شهد سوق الزهراء بمنطقة مصر القديمة إهمالًا كبيرًا، وركودًا في حركتي البيع والشراء على مختلف أنواع السلع، ما أدى إلى لجوء عدد من الباعة تقليص بضاعتهم إلى النصف أو أكثر، وآخرين أغلقوا محالهم ولم يشتروا بضائع ثانية، وذهبوا إلى مهن أخرى أو جلسوا في منازلهم دون عمل. وعندما تمر داخل السوق تجد القمامة منتشرة على أطراف السوق ووسط الباعة، إضافة إلى الفضلات التي يخرجها كل بائع من بضاعته يضعها بجواره، وفي نهاية اليوم لا يأتي مسؤلو النظافة في الحي لإزالة هذه القمامة وبالتالي تتراكم إلى أن يدفع أصحاب المحال لأشخاص يعملون في هذه المهنة لإزالتها. وقال أحد بائعي السمك: إن مايحدث حاليًا يعتبر وقف حال لبائعي السمك وجميع البائعين في هذا السوق وفي الدولة بشكل كامل، مشيرًا إلى أن المحل الخاص به لا يوجد به سمكة واحدة حاليًا، رغم كبر مساحته، وأن قديمًا كان يوجد في هذا المحل ما لا يقل عن خمسة بائعين يساعدون صاحب المحل، ولكن حاليًا لا يوجد سمك ولا بائعون بسبب غلاء الأسعار ولأن الزبائن لايمكن أن تشتري بهذا السعر. وأوضح أن السبب في هذا الغلاء هو تصدير السمك إلى الخارج ما أدى إلى قلة السمك وارتفاع سعره للغاية، وأن أغلب المحال حاليًا أغلقت أبوابها وقلصت عمالها وتجارها بشكل كبير، مؤكدًا أن السوق يحتاج إلى الكثير من الاشياء الضرورية واللازمة والتي تعتبر من أساسيات أي منطقة، بداية من الإنارة ونظافة المكان وحتى المياه الخاصة بالمحلات، والمراحيض للبائعين. وأغلق بائع خضروات آخر المحل الخاص به منذ أسبوع بسبب ارتفاع الأسعار وركود حركة البيع والشراء في السوق، مؤكدًا أن الزبائن لم تعد تشتري البضائع مثل ما كان من قبل، وأنه حتى إذا قام البائع بشراء البضاعة لا يشتريها زبائن وتذبل وترمى بالقمامة في نهاية اليوم، قائلًا:" الناس دلوقتي مبتاكلش والي بياكل بياكل نص بطن". وتابع أحد بائعي البصل قائلًا: "إنه يعمل منذ صغره في هذه السوق، وأن السبب الرئيسي في إرتفاع الأسعار بهذا الشكل الجنوني هم التجار، وأنهم يفعلون ما يريدون كما يحلو لهم بسبب عدم وجود رقابة عليهم، وأن البصل الذي يبيعه يبلغ سعره ثلاثة جنيهات رغم صغره وضعف جودته، وأن هذا السعر لا يناسب أبدًا جودة هذه البضاعة ولكن التجار هم من فعلوا ذلك". وأكد أن الباعة قدموا الكثير من الشكوى في الحي لتنظيف السوق والاهتمام به، أو نقل البائعين لمكان نظيف يقدرون على العمل داخله ولكن دون رد إلى الآن، مشيرًا إلى أن مطلبه الوحيد هو تخصيص كشك يبيع فيه بضاعته دون إشغال الطريق كما تقول البلدية، وحتى يبعد عن أعينهم. وأشار بائع خضروات، إلى أن التجار يحفظون البضائع في المخازن الخاصة بهم، ولا يخرجونها للبائع إلا عند الأزمات ليتحكموا بأسعارها، ويدرجون السعر الذي يريدونه هم على هذه البضائع، وبالتالي يتسبب هذا في غلاء ضخم يتحمله البائع والزبون فقط. وأوضح أن كل بائع يدفع إيجارًا للمحافظة على المظلة والمكان الذي يجلس فيه، وأن المشكلة الكبرى في هذه المنطقة هي النظافة، مشيرًا إلى أنه من الضروري توفير عمال وعربات نظافة لهذا السوق خاصة أنه يخرج من الباعة كمية كبيرة من القمامة الخاصة ببضائعهم. وأضاف: أن البائع لا يشتري حتى نصف كمية البضائع لبيعها كما كان يحدث من قبل، مشيرًا إلى ان سابقًا كان البيع يبلغ 50 قفص طماطم يوميًا، ولكن حاليًا على العكس تمامًا ما يتم بيعه لايتعدى 15 قفصًا فقط بسبب ظروف الغلاء الحالية وجشع التجار. شاهد الفيديو: