«الحب مطب والعاشق أعمى».. كلمات شاهدة على قصة حب من نوع خاص بدأت ربما من طرف واحد.. من «زليخا» زوجة عزيز مصر تجاه نبي الله «يوسف» عليه السلام. وبمعنى آخر «الحب أعمى والمحبون لا يرون الحماقة التي يمارسونها».. ومن هنا لم تكن تدرك زوجة «بوتيفار» - عزيز مصر على عهد الملك أمنحوتب الثالث أحد أعظم الملوك الذين حكموا مصر عبر التاريخ - أن ما تفعله ب«يوسف الصديق»، يقف وراءه جنون حبها والذي دفعها لمطالبته بمعصية ربه والإتيان بها. منذ صغرنا نعلم أن نبي الله يوسف كان جميلا «رزقه الله بنصف جمال الدنيا»، لكنّ أحدًا لا يعلم أن «زليخا» كانت مشهورة بجمالها وكبريائها، وبالمقاييس الإلهية ف«إن كيدهن عظيم» فالكلمات القرآنية تشير إلى كيد النساء وكأنها طبيعة بشرية لم تنفرد بها زوجة العزيز دون غيرها.. وبالمقاييس البشرية «أجمعت نساء المدينة آنذاك على جمال يوسف بل قطعن أيديهن عندما رأينه». دخل الطفل يوسف بلاط عزيز مصر «بوتيفار» الذي أمر زوجته «زليخا» بمعاملته معاملة كريمة ليس كالعبيد لما ظهر من نبي الله في صغره من الفطنة والذكاء والرأي الثاقب، وبالفعل ترعرع «يوسف» في بيت مصري ثري لمدة 11 عامًا إلى أن صار شابًا حسن الوجه حلو الكلام، شجاعًا قويًا، وذا علم ومعرفة. عشق زليخا ل«يوسف» جعلها ترتكتب أخطاءً كانت أكثر حمقًا «مراودته عن نفسه ثم حبسه 10 سنوات بعد رفضه تنفيذ أوامرها».. لكن لم تنته سورة يوسف بالقرآن الكريم قبل أن تكشف آياتها الكريمة عن اعتراف المرأة بخطئها ثم اعتراف نساء مصر بعفة نبي الله.. أليس هذا تقبل إلهي للتائبين؟ 10 سنوات يوسف في السجن «ظلمًا».. عاشتها «زليخا» في سجن كبير عانت فيه من آلام الفراق كثيرًا وازداد عشقها وتعلقها به حتى باتت تقضي أيامها بالبكاء شوقًا إليه، مما أضعف بصرها وجعلها تشيخ بسرعة وتفقد جمالها، بل مات زوجها «بوتيفار» بعد مرضه متأثرًا بخيانة زوجته له، وندمه على سجن يوسف تلك المدة. أخطأت زليخا عندما «راودت يوسف عن نفسه ثم استعصم».. لكن ألم يفقد نبي الله يعقوب نظره لفقدان ابنه يوسف؟؟.. ألم تتهم عمة يوسف «شقيقة يعقوب» نبي الله في صغره بالسرقة كي تحتفظ بوجوده معها تعلقًا به؟! عشقت «زليخا» فأحبت فتعلقت فأعماها عشقها 30 عامًا وبعد سنوات أفاقت، فيقول البعض إنها قالت «كلمات من ذهب» ليوسف نفسه بعد أن أخرجه الملك أمنتحب الرابع: «الحمد لله الذي جعل الملوك بمعصيتهم عبيدا وجعل العبيد بطاعتهم ملوكا».