تجلس على الأرض وسط زخم وازدحام سوق إمبابة، وتضع أمامها فرشة من الخضراوات البسيطة، التي لا تتعدى العشرين جنيهًا، وتنتظر الرزق والزبائن منذ الصباح الباكر وحتى نهاية اليوم. تتكلم أم محمد، 65 عامًا، وهي خائفة من السجن، بسبب ديونها التي تقول أنها كبيرة للغاية وأنها لو ظلت تعمل طوال عمرها لن تأتي ب 6000 جنيهًا لتسد ديونها وتأمن من السجن، فضلًا عن علاج الغضروف التي لا تستطيع أن تأتي به منذ أن مرضت به. وأكدت غاضبة أن أولادها الرجال لا ترى وجوههم من الأساس، ولا يساعدونها بأي شيء حتى في علاجها ومصاريف المنزل، مؤكدة أنها تجلس وحدها مع إبنتها المطلقة، ولا تحتكم إلا على 320 جنيهًا من معاش زوجها تأخذهم شهريًا، ولايكفون لأي شيء على حد قولها. وقالت بائعة الخضار إنها لجأت إلى هذا المكان بعد وفاة زوجها منذ ما يقرب من 30 عامًا، وحتى الآن تبيع وتشتري الخضار لتأتي بقوت يومها ورأس مالها بضاعتها التي تتجار فيها منذ 40 عامًا لا يتعدى الخمسين جنيهًا. لا تتحرك من مكانها الا لتذهب يوم الجمعة إلى "سوق الجمعة"، تحمل بضاعتها على عربة صغيرة وتجرها إلى مدينة العمال حيث إزدحام الزبائن وزيادة نسبية في نسبة الشراء، موضحة أنه "حتى الزبائن باتت قليلة للغاية بسبب غلاء الأسعار، حتى الجرجير بقى غالي والناس مبقتش تشتري". شاهد الفيديو: