ثمة مشاكل كثيرة تؤرق المرأة البدينة وتعوقها عن ممارسة حياتها اليومية بسهولة بسبب السمنة المفرطة التي كلما حاولت الفرار منها ظهرت كالوحش أمامها، فضلًا عن نظرة المجتمع التي باتت تؤذيها نفسيًا. وأكد عدد من أطباء علم النفس، أن الفتاة التي تعاني من السمنة تصاب بالإحباط فتجعلها غير قادرة على مواصلة يومها، وتضطر إلى الهروب من الواقع ملتزمة حدود بيتها، مشيرين إلى أن نظرة المجتمع على أنها شخص غير مرغوب فيه تجعلها عرضة للاكتئاب بسهولة. وبدوره قال الدكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي، إن عدم الثقة بالنفس قد تؤدي إلى اندماج الفتاة ودخولها في مشاكل نفسية تعرقل مهامها اليومية، موضحًا أن اهتزاز الشخصية من شأنه أن يؤذي صاحبها بشكل أو بآخر، وتظل في هموم ليس لها نقطة نهاية. نصح فرويز في تصريحات خاصة ل "بوابة الوفد"، أن تتصالح الفتاة مع شكلها الخارجي كي تستطيع تخطي جميع العراقيل التي حتمًا ولابد أن تلقاها، قائلًا "لازم تقنعي نفسك قبل الناس بروحك، والسلبيات اللي موجودة في كل مكان تتجنبيها علشان تقدري تعيشي مرتاحة من غير ضغوط نفسية". وأشار الدكتور محمد هاني استشاري الصحة النفسية والعلاقات الأسرية، إلى أن زيادة الوزن لها تأثير بشكل أكبر على فئة النساء وميولهم إلى الاكتئاب بشكل سريع، إضافة إلى عزوفها عن التعامل مع المحيطين وهروبها إلى عالمها الخاص بنفس مكسورة لتظل عالقة في تلك البؤرة. وأكد هاني في تصريحات خاصة ل "بوابة الوفد"، أن نظرة المجتمع للفتاة البدينة تصيبها باضطربات نفسية عديدة، لافتًا إلى أن حب الذات من أهم الصفات التي يجب أن تتحلى بها الفتاة لمواجهة الظروف والضغوط التي تلقاها. لفت الدكتور إبراهيم مجدي استشاري الطب النفسي، إلى أن المجتمع المصري اعتاد على السخرية من الفتاة السمينة بداية من "انتي تخينة خسي شوية"، "البنت المثالية لازم يكون وزنها مثالي ورفيعة" وغيرها من الانتقادات القادرة على هدم أحلام وطموحات أي فتاة. واستطرد مجدي، "المصطلحات دي كلها ممكن تأثر على نفسيتها وتكون مكتئبة طول الوقت وفي بعض الحالات الضعيفة ممكن تؤدي إلى انتحار بعد فشل محاولات عديدة منها عمليات التجميل المكلفة لتحصل على الوزن المثالي".