والمحبة المؤدية إلى أعلى الدرجات فى الدنيا والآخرة توجب على المسلم الالتزام بالكثير من القواعد الخلقية التى تتحكم فى حركاته وأقواله وأفعاله تجاه إخوانه. فهى ليست مجرد مشاعر صامتة لا يصدقها عمل ولا تترجمها أفعال تملأ الدنيا محبة وسلاما ورحمة. وقد بيَّن لنا الحبيب المصطفى العديد من حقوق المسلم على أخيه المسلم، والتى يغنى فهم واحدة أو اثنتين فقط منها عن سردها جميعا فالدعاء بظهر الغيب يوجب التعاون والتعاضد فى مواجهة مصائب الدهر، ويوجب عدم الخصام، والفرقة وإن وقعت فلا تزيد على ثلاثة أيام، أخوة فلا ظلم ولا حسد ولا تباغض ولا تعالى ولا أكل أموال بالباطل. والتبسم فى وجه المسلم ولقاؤه بوجه طلق أمر من الرسول صلى الله عليه وسلم، والأولى بنا أن ندرك أن من وصَّى بالابتسامة ليس فى حاجة للتوصية بالمعاونة والوفاء والإخلاص والستر ومراعاة الحقوق والمشاعر، فيقول صلى الله عليه وسلم: «لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا. وكونوا عباد الله إخوانا. ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث". ويقول صلى الله عليه وسلم المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يسلمه. من كان فى حاجة أخيه، كان الله فى حاجته. ومن فرج عن مسلم كربة، فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة. ومن ستر مسلما، ستره الله يوم القيامة. ويقول «من رد عن عرض أخيه رد اللَّه عن وجهه النار يوم القيامة» ويوصى «فكوا العانى، وأجيبوا الداعي، وعودوا المريضى. ويقول من نفَّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا، نفَّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة. ومن يسَّر على معسر، يسَّر الله عليه فى الدنيا والآخرة. ومن ستر مسلما، ستره الله فى الدنيا والآخرة. والله فى عون العبد ما كان العبد فى عون أخيه.... وقال جابر: كان لى خال يرقى من العقرب. فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرقى. قال فأتاه فقال: يا رسول الله إنَّك نهيت عن الرقى. وأنا أرقى من العقرب. فقال «من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل».