كان الله فى عون الناس التى تحرص على متابعة برامج ومسلسلات رمضان وما أكثرها، حيث سيفاجأ الناس مثل كل عام طوفان الإعلانات بإصرار غريب على إغراقهم فى دوامة لا تنتهى حتى بانتهاء المسلسل أو البرنامج وسيجد المشاهد أنه مضطر إلى التعرض لمثل الإعلانات فى كل محطة ولن تفلح محاولات الفكاك منها عن طريق الريموت كنترول، ففى كل محطة ستجد الطوفان حتى يبدو الأمر وكأنك تشاهد إعلانات تتخللها مشاهد من المسلسل أو البرنامج. وبالتأكيد تأتى شركات المحمول الثلاثة فى مقدمة المعلنين ومنذ أن نجحت فودافون فى تقديم إعلانات متميزة إخراجاً وإبهاراً مع الاستعانة بكبار النجوم ورصد ميزانية ضخمة أو بالأحرى أوبن بادحيت أجبرت الشركتين الآخريين أورنج واتصالات على خوض غمار التجربة السخيفة، إلا أن فودافون تبقى الأكثر إنفاقاً، ويبدو أن فودافون تتحدى شاومنج ملك تسريبات الامتحانات أن يقدر على تسريب فكرة وأبطال إعلان هذا العام وتتكتم بشكل مبالغ فيه على هذه الأسرار لتحقق المفاجأة، خاصة بعدما استعانت بالفنانين فيفى عبده وتامر حسنى وعبدالباسط حمودة ومن قبلهم مصطفى قمر طوال الأيام الماضية، ولكن كما تشير المصادر فإن إعلان رمضان مختلف وبتكلفة وإبهار أكثر وحتى الآن لم يعرف المشاهد ما هو المردود من هذا الإنفاق الضخم على إعلانات التليفزيون فى رمضان وهل هى أصبحت عادة مثل فوازير رمضان خاصة أن هناك من يطالب بقوة بأن تخصص الشركة والشركتان الأخريان نصيباً أكبر من هذا الإنفاق لتقوية الشبكات وتحسين جودة الخدمات، ولكن تأتى الإجابة دائماً: هذه نقرة وتلك نقرة أخرى وأن الاهتمام بهذا لا يمنع الاهتمام بذاك، والحقيقة أن الضحية دائماً هو المشاهد حيث الاتفاق غير المعلن بين هذه الشركات هو المنافسة الشرسة على الاستحواذ على أعين وعقول وجيوب الناس مستغلين فى ذلك نجوم كبار تدفع لهم بالملايين وبدون حساب. وقد انتهت بالفعل شركة فودافون من إعداد تفاصيل حملتها الإعلانية الترويجية لشهر رمضان وانتهى تصوير الإعلان الذى اعتادت فودافون أن تبهر به أعين الناس وذلك بالإنفاق بسخاء شديد واللجوء إلى مطربين وممثلين وراقصات بثقل فيفى عبده، ورصدت فودافون للحملة الرمضانية ما يقرب من 70 مليون جنيه يتم إنفاقها على أجور الممثلين والمخرج وفريق العمل الفنى والتصوير والديكورات والملابس المبهرة إلى جانب إذاعة الإعلان فى جميع المحطات الفضائية قبل وأثناء وبعد جميع المسلسلات والبرامج الترفيهية، خاصة برنامج رامز، ويبدو أن فودافون تتحدى من يكشف سر الإعلان وأسماء الفنانين المشاركين فيه وموضوعه، ويبدو فعلاً أن شاومنج نفسه لا يمكن أن ينجح فى تسريب أى ملمح من ملامح إعلان رمضان. والغريب أن فودافون تجر شركات المحمول إلى المنافسة فى الإعلان وعدد وقيمة النجوم والميزانية وعدد مرات الإذاعة بدلاً من المنافسة فى تقديم أفضل خدمة وأسرع إنترنت.