استنكر الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار علماء الأزهر الشريف، من لجوء بعض المصريين إلى الكذب فى شهر أبريل، من أجل التهريج والفكاهة، مطلقين على هذا الفعل "كذبة أبريل"، مشيرا إلى أن هذا يعتبر بدعة منكرة، والأفضل أن يحتفل المسلم في أول أبريل بيوم اليتيم وليس بيوم الكذب. وأضاف جمعة، عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، أن الكذب يعد من الكبائر، ومن الأمور التي نهى عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، نهيا تاما، سواء أكان كذبا مفردا، أو كذبا كمنهج، موضحا أن الكذب الممنهج هو من يعتمد على الكذب في ذاته، وفى أمور حياته. وأكد عضو هيئة كبار العلماء، أن الكذب يخل بالتشريع، فهو فيه افتراء علي الله، لأن الله سبحانه وتعالى خلق واقعة معينة، والإنسان بالكذب يقول أن هناك واقعة أخري، ولم يخلقها الله، فكأنه يفتري علي الله، ومن هنا كان الكذب محرما في كل الديانات بكل ألوانه وأشكاله. وتابع جمعة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " لا يزال الرجل يصدق ويتحري الصدق حتى يكتب صديقا، ولا يزال الرجل يكذب ويتحري الكذب، حتى يكتب كذابا "، موضحا أنه لابد من ممارسة الصدق فى جميع الأمور وعدم اللجوء إلى الكذب حتى على سبيل الهزار فالصدق منجاة ولو اعتقد فيه هلاكك، والكذب مهلكة ولو اعتقدت أن فيه نجاتك. واستند مفتى الجمهورية الأسبق، إلى قصة طريفة عن الشيخ علي الخواص، الذى كان من الأتقياء، في القرن العاشر الهجري، وهو أستاذ الشيخ الشعراني، وكان الشيخ علي الخواص يعمل صانعا للحصير من الخوص، فجاءه شخص كان قد هرب من أناس يجرون وراءه يريدون قتله أو أذاه، فوصل عند الشيخ علي الخواص، فقال له: خبئني عندك, فقال له: اختبئ في هذه الحصيرة، فلفه في الحصيرة وأوقفه، وجاء الناس فقالوا: هل جاء هنا شخص قد مر عليك؟ فقال: نعم. قالوا: وأين ذهب؟ قال: في هذه الحصيرة، فظنوا يسخر منهم، وانصرفوا، وعندما خرج الرجل قال له: كدت أن تهلكني وأن تسلمني لهم، فقال: يا بني، صدقي نجاك، فلو أنني قلت لهم لم أراه، وهم يرونك قد جئت من هذه الناحية سوف يفتشون المحل ويجدونك، فأنا قد قلت الصدق، وأنا أعتقد في الله أنه سينجينا كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. أما عن فكرة الكذبة البيضاء، فأوضح جمعة أنها كلمة مترجمة من اللغة الأجنبية، وكانوا يعنون بها أولا كذب الأطفال، فالكذبة البيضاء بمعني الكذبة التي يمارس فيها الطفل خياله، ولا يقصد به شيئا، مفيدا بأنهم قد أجروا دراسات علي الكذب، حتى وصلوا إلي اختراع جهاز كشف الكذب سنة 1920 م، وهذا الجهاز يحقق 85% نتائج وليس 100% ولذلك انتقلوا بعد ذلك إلي حركات الوجه، والتعبيرات أيضا خاصة بعد تقدم الفيديو وغيره، ووجدوا أن الوجه له 7 ألاف حركة, نستطيع من خلالها أن نكشف الكذب، ونكتشف أن هذا الشخص يقول كذبا الآن أو لا. وأشار جمعة، أنه من الأفضل ألا يكون الكذب منهجا لحياتنا فهو محرم في كل الديانات خاصة الإسلام، وقد يصل الأمر في الكذب إلي مرحلة كبيرة وهي الكذب علي رسول الله صلى الله عليه وسلم "من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار".