تجددت أمس الاشتباكات المسلحة بين قبيلة «الترابين»، وعناصر تنظيم «بيت المقدس» الإرهابى، بسوق «البرث» جنوب مدينة رفح بشمال سيناء، على خلفية قيام شباب القبيلة بالقبض على عنصرين من التنظيم الإرهابى الأحد الماضى. وتعود الواقعة عند قيام عناصر من التنظيم الإرهابى بشن هجومين مسلحين بقذائف «أر بى جى» على مقر لأحد شيوخ قبيلة الترابين بقرية «البرث» جنوب مدينة رفح صباح الأحد الماضى أسفر عن تدمير المقر، والهجوم الثانى أسفر عن حرق سيارتين تحملان سجائر تابعة لأحد أفراد القبيلة، وإصابة سائق من «الترابين» بجروح خطير فى البطن. وعلى الفور حشدت «الترابين» رجالها وهى ضمن أكبر قبائل شمال سيناء وقامت بمحاصرة سوق «البرث» الذى يتواجد به مجموعات مسلحة تابعة للتنظيم المتشدد تقوم بمتابعة الأفراد وتطالبهم بالالتزام بالشريعة الإسلامية، حسب رواية شهود العيان، وبعد اشتباكات عنيفة بين الجانبين تمكن رجال القبيلة من القبض على اثنين من عناصر «داعش» أثناء محاولتهما الفرار. وأدت الاشتباكات التى استمرت لساعات مع عناصر «داعش»، إلى إغلاق سوق البرث جنوب مدينة رفح، حيث منعت «الترابين» الأهالى من دخول السوق حفاظاً على أرواحهم وقاموا بتمشيط المنطقة بحثاً عن عناصر أخرى تابعة للتنظيم وبعد تأمين السوق بسيارات الدفع الرباعى لمنع تسلل العناصر الإرهابية اليه، كما أعد أفراد القبيلة كمائن فى مناطق مختلفة فى بمدينة رفح لاصطياد عناصر التنظيم. وكشف الشيخ إبراهيم العرجانى أحد مشايخ قبيلة الترابين، عن تفاصيل ما حدث اليومين الماضيين، أن التكفيريين حاولوا تجاوز الحدود فى قرية «البرث»، والاستيلاء على المنطقة، فقام الأهالى الموجودين هناك بالاشتباك معهم بعد قذف مقر لأحد شيوخ الترابين، وتمت السيطرة على المنطقة، ومنع أفراد تنظيم «داعش» من دخولها بعد اشتباكات دامية بين الطرفين. وأوضح أن أهالى سيناء يدعمون الجيش والشرطة فى الحرب ضد الإرهاب، مضيفًا: «مفيش كلب من داعش يقدر يدخل الشيخ زويد دلوقتى.. وقريبًا مفيش حد منهم هيقدر يدخل العريش ورفح، متابعاً: «القبائل والعائلات فى سيناء ستتصدى للتكفيريين وسوف نطهر سيناء». وكشف مصدر قبلى، عن مفاوضات تجرى لإخلاء سبيل جميع المختطفين لدى «داعش» من أهالى سيناء مقابل أطلاق سراح عنصرى التنظيم المحتجزين لدى قبيلة الترابين، مؤكداً: «أن التفاوض مع هؤلاء التكفيريين لا جدوى منه رغم تعاطفى الشديد مع المختطفين وأسرهم على يد المتطرفين». وطالب المصدر القبلى، بضرورة قيام انتفاضه قوية لأبناء القبائل ضد التنظيم المتطرف وعناصره الفترة الحالية، معتبراً «أن هذا هو أفضل فرصة يمكن استثمارها للانتهاء من «الدواعش» الأوغاد تحت مظلة الدولة خاصة وان التسليح لديهم فى أدنى مستوياته». وناشد المصدر: القبائل السيناوية «باستغلال الأوضاع الحالية للثأر لشهدائنا وعلى الدولة بأجهزتها منح الثقة لأبناء القبائل من أجل تطهير المنطقة من دنس الإرهاب، مضيفاً: الواجب يحتم علينا أن نقف صفاً واحداً نحن أبناء القبائل والعائلات مع الدولة وجيشنا الوطنى للخلاص مما تبقى من عناصر هذا التنظيم الإرهابى وعلى الدولة أن تتفهم أن الخلاص من ال«دواعش» لن يكون إلا بمنح الثقة لأهل المنطقة من القبائل على حسب قوله.