فرض الله تعالى الحجاب على المسلمات بعد أن يبلغن سن التكليف، لقوله تعالى: (وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيبوهن، ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن) صدق الله العظيم، وهو فرض واجب وثابت لا يمكن أن يتغير مع تغير العصور. ومع اقتراب شهر رمضان الكريم تسعى كل فتاة للالتزام في ملبسها، محاولة منها أن يتناسب مع صيامها ومع روحانيات الشهر الفضيل، فتقوم بعض الفتيات غير المحجبات بارتداء الحجاب خلال شهر رمضان فقط، ثم خلعه بعد الانتهاء منه. الدكتور علي جمعة، عبر الموقع الرسمي لدار الإفتاء المصرية، يجيب عن سؤال "ما حكم ارتداء الحجاب في رمضان فقط؟"، بأن المرأة المسلمة عليها أن تلتزم بالحجاب الشرعي طول العام برمضان وغير رمضان، موضحًا أن الحجاب يجب أن يكون ساترًا لجسدها كله عدا الوجه والكفين. واستكمل جمعه، أن من صفات الحجاب للمرأة المسلمة ألا يكشف ولا يصف ولا يشف عما تحته، ولا يكون لافتًا للأنظار، مثيرًا للفتن والغرائز، مشددًا أن شهر رمضان شهر التوبة والإنابة والرجوع إلى الله تعالى، وفيه يفتح المسلم مع ربه صفحة بيضاء، ويجعله منطَلَقًا للأعمال الصالحات التي تسلك به الطريق إلى الله تعالى، وتجعله في محل رضاه. وأكد أن المسلم عليه على المسلم الذي أكرمه الله تعالى بطاعته والالتزام بأوامره في شهر رمضان أن يستمر على ذلك بعد رمضان، فإن من علامة قبول الحسنة التوفيق إلى الحسنة بعدها. "جزاها الله خيرًا وعسى أن يكون تدريبًا وتعويدًا لها لارتدائه بعد رمضان"، هكذا قال الدكتور أحمد كريمة أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، عن ارتداء بعض الفتيات الحجاب بشهر رمضان وخلعه بعد اجتيازه، متوقعًا أن تلك الفتيات ربما تفعل ذلك تعظيمًا لحرمة الشهر الفضيل واحترامًا لروحنياته وبركاته. وطالب كريمة في تصريح خاص ل"بوابة الوفد"، ألا نكون "جلادين"، على حد وصفه للفتاة التى تقوم بخلع الحجاب بعد رمضان وندينها، قائلًا: "الموضوع مش أنه حرام وحلال، علينا أن نعينها ونستخدم أسلوب الترغيب والتزيين والتحبيب في الفعل الحسن، من دون استمرار النقد بشكل يكره المرء في العمل الصالح".