الأزهر ينفي تشكيل لجنة فتوى مع الأوقاف    عمرو أديب: قانون الإيجار القديم سيظلم أحد الطرفين وهو المستأجر    مصدر ل «المصري اليوم»: الزمالك تواصل رسميًا مع طارق مصطفى لخلافة بيسيرو.. والمدرب يبدي موافقته    هل يجوز الحديث مع الغير أثناء الطواف.. الأزهر يوضح    الحكومة تصدر بيانا بشأن "البنزين المغشوش" في محطات الوقود    رغم هطول الأمطار.. خبير جيولوجي يكشف أسباب تأخير فتح بوابات سد النهضة    5 مرشحين لتدريب الزمالك حال إقالة بيسيرو    مدرب سيمبا: خروج الزمالك من الكونفدرالية صدمة كبرى فهو المرشح الأول للبطولة    تشكيل إنتر ميلان المتوقع أمام برشلونة في موقعة الإياب بدوري أبطال أوروبا    إحالة سيدة احترفت سرقة متعلقات المواطنين بمدينة الشروق إلى المحاكمة    ارتفاع كبير ب400 للجنيه.. مفاجأة في أسعار الذهب والسبائك اليوم بالصاغة (محليًا وعالميًا)    موجة حارة.. بيان مهم ل الأرصاد يكشف طقس اليوم الثلاثاء 6 مايو (احذروا الشبورة)    تامر حسني ومصطفى حجاج يشعلان حفل زفاف رنا رئيس    مش غارة إسرائيلية، أسباب انفجارات واشتعال النيران بمدينة حلب السورية (فيديو)    جموع غفيرة بجنازة الشيخ سعد البريك .. و"القثردي" يطوى بعد قتله إهمالا بالسجن    هل يشارك ترامب في جهود وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس؟    إسرائيل تستعد لغزة ب«عربات جدعون»    العالم بعد منتصف الليل.. سلسلة انفجارات تهز حلب.. وقصف خان يونس (فيديو)    شريف فتحي يقيم مأدبة عشاء على شرف وزراء سياحة دول D-8 بالمتحف المصري الكبير    الحوثيون يتوعدون تل أبيب برد قوي على القصف الإسرائيلي لليمن    تشمل السعودية والإمارات وقطر.. جولة لترامب بدول الخليج منتصف مايو    جوتيريش يحث الهند وباكستان على "التراجع عن حافة الهاوية" ويحذر من التصعيد العسكرى    وزير وفنان وطالب :مناقشات جادة عن التعليم والهوية فى «صالون القادة»    مؤتمر منظمة المرأة العربية يبحث "فرص النساء في الفضاء السيبراني و مواجهة العنف التكنولوجي"    "READY TO WORK".. مبادرة تساعد طلاب إعلام عين شمس على التخظيظ للوظيفة    التعليم توجه بإعادة تعيين الحاصلين على مؤهلات عليا أثناء الخدمة بالمدارس والمديريات التعليمية " مستند"    وكيل كولر يتحدث لمصراوي عن: حقيقة التقدم بشكوى ضد الأهلي.. والشرط الجزائي بالعقد    فرط في فرصة ثمينة.. جدول ترتيب الدوري الإنجليزي بعد تعادل نوتنجهام فورست    لتفادي الهبوط.. جيرونا يهزم مايوركا في الدوري الإسباني    قابيل حكما لمباراة سموحة والطلائع.. ومصطفى عثمان ل زد والاتحاد    نائب وزير السياحة والآثار تترأس الاجتماع الخامس كبار المسؤولين بمنظمة الثمانية    محافظ الغربية: لا تهاون في مخالفات البناء.. واستعدادات شاملة لعيد الأضحى    رابط النماذج الاسترشادية لامتحان الرياضيات التطبيقية لطلاب الثانوية العامة 2025    أرقام جلوس الثانوية العامة خلال أيام :تقليص عدد اللجان ومنع عقدها فى «مقرات الشغب» بالسنوات السابقة    مصرع طالب في حادث مروري بقنا    اليوم.. محاكمة نقاش متهم بقتل زوجته في العمرانية    سعر الخوخ والبطيخ والفاكهة بالأسواق اليوم الثلاثاء 6 مايو 2025    إيناس الدغيدي وعماد زيادة في عزاء زوج كارول سماحة.. صور    سفيرة الاتحاد الأوروبى بمهرجان أسوان لأفلام المرأة: سعاد حسنى نموذج ملهم    أصل الحكاية| ديانة المصريين القدماء.. حتحور والبقرة المقدسة بين الرمز والواقع    مصر للطيران تلغي رحلاتها اليوم إلي بورتسودان وتوجه نداء لعملائها    "كتب روشتة خارجية".. مجازاة طبيب وتمريض مستشفى أبو كبير    احترس من حصر البول طويلاً.. 9 أسباب شائعة لالتهاب المسالك البولية    10 حيل ذكية، تهدي أعصاب ست البيت قبل النوم    رنا رئيس تتألق في زفاف أسطوري بالقاهرة.. من مصمم فستان الفرح؟ (صور)    4 أبراج «ما بتتخلّاش عنك».. سند حقيقي في الشدة (هل تراهم في حياتك؟)    رسميًا.. جداول امتحانات الفصل الدراسي الثاني 2025 بالجيزة (صور)    عيار 21 الآن بعد الزيادة الجديدة.. سعر الذهب اليوم الثلاثاء 6 مايو في الصاغة    "كاميرا وروح" معرض تصوير فوتوغرافي لطلاب "إعلام بني سويف"    على مساحة 500 فدان.. وزير الإسكان يتابع الموقف التنفيذي ل "حدائق تلال الفسطاط"    تطور جديد في أزمة ابن حسام عاشور.. المدرس يقلب الموازين    ضبط طفل تحرش بكلب في الشارع بالهرم    جاي في حادثة.. أول جراحة حوض طارئة معقدة بمستشفى بركة السبع (صور)    هل ارتداء القفازات كفاية؟.. في يومها العالمي 5 خرافات عن غسل اليدين    أمين الفتوى يوضح حكم رفع الأذان قبل دخول الوقت: له شروط وهذا الأمر لا يجوز شرعًا    الإفتاء توضح الحكم الشرعي في الاقتراض لتأدية فريضة الحج    الدكتور أحمد الرخ: الحج استدعاء إلهي ورحلة قلبية إلى بيت الله    شيخ الأزهر يستقبل والدة الطالب الأزهري محمد أحمد حسن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وزنر قدم عرضا لمبارك بالخروج الآمن إلي‮ واشنطن
نشر في الوفد يوم 09 - 02 - 2011

أفاد هذا التقرير أن مظاهرات الثلاثاء سوف تكون أكثر حشدا مما جري‮ في‮ السابق لكنها لن تكون خطيرة كما أن الأمن سيحكم السيطرة عليها‮.‬
فقرة واحدة في‮ هذا التقرير لفتت انتباه أحمد عز‮..‬تلك الفقرة التي‮ كانت تشير الي‮ أن مدينة المحلة الكبري‮ بمحافظة الغربية ربما تكون أكثر سخونة عن بقية المدن المصرية‮.. وأشار التقرير الي‮ أن نسبة الحشد الجماهيري‮ فيها ستكون أعلي‮ لكن مثل كل التقارير الأمنية انتهت بعبارة أن كل شيء تحت السيطرة‮.‬
لم‮ يهمل أحمد عز تلك الاشارة وعقد اجتماعا لجميع نواب الوطني‮ عن محافظة الغربية بمجلس الشعب وسألهم عن كيفية الأوضاع بالمحلة‮..‬وأشار الي‮ بعض مما ورد بالتقرير الأمني‮ لكنهم جميعا وصفوا له الأوضاع في‮ المحلة بأنها‮ (‬زي‮ الفل وعال العال‮) الا نائب واحد فقط كان الوحيد الذي‮ حذر من مغبة‮ يوم الثلاثاء ورأي‮ أن الغضب‮ يتزايد في‮ المحلة بشكل كبير بل وبقية محافظات الجمهورية‮.. وزاد هذا النائب من توقعاته حيث رأي‮ أن الثلاثاء سيكون‮ يوماً‮ عنيفاً‮ وسيخرج علي‮ السيطرة الأمنية فما كان من احمد عز الا أن عنفه واتهمه بعدم الفهم‮.‬
انتهي‮ الاجتماع واقتنع أحمد عز أن كل شيء تحت السيطرة مثلما قال الأمن‮.. وهل هناك أحد‮ يجرؤ علي‮ تكذيب الأمن‮.. ونقل عز تلك القناعة الي‮ قيادات أخري‮ بالحزب الي‮ أن وقعت الكارثة التي‮ هزت أركان النظام‮.. لكن اللافت للانتباه أنه رغم ضخامة تلك الأزمة فإن الذين أداروها‮ يعدون علي‮ أصابع اليد الواحدة وكانوا صفوت الشريف وجمال مبارك وأحمد عز بصفتهم الحزبية اضافة طبعا الي‮ وزير الداخلية السابق حبيب العادلي‮.. ولاتسأل عن الحكومة ورئيسها ووزرائها أو أية أسماء أخري‮ حتي‮ لاتضايق نفسك‮.. لأن الجميع لم‮ يعرفوا شيئا وتابعوا الأحداث عبر الفضائيات مثلك ومثلي‮ تماما‮.‬
‮(‬2‮)‬
مع ازدياد سخونة ووتيرة الأحداث بعد‮ يوم الثلاثاء‮ 25يناير ثم جمعة الغضب التي‮ لم‮ يتوقعها أحد بالنظام خاصة الرئيس نفسه‮..‬وقد ألقت تلك الأحداث بظلال‮ غضب داخل البيت الرئاسي‮ وزاد انفعال الرئيس الذي‮ دار حوار بينه وبين ابنه جمال وعبر الرئيس عن صدق مخاوفه وتحذيراته السابقة لابنه من مغبة السياسة في‮ مصر‮.. وأكد ذلك في‮ عبارات واضحة لابنه خاصة أنهما تابعا ماجري‮.. وتردد أن الرئيس ذكَّر نجله بكلام سابق قاله له عن رفضه وخشيته من مغبة تولي‮ جمال السلطة في‮ مصر‮..‬خاصة مع رغبة الأخير وتصميمه علي‮ تنفيذ سيناريو التوريث‮..‬وركز الرئيس في‮ كلامه علي‮ أن أحدا لم‮ يكن‮ يعرف ويري‮ ما‮ يراه‮.. وأثبتت الأيام صدق توقعات مبارك الأب وعدم فهم كل المحيطين بجمال طبيعة الشعب المصري‮ بينما كان رأي‮ المقربين من جمال وحوله أن تولي‮ مبارك الابن للحكم في‮ مصر مسألة بسيطة وسوف تمر بسهولة‮..‬
هذه مصر التي‮ أعرفها ولم‮ يعرفها أصحابك ولا مقربوك‮..‬هكذا ختم مبارك حديثه لابنه وخرج الرئيس بعد هذه المقابلة الي‮ المصريين مساء جمعة الغضب كي‮ يعلن لهم قراره بعزل حكومة نظيف وتولي‮ حكومة جديدة‮..‬وقد علم الرئيس بعد محادثة تليفونية دارت بينه وبين الرئيس أوباما أن الأخير سوف‮ يوفد مبعوثا خاصا من الإدارة الأمريكية للقاء مبارك كي‮ ينقل وجهة النظر الأمريكية له‮.‬
‮(‬3‮)‬
جري‮ اختيار موفد الإدارة الامريكية بعناية فائقة‮..‬فلم‮ يكن الاختيار عشوائيا أو جري‮ تكليف أي‮ من الدبلوماسيين الأمريكيين المعروفين بالمنطقة‮.. فقد كان موفد الإدارة الأمريكية الدبلوماسي‮ الامريكي‮ فرانك وزنر‮..‬وجاء اختيار‮ (‬وزنر‮) تحديدا ليؤكد مدي‮ اهتمام واشنطن بما‮ يجري‮ في‮ مصر‮..‬ويمكن أن نذكر هنا‮ -‬وفق تحليلنا‮- ثلاثة أسباب دفعت الإدارة الأمريكية لاختيار فرانك وزنر تحديدا كي‮ يكون موفدها للقاهرة‮..‬وكانت كما‮ يلي‮:‬
1‮- يرتبط فرانك وزنر بصداقة شخصية مع الرئيس مبارك تتجاوز مفهوم العمل الدبلوماسي‮ مما سيتيح للمبعوث الأمريكي‮ نقل ماتريده واشنطن بذكاء وبحرية كاملة‮.‬
2‮- يعمل فرانك وزنر بشركة أمريكية ترتبط بعقود عمل مع الحكومة المصرية مما منح الرجل فرصة للتعرف عن قرب بالإدارة المصرية ورجالها القدماء والجدد
3‮- كما أن فرانك وزنر كان قد عمل سفيرا للولايات المتحدة الامريكية بالقاهرة منذ سنوات طويلة مما سهل له معرفة كواليس الحياة السياسية في‮ مصر وتفاعلاتها وتعقيداتها‮.‬
جاء فرانك وزنر الي‮ القاهرة والتقي‮ صديقه الرئيس مبارك ودار بينهما حوار طويل لكن‮ يبقي‮ من بين أهم ماقاله وزنر للرئيس هو عرض الإدارة الامريكية للرئيس برحيله عن الحكم في‮ مصر والمغادرة الي‮ واشنطن وأن تضمن له الولايات المتحدة مبدأ‮ (‬الخروج الآمن‮).. وأبدي‮ فرانك وزنر استعداده بأن‮ يخرج معه الرئيس علي‮ طائرته الخاصة‮..‬وقد استمع مبارك جيدا لما نقله وزنر عن الادارة الامريكية وتحديدا أوباما‮..‬وبعد انتهاء وزنر من عرضه وإنصات الرئيس لما قاله‮..‬شكر مبارك صديقه القديم وأبدي‮ رفضه التام للعرض الأمريكي‮ وقال لصديقه:سوف أعيش وأموت داخل مصر وهذا ماقاله الرئيس للمصريين‮.
‮(‬4‮)‬
اشتدت وتيرة الأحداث وسرعتها بعد هذا اللقاء‮..‬ويوما بعد آخر زادت حدة المظاهرات وغطت مدن الجمهورية رافعة شعارا رئيسيا لايتغير وهو ضرورة تنحية الرئيس أو بالهتاف الشهير‮ (‬الشعب‮ يريد اسقاط النظام‮).‬
لم‮ يكن الرئيس بعيدا عما‮ يجري‮ في‮ الشارع‮..‬ومهما حاول العاملون معه تخفيف نقل الصورة التي‮ عليها الشارع اليه فيكفيه حجم الاتصالات الدولية من زعماء العالم ومن مختلف عواصم العالم الكبري‮ التي‮ تناديه بضرورة الانصات الي‮ مطالب الجماهير‮.‬
مع حدة التظاهرات كان الخطاب الثاني‮ لمبارك الذي‮ أكد فيه أنه لم‮ يكن لديه نية في‮ خوض الانتخابات الرئاسية القادمة‮..‬وثار السؤال:هل كان مبارك‮ ينوي‮ الترشح لفترة سادسة لكنه ربما تراجع بعد حدة التظاهرات‮.. ما‮ يمكننا قوله هنا‮ -‬ووفق مصادر‮- إن الرئيس مبارك لم تصدر عنه إشارة واحدة أو كلمة تتعلق بنيته في‮ الانتخابات الرئاسية المقبلة سواء بالترشح أو عدم الترشح‮.. وهذا ما أكده لي‮ مقربون من الرئيس‮..‬وأن جميع من‮ يعمل أو عمل حوله خلال الفترة الماضية لم‮ يكن لديهم علم بمايريد الرئيس أن‮ يفعله سواء بالترشح أوعدم الترشح‮.. وعندما كنا نسأل ماذا‮ يعني‮ صمت الرئيس وعدم وجود اية اشارة منه فإن الرد كان‮: الله أعلم‮.. لكن أقصي‮ إجابة كنا نحصل عليها هي‮ أن إعلان اسم مرشح الحزب كان سيتم‮ قرب منتصف هذا العام ومع حلول شهر‮ يونية القادم‮.‬
لكن‮ يبقي‮ أن الدلالات كانت تشير الي‮ أن جمال مبارك هو مرشح الحزب الوطني‮ في‮ الانتخابات الرئاسية القادمة‮..‬والمؤكد أن تلك الاشارات قد وصلت الي‮ كبار قيادات الدولة ومفادها أن جمال مبارك هو رئيس مصر القادم‮.. وهذا مانقلته بعض تسريبات وثائق ويكيليكس مؤخرا‮ (‬بما لها أو عليها‮) وقد أكدت الشواهد وماجري‮ في‮ مصر خلال الشهور القليلة الماضية أن النية داخل الحزب والدولة والقصر تتجه الي‮ تنفيذ مخطط التوريث‮.. والذي‮ كان‮ يعرفه كبار قيادات الحزب الوطني‮..‬
‮(‬5‮)‬
لايعرف أحد ماهو مصير الحزب الوطني‮ خلال الأيام القادمة أو مستقبله السياسي‮ وهل سيتحول الي‮ حزب معارض‮ (‬سبحان المعز المذل‮) أم حزب ليس علي‮ رأسه ريشة كبقية الأحزاب‮.‬
ويثور هنا تساؤل‮: ماذا عن قيادات ورجال أعماله وفلوله الذين كان لهم دور مشهود في‮ موقعة الجمل الفضيحة‮..‬ولايزال البعض داخل هذا الحزب‮ ينتج أفكارا خايبة وتصورات ساذجة لإنهاء الأزمة‮.. تلك الأفكار تجعلنا نقول إنه من المحزن لنا ان‮ يكون الحزب الحاكم لمصر بهذا المستوي‮ أو أن بين أعضائه تلك العقليات التي‮ اقترحت سيناريوهين لانهاء ازمة التظاهر في‮ ميدان التحرير‮:‬
السيناريو الأول‮: جاء مع سخونة المظاهرات وتحديدا بعد جمعة الغضب والارتباك الذي‮ اصاب الجميع حيث رأي‮ بعض قيادات ورجال الأعمال بالحزب الوطني‮ الدفع بعشرين ألف شخص‮ -‬موالين للحزب‮- الي‮ ميدان التحرير وتحديدا في‮ قلب التظاهرات‮.. بشرط أن‮ يدخلوا من أماكن متعددة لكن أعينهم علي‮ قلب الميدان‮..‬وأن‮ يجري‮ ذلك علي‮ فترات متقطعة من اليوم الأول مع اختيار‮ يوم‮ يقل فيه عدد المتظاهرين‮..‬المهم قيام هؤلاء الموالين بالاستيلاء علي‮ قلب ميدان التحرير ثم‮ يهتفون مع المتظاهرين بإسقاط النظام والرئيس بل‮ يكونون أكثرا تطرفا في‮ التظاهر والعبارات‮..‬ثم بعد أن‮ يلقي‮ الرئيس خطابه‮ (‬الثلاثاء‮) الذي‮ يعلن فيه عدم نيته الترشح‮ يقوم هؤلاء المتظاهرون‮ (‬الموالون للنظام‮) برفع شعار‮ (‬عاوزين نروح‮) فالرئيس قام بتنفيذ مطالبهم ومن ثم تحدث حركة انشقاق في‮ صفوف المتظاهرين الأصليين داخل الميدان ويحدث التفكك‮.. لكن هذا الاقتراح الذي‮ نال استحسان عدد كبير من قيادات الحزب ضربه اقتراح ثان‮.. ذلك الاقتراح الخاص بموقعة الجمل التي‮ راح ضحيتها عدد كبير من المتظاهرين‮.‬
‮ السيناريو الثاني‮: هو الذي‮ يجري‮ اعداده واعتماده الآن داخل الحزب ويدور حول تصور مفاده ضرورة اخلاء ميدان التحرير من المتظاهرين ثم بعد الاخلاء‮ يجري‮ الدفع بعشرات الآلاف من الموالين للحزب الوطني‮ لاحتلال ميدان التحرير والاعتصام به عدة أسابيع رافعين لافتات تأييد للنظام والرئيس مبارك تطالبه وترجوه بالتراجع عن قراره بعدم خوض الانتخابات الرئاسية القادمة‮.. وإعلانهم عدم خروجهم من ميدان التحرير قبل أن‮ يعلن الرئيس ترشحه للانتخابات الرئاسية القادمة‮.‬
طبعا سيناريو ركيك‮ يدل علي‮ افتقار الوطني‮ وأشخاصه وكوادره أية رؤية للخلاص من تلك الأزمة الكبيرة التي‮ أصابتنا جميعا بسبب عنت وتعنت النظام سنوات طويلة‮.‬
‮(‬6‮)‬
إذن لاتزال نية التربص قائمة من قبل الحكومة والحزب وأية فلول أخري‮ بجميع المتظاهرين في‮ ميدان التحرير ولن‮ يهدأ لهم بال قبل اقصاء المظاهرات من ميدان التحرير وعودته لهم‮.. ورغم ذلك فقد اختلفت ردود فعل قيادات الوطني‮ تجاه انتفاضة التغيير وقوتها ويكفي‮ هنا المقارنة بين ردود أفعال قيادتين بارزتين بالحكم وبالحزب الحاكم الأول وهو الدكتور فتحي‮ سرور رئيس مجلس الشعب والثاني‮ هو رئيس مجلس الشوري‮ صفوت الشريف‮.. فبينما كان سرور متحفظا في‮ ردود أفعاله بل إنه لم‮ يفكر في‮ دعوة أعضاء مجلس الشعب للانعقاد مكتفيا فقط بدعوة بعض لجان المجلس‮..‬ويمكن أن نروي‮ هنا أمرا طريفا‮ يبين مدي‮ الحالة التي‮ وصلت اليها البلاد والمسئولين من الارتباك‮..‬فأثناء انعقاد جلسة لاحدي‮ لجان مجلس الشعب‮.. سري‮ بينهم خبر وصول المشير محمد طنطاوي‮ وزير الدفاع الي‮ مبني‮ التليفزيون بصحبة وزير الإعلام أنس الفقي‮.. كان هدف المشير من تلك الزيارة هو تفقد الأوضاع علي‮ الطبيعة والالتقاء بجنوده واشاعة الطمأنينة بين الناس لكن وبسبب التخبط والارتباك فقد ظن نواب مجلس الشعب خطأ أن زيارة وزير الدفاع للتليفزيون تعني‮ أنه سوف‮ يلقي‮ بيانا مهما‮ يتعلق بالرئيس مبارك ومنهم من زاد من خيالاته وتصور أن البلد حدث به انقلاب فكان رد فعلهم الفوري‮ هو ترك قاعة الجلسات‮.‬
نعود ثانية لتقييم رد فعل قيادات الحزب الوطني‮ وإذا كنا قد ذكرنا مافعله سرور فيجب أن ننتقل الي‮ صفوت الشريف الذي‮ كان ولايزال لديه قناعة بأن النظام قادر علي‮ السيطرة واستعادة زمام الأمور ثانية‮..‬ولهذا فقد ذهب الي‮ مجلس الشوري‮ والتقي‮ الأعضاء‮.. لايزال الشريف هو أحد أمهر السياسيين في‮ عصر مبارك حتي‮ لو اختلفنا كلية مع الرجل‮.‬
‮(‬7‮)‬
علي‮ أطراف المشهد وربما في‮ جانب‮ يبدو مهما منه تأتي‮ جماعة‮ »‬الإخوان المسلمون‮« ورؤيتهم تجاه انتفاضة الشباب وأن نسأل عما‮ يريد الإخوان تحقيقه من هذا الحوار أو أهدافهم التي‮ يسعون الي‮ انجازها‮.. ويمكننا تحديد تلك الأهداف علي‮ النحو التالي‮:‬
1‮- الغاء قانون الطوارئ الذي‮ كان‮ يسمح لوزارة الداخلية‮ -‬النظام بمعني‮ أدق‮- باعتقالهم لفترات طويلة‮.. ومع الغاء هذا القانون سيرفع الاخوان عن نشاطهم ثقلا كبيرا مما سيتيح لهم حرية الحركة بعيدا عن الاعتقال أو الملاحقة الأمنية وكذلك المحاكمات العسكرية لقادتهم‮.‬
2‮- الافراج عن كل المعتقلين من الاخوان خاصة قياداتهم الذين تم القبض عليهم وألقوا في‮ السجون دون محاكمة‮.. وتلك من أهم الاهداف التي‮ يسعي‮ اليها الاخوان دون تنازل‮.‬
3‮- مساحة جيدة لتمثيلهم في‮ المجالس النيابية مثل المحليات ومجلسي‮ الشوري‮ والشعب خاصة بعد أن جري‮ اقصاؤهم في‮ الانتخابات البرلمانية الاخيرة للبرلمان‮.‬
4‮- افساح المجال أمام ممثليهم في‮ النقابات مثلما كان الحال في‮ السابق بعد أن جري‮ التضييق عليهم في‮ السنوات القليلة القادمة وتجدر الاشارة هنا إلي‮ أن عملية اقصاء الاخوان من البرلمان تمت بقرار سياسي‮ اتخذته الدولة في‮ أعلي‮ مستوياتها بناء علي‮ توصية مؤسسات سيادية مهمة‮.. ولم‮ يكن قرارا لأمين التنظيم السابق بالحزب الوطني‮ أحمد عز أو أحد من قيادات الحزب الوطني‮ وكان عز هو أداة التنفيذ لهذا القرار‮.. وسبحان مغير الأحوال‮.. فبين عشية وضحاها‮ يغير الله من حال الي‮ حال‮.‬


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.