تحاصر مجموعات قتالية من أجهزة الأمن بإشراف اللواء صلاح حسان، مدير أمن قنا، مداخل ومخارج القرى فى قنا والتى ينتمى إليها المطلوبون من أعضاء الخلية الإرهابية المسئولة عن تفجير كنيستى طنطا والإسكندرية. شددت الشرطة حصارها على جبال قنا وسلسلة جبال البحر الأحمر المتاخمة لحدود قنا والمدقات الجبلية، وتنشيط المناطق الملاصقة للطرق السريعة بقنا. وكانت الأجهزة الأمنية قد أعلنت عن ضبط ثلاثة من المطلوبين، وهم شحات حسين محمد، وسلامة وهب الله عباس من قرية الأشراف البحرية، وعبدالرحمن حسن أحمد مبارك من قرية المخادمة بقنا. وقال سكان فى نجع الحجيرى بقرية الظافرية بمركز قفط بجنوب محافظة قنا، إن الانتحارى ممدوح أمين بغدادى ينتمى لأسرة فقيرة، سرعان ما تحولت إلى أسرة غنية، بالتزامن مع انضمام ابنهم للجماعات المتطرفة، وإنه خلال السنوات السبع الأخيرة، كان يغيب عن القرية لفترات طويلة، ويظهر بعدها بأموال طائلة لا يعلمون مصدرها. كما أنه كان متأثراً بأفكار القيادى الإخوانى، سيد قطب، وأنه كان يصف الكثير من أهل القرية بالكفر، وكان يرى أن الصلاة خلف إمام من القرية، أمر غير جائز، لكونهم «من أهل البدع ولا يحكمون بما أنزل الله». وأشار سكان الظافرية، إلى أن الانتحارى مفجر كنيسة طنطا، أقام فى الفترة الأخيرة، زاوية خاصة للصلاة أسفل منزله، وكان لا يسمح بالصلاة فيها، سوى لأتباعه ممن ينتهجون الأفكار التكفيرية المتشددة، حيث كانوا يجتمعون بتلك الزاوية لوقت متأخر من الليل. وأعلنت وزارة الداخلية هوية الانتحارى الثاني، الذى فجر نفسه بكنيسة مار جرجس بطنطا بمحافظة الغربية، وهو الإرهابى ممدوح أمين محمد بغدادى، من مواليد 5 يونيو 1977، وحاصل على ليسانس آداب، ومقيم بمحافظة قنا. وكشفت مصادر داخل قرية الظافرية، أنه كانت تجمعه بالإرهابى المطلوب حامد عويضة صلة صداقة، وأنهما كانا يتنقلان معاً ويبثان الفكر التكفيرى والجهادى بين الشباب، وأنهما كانا يحاولان استقطاب الشباب الصغير، وأنهما غادرا القرية منذ شهر ونصف الشهر. وذكر محمود صبرى، أحد أهالى القرية، أن المتهمين سافرا إلى العراق وليبيا عقب وصول جماعة الإخوان المسلمين للحكم، وأن سفرهما كان غامضاً لدى الأهالي، وأضاف أن المتهم حامد عويضة كان يعمل مدرساً، وتم فصله من علمه لانقطاعه عن العمل لفترات طويلة، أما المتهم الآخر وهو مفجر الكنيسة فدون عمل. وفرضت أجهزة الشرطة بقنا، إجراءات أمنية مشددة، فى محيط كنائس المحافظة، حيث وضعت الحواجز وانتشرت الأكمنة، وزادت أعداد الدوريات الراكبة والثابتة فى جميع أنحاء المحافظة، وفى محيط الكنائس والأديرة. وفى الأقصر، فرضت أجهزة الشرطة، حالة من الاستنفار الأمنى، الواسع فى محيط الكنائس والأديرة المسيحية، بمدن وقرى المحافظة.