ربما يستحق الموسم الرمضانى هذا العام أن يحمل لقب «موسم الأمراض النفسية والعصبية» بجدارة، لما تتضمنه سيناريوهات المسلسلات التى تعرض خلال هذا الشهر الكريم، لأن أغلب نجوم رمضان يجسدون شخصيات تعانى من أمراض نفسية مختلفة، وأبرز هذه المسلسلات، «سقوط حر»، «فوق مستوى الشبهات»، «ونوس»، «الخانكة»، و«هى ودافنشى». وهو ما اختلف عليه عدد من أساتذة علم النفس والاجتماع، ويرون أن بعض هذه الأدوار من الممكن أن تصيب من يقدمها بحالة نفسية لا يخرج منها بسهولة وفى هذا السياق أكد الدكتور جمال فرويز استشارى الطب النفسى أنه من المؤكد أن يصاب الممثل الذى يجسد دور مريض نفسى بنفس نوع المرض، خاصةً اذا كان من الأمراض «الحادة المعدية»، وهى الأمراض التى تؤثر على الذى يقوم بتجسيدها وعلى من يحاوطه، خصوصاً مرض «الاكتئاب» ، وأضاف فرويز أن نيللى كريم من أجل إظهار دورها بشكل متقن، تعيش مع الشخصية بجانب فترة تدريبها عليها قبل بدء التصوير وملازمتها لحالات مصابة بمرض «الكاتاتونيا» لتستطيع تقليدهم، وهى عوامل كلها قادرة أن تؤذيها نفسياً -على حد تأكيده- سواء على مستوى المخزون النفسى أو على مستوى المؤثرات العصبية، وهو ما يتسبب فى تقليل إفراز «السيروتونين» هرمون السعادة، وهو ما سيجعلها تعيش حالة من الكآبة على المستوى الشخصى فى حياتها، وقال فرويز: «ده اللى كان بيأثر كتير جداً على أحمد زكى»، موضحاً أنه تعالج نفسياً أكثر من مرة بسبب معايشته للدور بصورة واقعية أكثر من اللازم ما جعله يدخل فى نوبة اكتئاب، وأشاد فرويز بأداء وتجسيد نيللى كريم للمرض، مؤكداً أنها نقلته بصورة صحيحة، رغم أنها تعانى أقل أنواع «الكاتاتونيا» خلال أحداث العمل، قائلاً: «دور يحسب لها مدى الحياة»، وأضاف أيضاً أن دور «السايكوباتية» الذى جسدته يسرا من الممكن أن يؤثر عليها أيضاً، خاصةً أنها معادية ومضادة للمجتمع وقادرة على أذية أقرب الناس لها حتى إذا كانت والدتها، وأكد فرويز أن هذا الدور محتمل أن يصيب يسرا بعدة اضطرابات فى الشخصية. وترى عزة حجازى أستاذة علم نفس، أن مثل هذه الأدوار تتسبب فى حزن صاحبها، خاصةً دور يسرا فى «فوق مستوى الشبهات»، الذى من الممكن أن يتسبب فى إصابة يسرا بحالة من حالات الغضب المستمر نظراً لما ارتكبته طوال أحداث المسلسل من قتل وانتقام، وأن تجسيد مثل هذه الأدوار من الممكن أيضاً أن يكون تفريغاً لبعض الشحنات السلبية أو شحنات الغضب داخل هؤلاء النجوم، كما أكدت «حجازي» أنه لا داعى لإظهار مثل هذه الأمراض على الساحة ودخولها البيوت من خلال التليفزيون، خاصةً أن بعضاً منها قد يدفع أصحابها لافتعال جرائم باسم المرض وهو ما ترفضه «حجازي» رفضاً تاماً. وعبرت دكتورة هدى زكريا خبيرة وأستاذة علم الاجتماع بجامعة الزقازيق، عن مدى غضبها من تجسيد مثل هذه الأدوار، خاصةً أن ممثلة مثل نيللى كريم من الممكن أن تصاب بمرض نفسى حقيقى، لتواصلها فى تجسيد مثل هذه الأدوار.