أكد وزير الخارجية الألماني السابق"فرانك فالتر شتاينماير" أنه لم يفاجأ بنجاح الأحزاب الإسلامية في انتخابات دول الربيع العربي، ودعا أوروبا إلى الصبر واحترام نتائج الانتخابات وتقديم الدعم . وانتقد شتاينماير - في حوار مع محطة "دويتشه فيله عربية"- السياسة الخارجية الأوربية قائلا :"بصراحة لم أكن أتوقع ما حصل، كنت نشيطا في السياسة الألمانية والأوروبية الخارجية، وللأسف تعثرت هذه السياسة في السنة الأخيرة في التجاوب مع ما حصل، كانت هناك مفاجأة كبيرة لم يكن أحد يتوقع أن تحصل، وكنا بالتأكيد معجبين بنزول الناس إلى الشوارع للمطالبة بالديمقراطية والحرية وانتخابات حرة، إلا أن السياسة الرسمية الأوروبية تباطأت في تقديم الدعم والعون لهذه المطالب، كنت أتمنى أن أرى أوروبا أكثر نشاطا وأسرع في تجاوبها مع الثورات العربية". وأرجع تقصير أوروبا إلى انشغال دولها - للغاية- في حل أزمتها الاقتصادية، وعدم اقتراب وضع حلول لإعادة الاستقرار الاقتصادي الذي سيستغرق سنوات عدة، وهذا يعتبر تحذيرا لنا، إذ علينا في الواقع ألا نركز فقط على دولنا؛ لأن مستقبلنا ليس مرتبطا بأوروبا ,وباليورو, وباستقرار الاقتصاد لدينا، بل هو مرهون أيضا بأحوال جيراننا، مثل شمال إفريقيا والعالم العربي، ولابد أن يكون لدينا موقف من التغييرات في تلك الدول. وأضاف أنه قال سابقا جملة , لاقت استغراب الكثيرين، وهي :"إننا سنكون جميعا سعداء ,عندما تكون هناك ديمقراطية في شمال إفريقيا وفي كل الدول العربية"، بالنظر إلى التجربة التي خاضتها ألمانيا وملخصها :"الديموقراطية تحتاج إلى ديموقراطيين". وطالب "شتاينماير" أوربا بدعم التحول الديموقراطي، عبر دعم الحكومات, وتطوير النظم الاقتصادية لدول شمال إفريقيا؛ إذ لا يجب أن ينزل الناس للشوارع ويناضلون من أجل التغيير وبعد سنتين أو ثلاث يلاحظون أن التغيير السياسي لم يجلب الكثير، فما زالت هناك بطالة متفشية ,وفقر, وغيرها من مشاكل؛ لأن من قاموا بالثورات هم الأجيال الشابة بين 20 و30 عاما والذين - ينتمون إلى الشريحة المتعلمة - ولا بد أن يحصلوا على فرص عمل حقيقية ومقبولة.