"رمضان رمضان، هل هلاله وظهر وبان، فكرني بحاجات وذكريات، بيعدي عمر وليها في قلبي مكان، وحاجات لا يمكن تتنسي بأمانة عبدالمطلب ورمضان جانا"، كلمات كانت لها مكانتها الخاصة في نفوس المصريين، فأخذ عزيز الشافعي قلمه وجعله ينسجم مع الذكريات الرمضانية التي افتفدها الكثير أو ربما تلاشت معظمها. فكان لقدوم شهر رمضان خلال فترتي الثمانينات والتسعينات فرحة خاصة، ومذاق خاص لدى الجميع إلا أنه اختلفت تلك الطقوس مع اختلاف الأزمان والأجيال، فضلًا عن اختراق التكنولوجيا لأمور الحياه بصفة عامة. ما بين ذكريات الثمانينات وحلبة المسلسلات فوازير "نيللي وشريهان"، و"عمو فؤاد"، و"فطوطة"، والمسلسل الكارتوني "بوجي وطمطم"، و"بكار" الذي تربى عليها أجيال، ومع تبدل الحال والزمان احتلت المسلسلات حلبة القنوات التلفزيونية وبدأت تتصارع كي تفوز بلقب أحسن مسلسل رمضاني. ومع ظهور القنوات العديدة خلال عصرنا هذا، بدأ موسم العرض التلفزيوني يغير من عادات وتقاليد توارثها جيل بعد آخر، فصار همهم الأكبر ألا تفوتهم حلقة من مسلسل ما، فضلًا عن محتوى غالبية المسلسلات التي لا تتناسب مع طقوس الشهر الكريم، وباتت من أساسيات شهر رمضان. البرامج أصبحت البرامج ما هي إلا للمقالب التي يقوم بها مقدم البرنامج مع ضيفه، بعد أن كان لكل من "تسالى رمضان" البرنامج الإذاعى الذي قدمه ثلاثى أضواء المسرح "سمير غانم، الضيف أحمد، جورج سيدهم"، و"بدون مونتاج" الذي قامت بتقديمه "دينا رامز"، الذي احتوى على عرض الكواليس الطريفة للمسلسلات، فاتسمت هذه الفترة بالبساطة التامة. المسحراتي تلك الشخصية التي كانت تبدو كأنها شخصية إسطورية تظهر في الشهر الكريم فقط، هذا الرجل البسيط الذي كان يستحوذ بأقل مجهود على قلوب أطفال وكبار الحي، بطبلته الصغيرة التي يجوب بها شوارع المحروسة ووراءه العديد من الصغار. ففي يومنا هذا اختفى ذلك الرجل بمعالمه وأداته البسيطة التي كانت ترسم البهجة في قلوب الجميع، وإن وجد في بعض الأحياء والمناطق المختلفة فقد افتقد الحماس والتواصل مع من حوله. فانوس رمضان من أهم معالم وذكريات رمضان فانوس رمضان، الذي لا يزال عادة في البيوت المصرية لا يستطيعون الاستغناء عنه، فكان له نصيبه من التطور التكنولوجي، الذي كان من شأنه أن ينقله من فانوس "صفيح بشمعة" إلى أن وصل إلى هذا "الفانوس الصيني" فاختلفت أشكاله وألوانه، ولا يقف الاختلاف عند ذلك الحد، فقد كان لطريقة الاحتفال بالفانوس طابع خاص، فبعد رفع آذان المغرب في المساجد يجتمعن بالفوانيس ويلتفون حوله مرددين الأغاني الرمضانية الشهيرة. "لمة العيلة" في قديم الزمان كان يجتمع أفراد العائلة في رمضان حول "الطبلية"، التي تحتوي على أبسط المأكولات الشهية، فكان يطلقون عليه بيت العز ليس بثرائه المادي، ولكن بكنوز المشاعر الطبيعية الفياضة بسعادة اللمة، وبعد انتشار الأجهزة الإلكترونية والإنترنت تحولت تلك اللمة، وأصبح كل فرد من العائلة في عالمه الخاص به مع هاتفه.