهنالك قام ببيعه بسوق النخاسة لبوتيفار عزيز مصر. مراودة يوسف دخل نبي الله يوسف عليه السلام إلى بلاطه وهو طفل ولم يعامله معاملة العبيد بل أوصى "بوتيفار" زوجته "زليخا" بالإحسان إليه لما وجد فيه من الفطنة والذكاء والرأي الثاقب فقال لها "قَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ". وبعد ان ترعرع يوسف في بلاط العزيز بوتيفار مدة أحد عشر عاماً إلى أن صار شاباً حسن الوجه حلو الكلام, شجاعاً قوياً, وذا علم ومعرفة، وكان لا يمض يوم إلا ويزداد شغف "زليخا" بيوسف إلى أن راودته عن نفسه ظانةً منه أنه سيطيعها في معصية الله ، إلا أن يوسف نبي ومن المخلصين، وقال تعالي "كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلَصين"، فأبى أن يرتكب الخطيئة وهرب خارجاً لكنهما وجدا بوتيفار عند الباب، وعندما رأى "بوتيفار" أن قميص يوسف قد قُدَّ من دُبُرٍ أيقن أن زوجته "زليخا" هي الخائنة وهي من راودت يوسف عن نفسه فقال تعالي "فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ". سجنها ليوسف عندما استعصم النبي يوسف وأبى ارتكاب الفحشاء, سعت زليخا إلى سجنه حتى ينصاع لرغباتها. لكنه ثبت على موقفه {قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ} فقضى في السجن عشر سنين, لكن زليخا أخذت تعاني من آلام الفراق كثيراً وازداد عشقها وتعلقها به حتى باتت تقضي أيامها بالبكاء شوقاً إليه مما أضعف بصرها وجعلها تشيخ بسرعة وتفقد جمالها. قصة حب زليخا كانت قصة حب زليخا لنبى الله يوسف عليه السلام قصة درامية مليئة بالتفاصيل والأحداث المثيرة، التى تجسد أسمى معانى الحب، فلايوجد عشق مثل عشق هذه السيدة لسيدنا يوسف، فهى كانت من أجمل فتيات مصر، وزوجة عزيز مصر،ولكنها أحبت سيدنا يوسف بطريقة لا يمكن وصفها كانت زليخا. حباً في يوسف وبعد أن تولى يوسف الملك وأصبحت زليخة من سائر الناس، وقد شاب رأسها وعميت عينها وتقوس ظهرها حباً في يوسف وفي سائر الأيام جلست زليخا أمام بيتها وبجوارها جارية لتخبرها بأن يوسف قد اقترب، وأن عشقها له لهيب لا ينطفئ، وبالفعل ظهر بعدها موكب يوسف فاستوقفته زليخا وناشدته ورآها بهذا الحال فقال لها أين شبابك وجمالك، فقالت لقد ذهب كل هذا من أجلك، فرد عليها كيف لو ترين رجل آخر الزمان أكثر مني جمالاً وسخاءً وهو سيد الرسل وخاتمها فقالت زليخا آمنت بذلك النبي فجاء جبريل عليه السلام ليوسف فقال له يا يوسف قل لزليخا، إن الله تاب عليها ببركة النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم.