مع حلول شهر رمضان الفضيل، تتعدد التساؤلات حول الأمور الفقهية وأحكام الشرع في بعض المسائل، التي من شأنها أن توثر على صحة الصوم خلال هذا الشهر أو فساده، ومن ضمنها هل يجب تكرار النية للصوم في كل يوم من رمضان أم أن نية واحدة تكفي مع بدايته. الدكتور علي جمعة، المفتي السابق للجمهورية، جاوب على هذا التساؤل على بوابة دار الافتاء المصرية، بقوله إن النية لها أهمية كبيرة في الإسلام فهي التي تحدد هدف الإنسان ووجهته وقصده في كثير من الأمور. وأوضح أن ما يتعلق بنية الصوم فرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «مَنْ لَمْ يَجْمَعِ الصِّيَامَ قَبْلَ الْفَجْرِ فَلَا صِيَامَ لَهُ»، والإجماع هنا هو الإحكام والعزيمة، والنية محلها القلب ولا يشترط النطق فيها باللسان، والنية في الصوم إما ركن أو شرط على اختلاف الفقهاء، حيث يرى بعض الأئمة أن النية واجبة التجديد لكل يوم من أيام رمضان، ولا بد من تبييتها ليلًا قبل الفجر، وأن يعيِّن الصائم صومه إذا كان فرضًا بأن يقول: نويت صيام غد من شهر رمضان. ويرى البعض الأخر من المذاهب أن القدر اللازم من النية هو أن يعلم الشخص بقلبه أنه يصوم غدًا من رمضان، وفي مذهب المالكية تكفي نية واحدة في كل صوم يلزم تتابعه -كصوم رمضان، بينما لم يشترط الأحناف النية في صيام رمضان لكونه صيام فرض، فما دام قد أدى الصيام بامتناعه عن الطعام والشراب فيكون صومه صحيحًا. وذكر أنه إذا استطاع الإنسان أن يعقد النية كل ليلة من ليالي رمضان فهذا هو الأصل والأفضل، وإذا خاف أن ينسى أو يسهو فلينوِ في أول ليلة من رمضان أنه سوف يصوم شهر رمضان الحاضر لوجه الله.