قالت الباحثة الإسلامية سميرة عبدالمنعم، إن الحديث عن سلامة الصدر والقلب سهل عند الكلام عنه، ولكنه من أصعب الأمور عند التطبيق، وسلامة القلب هي خلوه من الحسد والحقد وغيرها من الآفات، وهى من علامات الإيمان وتقوى الله. وأضافت عبدالمنعم، أن لسلامة القلب طرقًا من تمسك بها طهر قلبه من الشر، منها الإقبال على قراءة القرآن، يقول تعالى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ)، ومنها أيضًا الابتعاد عن سوء الظن، فهو ما يصدر عنه كل الآفات، ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم "إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث، ولا تحسسوا ولا تجسسوا ولا تنافسوا ولا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانًا". وتابعت الباحثة قائلة: "لقد أرشدنا الإسلام إلى كيفية معالجة بوادر الجفاء قبل أن تتحول إلى عداوة في القلب، يقول رسول الله صلى الله عليه و سلم "لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث". تقول سميرة عبدالمنعم إن الشر إذا تمكن من القلوب تنافرت وأصابتها القسوة، فيقطع الناس ما أمر الله به أن يوصل، فالخصومة إذا طاشت بالعقول تجعل الناس يقترفون الصغائر المسقطة للمروءة ويقترفون الكبائر الموجبة للعنه الله، و لنا فى رسول الله "صلى الله عليه وسلم" الأسوة الحسنة فى التسامح الذى يحافظ على سلامة القلوب من الشر، ففى غزوة أحد شج قومه رأسه وكسروا رباعيته، فكان يمسح الدم ويقول "اللهم اغفر لقومى فإنهم لا يعلمون"، قال سفيان بن دينار لأبى بشر: "أخبرنى عن أعمال من كان قبلنا، قال: كانوا يعملون يسيرًا ويؤجرون كثيرًا، قال سفيان: ولما ذاك؟ قال أبو بشر: لسلامة صدورهم". وأضافت أن من فضائل سلامة القلب أنها من صفات أهل الجنة، يقول تعالى (يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ)، وسلامة القلب تجعل صاحبها أفضل الناس، و"قيل يا رسول الله أى الناس أفضل؟ قال: كل مخموم القلب صدوق اللسان، قال: صدوق اللسان نعرفه فما مخموم القلب؟ قال: هو التقى النقى لا إثم فيه ولا بغى لا غل فيه ولا حسد"، إن القلب النقى يبارك الله فى قليله، انظر لنعم الله عليك، لا تحقد على أحد، فالباطن لا يعلمه إلا الله، والله لم يهب كل أرزاقه لشخص واحد بل ساوى بيننا، فمن رزق المال والبنون قد يكون سلب راحة البال قلقًا على ماله وأبنائه، وقد منحت أنت برضاك بما قسمه الله لك من راحة البال ما يتمناه من تحقد أنت عليه ظنًا منك أنه سعيد. عين السخط تعمى عن النعم ويذهب بها الحقد إلى الافتراض الكاذب.