وما الفن إلا لمحبيه يبدعون فيه ويبتكرون منه كل جديد، ينقشون أحاسيسهم وأحاسيس غيرهم من حزن وفرح واندهاش وشقاء ورضا وغيرها من المشاعر، يحولونها لشئ ملموس على ورقة وكأنها ناطقة وتحدثك بتلك المشاعر. لم يعتمد على الأدوات المألوفة من رصاص وفحم في رسمه، فسخر كل ما يحيط به من خامات وغيرها حتى الطعام ليبتكر رسومات بنكهات مختلفة وبطرق مبتكرة، فكل لوحة بنكهة ورائحة خاصة، فهناك بنكهة النوتيلا ورائحتها بالشكولاتة. أحمد إبراهيم شاب عشريني، بمقتبل العمر، استطاع أن يصل برسوماته للجمهور من خلال السوشيال ميديا، خاصة بعد انتشار فيديو له للوحة مكونة مجمعة من قصاقيص الورق الصغير للفنانة فيروز ولاقى نسبة مشاهدات عالية. "جاتلي الفكرة من لعبة مكعب روبيك السحري زي البازل كده، قصيت اللوحة ل40 قطعة صغيرة وبعدين لونت ورسمت كل قطعة على حدة وبعدين جمعته زي ما بتجمع البازل اشوف دي مكانها فين لتظهر صورة فيروز بملامحها في النهاية، وده جه بعد تدريب كتير وبتكون الصورة ادامي وجربتها كذا مرة لحد ما عملتها مرة واحدة زي ما ظهرت في الفيديو وقعدت 8 ساعات"، هذا ما قاله إبراهيم توضيحًا لكيفية تنفيذ ذلك الفيديو الذي لاقى اندهاش الكثير من رواد السوشيال ميديا. بدأت قصته مع الرسم منذ صغره ولكن بدون اهتمام فكان يرسم كأي طفل صغير ما يراه حوله، ولكن عندما بلغ ال16 عاما وجد إبراهيم نفسه يحاول رسم أصحابه والفنانين بملامحهم الدقيقة، ولكن في ذلك الوقت لم يكن الرسم يشغل باله بصورة كبيرة حتى قرر أن يطور نفسه بنفسه من خلال مشاهدة فيديوهات على موقع "يوتيوب" وغيرها على موقع "انستجرام"، ليتمكن ويتعلم أكثر الرسم باحترافية. فأمن بأن الموهبة قادرة على ان تكون مهنة ومصدر رزق لو تم استغلالها بشكل مميز، خاصة لو كان يعمل ما يحب فيستطيع أن يبدع فيه، ولم ييأس أو يستسلم لكلام والديه الذين لم يعترفوا بمهنة "رسام بورتريهات" وأن يتخلى عن دراسته. فاختار أن يسلك طريق الفن والرسم الذى لا نهاية له، فاكتشف نفسه وسط الألوان واللوحات وطبع ملامح الكثيرين على ورقته وجعل جميع العواطف بارزة برسوماته، فتلك هي الأجواء التي اختارها لتكون حياته بعيدا عن دراسته التى هى بعيدة تماما عن الفن، فهو حاصل على دبلوم صنايع قسم تركيبات ميكانيكية. ابدع في رسم الوجوه بالمقلوب، سواء على ورقة واحدة او جزئين او اربعة اجزاء متعددة وكأنه "بازل"، ولا تستطيع ان تحدد من الشخصية التي باللوحة حتى يعيدها لوضعها الصحيح. ومن اشهر اللوحات التي نفذها إبراهيم، لوحة "جيفارا" بالمقلوب التى كانت بنكهة الشكولاتة مستخدما النوتيلا، ولوحة العالم الراحل "أحمد زويل" بالمقلوب وقت وفاته، والتي رسمها على جزئين ولاقت استحسان الناس، بجانب بورتريه أخر لأحد الفنانين الأجانب مكونة من 750 دبوس مكتب. ويشغل بال الرسام العشرين، ان يشارك في الموسم القادم من برنامج اكتشاف المواهب "اراب جوت تالنت"، ولم يفصح عن ما ينوي تقديمه بالمسابقة ولكنه أكد أنها ستكون صعبة ومختلفة ولا يمكن لأي شخص تنفيذها حتى يستطيع إبهار لجنة الحكام والجمهور. ليس فقط يستغل إبراهيم الخامات والأدوات المحيطة به ليبتكر لوحاته، إنما يستغل السوشيال ميديا وسيلة التواصل السريعة هذه الأيام ليصل بكل ما جديد لديه للجمهور، والذي عرفه من خلالها ويتواصل ويعمل منها. "نفسي اعمل معرض ناجح خلال الفترة القريبة الجاية، وفي نفس الوقت يكون في ورشة لتعليم الرسم لأي شخص حابب يتعلم الرسم ومش بيعرف حتى لو مش عنده الموهبة هساعده انه يتعلمها، بجانب تقديم كل الأفكار المختلفة وأي شيء اتعلمته أنقله لغيري علشان يستفيد منه حتى لو في كلية ليها علاقة بالفن أنا مؤمن أن مش لازم أكون خريج فنون علشان انجح فيه" هكذا عبر إبراهيم عن حلمه الذي يسعى لتحقيقه. ه. شاهد الفيديو...