دشنت سلطنة عمان مبادرة مشروع تفعيل المؤسسات الوقفية الخيرية الذي يأتي في إطار رؤية متكاملة ومنظومة تشريعية قانونية وإدارية ثمرة جهود قرابة العشرين عامًا. وتأتي فكرة المشروع لتتيح للمجتمع الشراكة الحقيقية في إدارة الأوقاف واستثمارها بنظارة وإشراف وزارة الأوقاف والشؤون الدينية. وتمثل فكرة المشروع بادرة حضارية مستقلة تعد الأولى في بنيتها الاستراتيجية والتنفيذية في العالم الإسلامي خاصة وأنها تتيح للمجتمع الشراكة الحقيقية في إدارة الأوقاف واستثمارها تحت نظر وإشراف وزارة الأوقاف والشؤون الدينية. ويقدم المشروع فكرة مبتكرة لهذه المؤسسات سعيًا إلى توزيع مواردها المتاحة بما يحقق تنمية المجتمع ويفتح آفاقًا وقفية برؤية عصرية أمام الداعمين الوطنيين وأهل الخير، كما أنه سيحقق الاستقلالية التنفيذية للمؤسسات الوقفية بعيدًا عن المركزية والدورة المكتبية المعتادة من خلال الاستثمار الأمثل للطاقات والموارد البشرية بالمجتمع لدعم الأوقاف وتعزيز المساهمة في عمارتها وتطويرها بالفكر والخبرة والمال لتؤدي رسالتها الحضارية. ويهدف المشروع إلى تطوير المجتمع الخيري وتجديد فاعليته عبر المؤسسات الوقفية مع تقديم رؤية جديدة للأوقاف والزكاة تتناسب مع الوقت الحاضر وحاجة الناس. وتضمن المبادرة من خلال هذا المشروع الاستراتيجي تفاعل المجتمع في إطار مؤسسي متكامل يسهم فيه الجميع لتحقيق مكاسب حيوية تستلهم روحها من الشراكة الحقيقية بين الحكومة والمواطن، كما تأمل أن تسجل المبادرات الوطنية بتأسيس مؤسسات وقفية عامة أو خاصة تعمل على تحقيق الأهداف الاستراتيجية التي تسهم في تلبية تطلعات المجتمع ومؤسساته. كما تسعى المبادرة إلى تحقيق رؤية متكاملة لنماذج من المؤسسات الوقفية الإبداعية العامة أو الخاصة بحيث تصلح أن تكون منتجًا نوعيًا متكاملًا يقدم كمشروع عماني حضاري يُستأنس به في المحيط الإقليمي والدولي في إدارة الأوقاف. وكانت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية قد عملت على استكمال منظومة نوعية تلبي متطلبات هذا المشروع الحيوي التنموي الرائد بتوقيعها عدد من الاتفاقيات مع شركات عالمية ومحلية متخصصة في مجالات مختلفة تجعل من المؤسسات الوقفية الخيرية واقعًا يثمر في هذا البلد الطيب ويصل بمدى آثاره الخيرية لخدمة الإنسانية بأسرها. وأكد الشيخ أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام لسلطنة عمان، أن الوقف في الوقت الحالي هو مطلب مهم لأن العجلة الحضارية تتقدم إلى الأمام ولابد أن يكون معها ما يسايرها من أعمال الخير ومن أهم هذه الأعمال الوقف الخيري ،مبينًا أن هذه المبادرة وكونها الأولى على مستوى العالم الإسلامي تدل على حسن التطلع إلى المستقبل وإلى إيجاد مشروع خيري نافع للأمة.