وزارات البيئة والرى والزراعة تتجاهل مشاكل الغلابة شيخ الصيادين: انخفاض منسوب المياه إلى 40 سنتيمترًا أدى إلى موت الأسماك عادل السيد: إنتاج البحيرة «زيرو» بسبب الردم والتلوث نائب الوفد حسنى حافظ: يجب محاسبة المعتدين والحفاظ على أرزاق الصيادين مافيا رجال الأعمال تريد البحيرة أرضًا للاستثمار.. والمسئولون فى المحافظة يتقاعسون قرارات غير مدروسة، عشوائية وفوضى من قبل المسئولين، جعلت 75 ألف صياد بلا عمل، ولا رزق، أو مأوى، وتخطى الأمر أن استقر الحال ببعضهم فى غياهب السجون من جراء تراكم الديون على عاتقيهم بلا ذنب اقترفوه سوى كونهم «أرزقية» و«على باب الله»، لا يطلبون سوى الستر و«لقمة العيش» التى هى أقصى مبتغاهم فى الحياة الدنيا لا يرجون قصورًا يشيدونها، أو سيارات يركبونها، ولا يطلبون تعليمًا لأبنائهم سوى فى المدارس الحكومية. هنا فى بحيرة مريوط غرب الإسكندرية «ناس راضيين» وعايزين «يعيشوا» حملوا همومهم، على عواتقهم ووضعوا عصا الترحال فى مقر حزب الوفد بعد أن أغلقت الأبواب فى وجوهم وأرادوا حلًا لمشكلتهم التى لا تتطلب من مسئولى الدولة سوى النظر إليها فقط حتى تنتهى جميع أزماتهم. من الإسكندرية إلى القاهرة التقوا رئيس الحزب الدكتور السيد البدوى الذى أكد تبنيه لتلك الأزمة فى لقاء موسع حضره قيادات الحزب، وعلى رأسهم المستشار بهاء أبوشقة، سكرتير عام الحزب ورئيس الهيئة البرلمانية بمجلس النواب الذين التقاهم مرة أخرى فى أروقة مجلس النواب، وأجرى اتصالات هنا، ومقابلات هناك فى سباق مع الزمن لإنهاء أزمة الصيادين المتعلقة، التى فجرها نائب الوفد عن الإسكندرية حسنى حافظ تحت قبة البرلمان. «الوفد» التقت صيادى بحيرة مريوط للتعرف على حقيقة تلك الأزمة عن قرب بعدما توقفت جميع قواربهم عن الإبحار. أكدوا أنهم يعانون من عدة أزمات، على رأسها جفاف منسوب المياه فى البحيرة، وسيطرة التلوث عليها نتيجة تحويل الصرف الصحى، ما أدى إلى نفوق الأسماك وتقلص إنتاج البحيرة ليصل إلى «0» إنتاج بعد أن كانت تنتج من 70 إلى 80 طن يوميًا من الأسماك وهو ما ساهم فى ارتفاع كبير فى زيادة الأسعار، فضلًا عن ردم أجزاء من البحيرة التى تقلصت مساحتها إلى 16 ألف فدان بعد أن كانت 120 ألفًا فى الماضى بسبب مافيا رجال الأعمال المعروفين بالاسم لدى المسئولين الذين يريدون البحيرة أرضًا جافة لإقامة مشاريعهم الاستثمارية عليها، فضلًا عن تقاعس مسئولى محافظة الإسكندرية عن تطهير البحيرة من «الهيش» الذى ضرب البحيرة طولًا وعرضًا وأدى إلى إعاقة حركة الصيادين، ويبقى مطالبة الصيادين بإنشاء كوبرى صغير «ريشة» بطول 10 أمتار مطلبًا أساسيًا لكل الصيادين حتى يتمكنوا من عبور منطقة الصرف الصحى إلى البحيرة. ويقول الشامى رمضان، أحد الصيادين: لدينا مشاكل عديدة منذ سنتين وحاولنا لقاء المسئولين دون جدوى، وتبرز أهم هذه المشاكل فى وجود الصرف الصحى الذى يصب فى البحيرة، كما تقول شركات البتروكيماويات بإلقاء مخلفاتها فى البحيرة، فتقضى على الإنتاج. الصرف الصحى أصابت الأسماك فى مقتل فلا إنتاج منتظراً فى ظل تلوث للبحيرة وهو ما طلبناه من المسئولين مرارًا وتكرارًا بأن تتم عملية صرف مغطى فى مواسير حتى نحافظ على إنتاج البحيرة من الأسماك الطبيعية إذ تمثل بحيرة مريوط أهم البحيرات الطبيعية للإنتاج السمكى النظيف وهو ما يعرفه المستهلك جيداً. ويؤكد الصياد أحمد خميس قائلاً: الأزمات التى ضربت البحيرة جعلت الصيادين «مش لاقيين العيش»، مؤكدًا أن موسم الصيد «اتضرب» خاصة أنه يبدأ من شهرى فبراير ومارس ليصل ذروة إنتاجه فى شهر أغسطس ومع عدم وجود «الزريعة» السمك الصغير لا أثر لأى إنتاج سمكى على الإطلاق، وهو ما ساعد بشكل كبير جدًا فى ارتفاع أسعار الأسماك فى الأسواق إذ كان يزيد إنتاج البحيرة على 80 طناً يوميًا من الأسماك المختلفة بدءًا من البلطى والشبار والقاروص والقراميط ومع ضعف الإنتاج و«قلة الشغل» هجر بعض الصيادين العمل فى البحيرة إلى مهن أخرى بحثًا عن «لقمة العيش» التى يجب أن نوفرها لأسرنا وللأسف الشديد هناك من الصيادين من لا يستطيع العيش بعيدًا عن مهنة الصيد التى توارثناها أبًا عن جد. «تعبنا والله من الفساد اللى بيحصل».. هكذا بادرنا عادل السيد أحد الصيادين المتضررين، ما يحدث داخل بحيرة المريوط، مؤكدًا أن ما يحدث من قطع أرزاق الصيادين متعمد من قبل بعض رجال الأعمال الذين يريدون الاستيلاء على البحيرة وتجفيفها لتصبح خاوية على عروشها من أجل بناء تلك الأراضى منتجعات سياحية وتشريد 50 ألف صياد و25 ألفًا آخرين يعملون فى مهن معاونة ومساعدة لمهنة الصيد بخلاف أسر ال75 ألفًا الذين يعتمدون اعتمادًا كليًا على البحيرة، وعلى مهنة صيد الأسماك وكلهم لا مهنة أخرى لهم وبعضهم تعرض لأزمات مالية شديدة بسبب عدم تلبية مطالب الصيادين بتطهير البحيرة ومنع «الردم» محاباة لرجال أعمال معروفين لدى المسئولين، مشيرًا إلى أن المسئولين بالمحافظة لا يهتمون بالبحيرة. ويشير الحاج جميل، أحد شيوخ الصيادين، إلى تقلص مساحة البحيرة عن ذى قبل فقد كانت فى السابق 120 ألف فدان تنتج مئات الأطنان من الأسماك المختلفة التى تساهم فى خفض الأسعار فى السوق، فقد وصلت المساحة حاليًا إلى 16 ألف فدان كانت تنتج 80 طناً من الأسماك، وذلك قبل تفاقم الأزمات التى أصبحنا نعانى منها، مثل التلوث والصرف الصحى وإنقاص منسوب المياه الذى وصل إلى 40 سنتيمتراً بعد أن كان 180 سنتيمتراً وهذا المنسوب المنخفض لا نستطيع معه بأى حال من الأحوال إتمام عملية الصيد، نظرًا لعدم قدرة القوارب السير فى المنسوب المنخفض، بالإضافة إلى نفوق الأسماك -إن وجدت- بسبب ارتفاع حرارة الشمس التى تؤدى إلى تسخين المياه فتقتل الأسماك التى لا تستطيع تحمل تلك الحرارة المرتفعة، فضلًا عن الردم الذى أثر على المساحات الواسعة للبحيرة وفى ظل وجود عوائق كثيرة منها عدم وجود كوبرى صغير -ريشة- يساعد فى مرور الصيادين إلى البحيرة استعداداً للصيد وعدم وجود الريشة يساهم فى وجود مشقة كبيرة لدى الصيد إذا يضطر إلى السير بالقارب لمسافات كبيرة فى مياه الصرف الصحى حتى يصل إلى «فتحة» يخرج منها إلى البحيرة، فضلًا عن الروائح الكريهة التى تزكم الأنوف وينفر منها الصيادون وهى الناتجة عن الصرف الصحى. ويؤكد الحاج حمدى الركايبى من صيادى بحيرة مريوط أنهم لجأوا إلى الوفد حزبًا وصحيفة للثقة التى يحظى بها حزب الوفد لدى جموع الصيادين، خاصة أنهم لجأوا لكل الوزارات المعنية، ومنها وزارات الزراعة والرى والبيئة من أجل حل مشاكلهم دون جدوى الأمر الذى تطلب حكمة فى الحصول على مطالبنا المتمثلة فى مواصلة «أكل عيشنا» بعيدًا عن هجر المهنة التى توارثناها «أبًا عن جد». ويشير محمود كبيشة، من المتضررين، أنهم التقوا مسئولين بوزارة الزراعة لعرض مشاكلهم وذلك بعد لقائهم رئيس الحزب السيد البدوى وبعد اتصالات مكثفة من المستشار بهاء أبوشقة سكرتير الحزب ورئيس الهيئة البرلمانية داخل مجلس النواب، مؤكدًا أن الوفد بذل مجهودًا كبيرًا من أجل إنهاء تلك الأزمة الكبيرة، التى تهدد أرزاق الصيادين. وطالب النائب الوفدى حسنى حافظ، عن الإسكندرية، بضرورة إزالة التعديات على حرم بحيرة المريوط وتقدم ببيان عاجل إلى مجلس النواب، مطالبًا بفتح ملف البحيرة التى طالتها يد الإهمال، مطالبًا بتطهير البحيرة من «البوص» حتى يستطيع الصيادون ممارسة مهنتهم، فضلًا عن مطالبته بزيادة منسوب المياه للبحيرة بعد الانخفاض الشديد الذى شهدته البحيرة فى الأيام الماضية، كما شدد نائب الوفد على محاسبة أى شخص تسوَّل له نفسه التعدى على البحيرة فى الوقت الذى تنفذ فيه المسطحات حملات ناجحة لإزالة التعديات على البحيرة. ويشير محمد السنباطى، عضو الهيئة العليا لحزب الوفد الذى حضر لقاء رئيس الحزب والصيادين إلى أن بحيرة مريوط فى حاجة ماسة إلى اهتمام المسئولين بها، إذ تعد رافدًا من روافد الثروة السمكية فى مصر ويجب إزالة التعديات وتنفيذ مطالب الصيادين والحفاظ على مصدر دخولهم الأساسية.