اختمرت الفكرة الشيطانية فى عقل الزوج، الذى يملأه طمع لا يوصف ليتمكن من التخلص من زوجته بطريقة شرعية حتى يحصل على أموالها وممتلكاتها فقام بإيداعها مستشفى المجانين بعد أن أوهم الجميع أنها مصابة بمرض نفسى خطير، لكنها تمكنت من إثبات سلامة قواها العقلية بعد أن مكثت بمستشفى الأمراض العقلية خمسة أشهر، وفور خروجها قررت أن تتخلص من زوجها إلى الأبد. على أحد مقاعد محكمة الأسرة المتهالكة جلست سيدة فى العقد الثالث من العمر ترتدى ملابس أنيقة بالرغم من بساطتها وبالرغم من صغر سنها فإن علامات الحزن والقهر حفرت على وجهها تقاسيم واضحة، كانت بصحبة محاميها فى انتظار دورها فى رول المحكمة للنظر فى دعواها التى تطالب بخلع زوجها. بدأت فى سرد مأساتها قائلة: سيدى القاضى، الأزواج مش بيضربوا ويقتلوا بس ممكن كما يجننوا زوجاتهم وهذا ما حدث معى بالضبط بدأت مأساتى عندما تعرف علىّ زوجى فى إحدى حفلات زفاف أقاربى وعندما علم أننى من أسرة ميسورة الحال بدأ فى التودد والتقرب منى ولأننى كنت فتاة هادئة الطبع انجذبت إلى شخصيته، خاصة أنه يمتاز بشخصية مرحة خلال شهور قليلة تقدم لخطبتى ووافق والدى على طلبه بعد أن أخبرته بأنه شاب وطيب رقيق وبعد جلسة طويلة معه تم تحديد موعد الزفاف وتم تجهيز عش الزوجية، وكان بالقرب من بين والدى والحقيقة أننى عشت مع زوجى لحظات سعيدة لكن سرعان ما أظهر زوجى وجهه الحقيقى وبدأ فى رمى شباكه حول والدى طمعاً فى الحصول على أكبر قدر من المكاسب لكن لسوء حظه كان والدى يقظاً ورفض إعطاءه ثقته فتحول إلى رجل قاسى القلب معى وبدأ فى تنفيذ خطته الشيطانية معى وبدأ فى افتعال المشاجرات والخلافات بدون أسباب بالرغم من محاولاتى المتعددة بالابتعاد عن المشاكل وفوجئت فى أحد الأيام أن زوجى يقوم بإقناع بعض القاطنين فى العقار الذى أمتلكه بأنه آيل للسقوط كما بدأ فى بث الرعب فى قلوبهم وصور لهم بأن العقار سيسقط على رؤوسهم ومن الجانب الآخر قام بإقناع من حولى بأننى مصابة بمرض عقلى وقرر إرسالى إلى مستشفى الأمراض العقلية.. نعم سيدى اصطحبنى إلى مصحة للأمراض العقلية بحجة أن أعصابى منهارة بسبب مشاكلنا مع أبى وأحتاج لفترة استجمام بداخلها حتى أعود إلى طبيعتى.. وقام زوجى أثناء وجودى بالمصحة النفسية بالاستيلاء على كل ممتلكاتى بعد أن حررت له توكيلاً ليتولى الإشراف عليها وعدنى أنه سيأخذنى من المصحة بعد أسبوعين فقط ولكنه بدأ يماطل فى خروجى ويتهرب، وشعرت بأنه يريد أن يثبت جنونى رسمياً.. وبصعوبة بالغة وبوقوف الأطباء معى بعد معرفتهم حكايتى الحقيقية ومرور خمسة أشهر طوال داخل المصحة أصاحب المجانين وأتعايش معهم وأتوسل إلى زوجى بأن يخرجنى من هذا العذاب ولكنه رفض وانقطع عن الزيارة، واستطعت بعد معاناة ووقوف أسرتى بجوارى وعدد كبير من الأطباء ووضعت تحت اختبارات طويلة حتى أثبت أننى سليمة عقلياً ونفسياً، غادرت المستشفى وتوجهت إلى منزلى لأجد زوجى وقد أحضر زوجة أخرى على غرفة نومى وحوّل عقد شقتى باسمه وسحب كل مدخراتى فى البنوك ووجدت زوجته ترتدى مجوهراتى. فى هذه المرة سيدى كدت أصاب بالجنون فعلياً، وأنا أتساءل: لماذا كل هذا الشر والكره داخل زوجى لى؟! طلبت منه ترك شقتى وطلاقى فوراً ولكنه طردنى ورفض طلاقى حتى لا يعطينى مستحقاتى المالية وأمام كل هذه المعاناة جئت إلى هنا إلى بيت العدل والعدالة، أطلب الإنصاف وإعادة الحقوق، أطلب خلع هذا الزوج الطماع الندل الخائن.. بعد عدة جلسات كان حكم الخلع فى يد الزوجة.. ربما استراحت قليلاً ولكن نظرت إلى محاميها وتقول: لنبدأ رحلة إعادة ممتلكات منه إنها طويلة ولكنى لن أيأس ولن أترك له أموالى يتمتع بها.