حين تخطو قدماك في أي "مولد" ل"آل البيت"؛ تجد "الدرويش محمد منصور". وهو رجل في العقد الخامس من عمره، طويل القامة يرتدي جلبابا أبيض، وعمامه خضراء وفي يدهُ مسبحة كبيرة، وأخري حول عنقة، وبيدهُ الأخرى عصا خشبية يتوكأ عليها، ويلوح براسه يمينًا ويسارًا مرددًا: "مدد مدد بلا عدد.. مدد يا صاحب المدد.. مدد يارسول الله مدد". وفي نفس المشهد تظهر "المُحبه عزة حسين". وتبلغ من العمر 40 عاما، تتجول بين رواد المولد توزع الطعام و الشراب وتحرص علي تقديم الخدمات للجميع بلا مقابل وتحمل عَلَمًا اخضر وعصا، تجر جلبابها الاسود في يدها وهي تردد "مدد يا صاحب المدد.. اسعي وصلي علي النبي". والشيء المشترك بين "عزة"، و"محمد" ابراز شخصية الدراويش والزهاد في موالد آل البيت، وصفاتهم من العفاف الذي يملأ أعينهم، مستمرين فيما يفعلوه دون التفات إلي اي مهاترات جانبية أو كلمات تنال من عزيمتهم لتحقيق غايتهم وهي خدمة زوار آل البيت، وهو ما ترصده "بوابة الوفد" من داخل عالم الدورايش لتكشف أسرارهم. - زارت جميع مساجد آل البيت.. البداية.. كانت مع المُحبه عزة حسين، كما يطلق عليها، وهي من محافظة المنيا، في العقد الرابع من عمرها، والتي أكدت أن حب الرسول الكريم وحب آل البيت مذكورين في القرآن الكريم، لم يأت لاي شخص ولكن أهل آل البيت هم من يختارون هذا الشخص من خلال رؤيتهم في المنام، لذا تجد الروحانيات كبيرة جدا لكل شخص يطلبه ال البيت ويلبي طلبه المبارك. وأشارت عزة، الي انها زارت جميع مساجد ال البيت من الاسكندرية لأسوان، وكان اخر مسجد لابو الحسن الشاذلي في مرسى علم بمحافظة البحر الأحمر. ولفتت الي انها بدات بزيارة مساجد ال البيت من مسجد السيدة حورية بصعيد مصر مرورا بمسجد السلطان فرغل، والعارف بالله، وابو الحجاج بمحافظة الاقصر، موضحة إنها زارت جميع مساجد ال البيت واولياء الله الصالحين في مصر . - سر العصا.. وعن غضبها من كلمة «درويشة» وإتهامها بالجنوان، قائلة "الأمر لا يغضبني لاني بقوم بعمل صالح وهو حب الله وحب رسول الله وحب ال البيت ومن يتهمني بالجنون او الدروشة لم اغضب منه، وذلك لأنهم لم يتذوقوا طعم الكرامات والروحانيات والزهد في الدنيا والتفرغ لرضا الله ورسوله من خلال اتباع سنة الرسول الكريم- صلي الله عليه وسلم- وحب ال بيته. وأكملت: «البعض ينتقدني لحملي عصا في يدي ولكني "اعذرهم" لانهم لا يعلمون سرها»، وأنا رأيت العصا في أكثر من رؤية بعد ان تمنيتها وحصلت عليها بمولد سيدي أحمد البدوي، وأقوم الان بالمرور بها علي الخدمات التي تقام بالموالد. - تحقيق الحلم بمقام السيدة زينب.. وكشفت عن بداية حبها لآل البيت، بعد ان كانت تعاني من مشاكل كثيرة، قائلة :"دخلت الي مسجد السيدة زينب وصليت العصر واثناء صلاتي بكيت كثير وبعد ذلك انصرفت الي منزلي؛ فرأيت في المنام مقام السيدة زينب وانا اقوم بخدمة الحاضرين هناك ومنذ هذا اليوم وانا اذهب الي جميع مساجد ال البيت بجميع المحافظات واشعر براحه نفسية كبير جدا". وتابعت ان زياراتها الي مساجد ال البيت لم تؤثر علي حياتها الاسرية، مؤكدة أن الله- عز وجل- يحفظها والله خير حافظ ومن يحب آل البيت لا يقلق بهذا الشأن. - الزاهد يعمل لوجه الله.. أكد صاحب العباءة البيضاء والعمامه الخضراء، محمد منصور، من محافظة البحيرة، انه حريص علي تواجده في جميع موالد آل البيت بجميع محافظات مصر، مشيرا إلي أن اسرته فقدته بأحد الموالد بالقاهرة وكان يبلغ من العمر خمس سنوات واخذ مساجد آل البيت أهلا له. وتابع: "وبعد مرور عشرين عاما رأيت اسرتي ومنزلي بمحافظة البحيرة في المنام، واجتمعت بهم بعد هذه المدة بفضل الله وحب ال البيت". وأضاف منصور، أن الدرويش أو الزاهد يعمل لوجه الله لا يريد اي مقابل من احد ويعيش اليوم بيوم لا يملك اي شئ سوى ملابسه التي يرتديها، لافتًا إلي انه درويش وزاهد ومجذوب الي عبادة الله بعد ان فقد عقله الدنيوي وتحول إلى هايم محب فى ملكوت الله وال البيت . - 200 الف للفقراء.. لفت منصور، إلي انه قام ببيع جميع كل ميراثه الذي يقدر ب200 الف جنية مصري وانفقها على الفقراء والمساكين والمحتاجين الذين يجلسون أمام مساجد ال البيت بالمحافظات، وأصبح لا يملك اي شئ من الدنيا سوى الجلباب الابيض والعمامة الخضراء ومجموعة كبيرة من المسابح. واجاب عن سؤال، كيف تُنفق على حياتك اليومية؛ قائلا: "إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ".