«عبدالماجد»: كيف تكون آثار النوبة فى أسوان وصندوق إنقاذها فى القاهرة «حضارة 7 آلاف سنة».. تعانى إهمال الحكومات المتعاقبة على مصر، وتهدر الاستفادة من حضارة النوبة. النوبة القديمة من خلف السد العالى، إلى الحدود المصرية السودانية، قرابة 310 كيلو، بها أكثر من 6 قرى تم تهجيرهم قبل بناء السد، وبقيت الحضارة والتاريخ والمعابد الصخرية التى كانت شاهده على هذا التاريخ، حتى غمرتها مياه بحيرة ناصر. الأكثر إهانة من منطقة آثار النوبة، العاملون فى هذه المناطق، حيث حياة غير آدمية ولا اهتمام من قبل الدولة، ولا وزارة الآثار. رصدت «الوفد» حالة الإهمال وأوجاع الأهالى، بصحبة لجنة برلمانية. وقال أحمد حسن عبدالماجد، مدير المعابد الصخرية بصندوق إنقاذ آثار النوبة، ل«الوفد» إن الأوضاع سيئة، مؤكداً أن مظاهر التدهور فى المنطقة بدأت منذ أواخر التسعينات، ولا يوجد أى اهتمام من قبل المسئولين، مشيرًا إلى أن المشكلات التى تواجهها المنطقة الأثرية تتمثل فى زحف الرمال حول جدران المعابد وفوق الأسقف وأمام المدخل نتيجة عدم وجود مصدات من الرمال التى وصل ارتفاعها فوق قدس الأقداس بمعبد السبوع، والغرف المجاورة له لأكثر من 3 أمتار. وأضاف «عبدالماجد» أن المشكلات تتضمن إهمال أعمال الترميم وصيانة المعابد منذ فترة طويلة، حيث إن معظم التماثيل والنقوش مغطاة بفضلات الطيور وأعشاش الدبابير تغطى معظم الجدران بصورة مبالغ فيها، يتعذر معها رؤية المناظر والنقوش، وصدر الأمر الإدارى رقم 364 فى أواخر العام الماضى لترميم مجموعة المعابد الصخرية، وقام بالعمل فى منطقة عمداً، ومكثت إلمأمورية لمدة شهر، وقد عانى فريق الترميم من الإقامة وتكلفة الإعاشة المرتفعة والتعرض للخطر، ما جعلهم جميعاً يعتذرون عن استكمال أعمال الترميم وقد صدر لها الأمر الإدارى الجديد رقم 55 فى فبراير الماضى واعتذروا جميعاً ولم تستكمل المأمورية. وتابع حديثه: «توقف مصدر الإضاءة للمعابد بعد سرقة جميع الكابلات الكهربائية، فى فترة الانفلات الأمنى بمنطقة السبوع وبعض الكابلات واللوحات الكهربائية فى منطقة عمداً، كما نعانى من نقص الحراسة بالمنطقة وعدم تسليحها، رغم وعورة المنطقة وتعرضها للسرقة أكثر من مرة، متابعاً عدم وجود سُوَر يحيط بالمنطقة ما يعرضها للتعديات من قبل المزارعين والصيادين لا بد من تحديد حرم المنطقة وفقاً لعلامات وزارة الآثار وإحاطتها بسور لحمايتها وتحديد مداخلها ومخارجها. وأشار إلى تدهور حالة الاستراحات وأماكن الإعاشة للعاملين بالمنطقة، حيث إن أماكن الإعاشة بالنسبة للمفتشين والعاملين لا تصلح للاستخدام الآدمى، بالإضافة إلى عائمة منتهية الصلاحية لم يتم عمل صيانة لها منذ إنقاذ المعابد، وتوقف محطات تحلية المياه بالكامل وتعطل وحدات الطاقة الشمسية بالإضافة لعطل محطة التحلية والاعتماد على الشرب من مياه البحيرة الراكدة ما يصيب العاملين بالأمراض. وأشار عبدالماجد إلى أن الصندوق الرئيسى لإنقاذ آثار النوبة مقره بالقاهرة ولا يهتم بأوضاعها متسائلاً: «كيف تكون آثار النوبة فى أسوان وصندوق إنقاذها فى القاهرة، ولفت إلى أن صندوق الإنقاذ، له ميزانية خاصة من وضع 2 دولار على كل تأشيرة أجنبية تدخل مصر، بالإضافة إلى تبرعات الأجانب، والمصريين، مطالباً بضرورة نقل الصندوق إلى أسوان وتكون له كافة الصلاحيات فى مواجهة الأوضاع السيئة. من جانبه، قال مدير عام آثار أسوان نصر سلامة، إن الوصول إلى هذه المنطقة صعب للغاية لعدم وجود وسائل نقل أو مواصلات وطرق مناسبة، ولا توجد أى خدمات أمنية للقيام بالدور المنوط بها. وأكد فى حديثه ل«جريدة الوفد» عدم توافر خدمات الكهرباء والإعاشة المناسبة للعمال والموظفين، وسيارات لنقلهم من هذه المنطقة النائية إلى أسوان، فضلاً على عدم وجود سيارات إسعاف لنقل الحالات الحرجة، خاصة أن بعضهم يتعرض للدغات العقارب والثعابين، مضيفاً أنه على الرغم من بعد المسافة بين منطقة المعابد الصخرية بالنوبة عن مدينة أسوان، إلا أن بعض السائحين يحرصون على زيارتها عن طريق البواخر النيلية على الرغم من عدم وجود مرسى للبواخر، مطالباً أعضاء اللجنة إطلاق حملة واسعة لإنقاذ آثار النوبة. وقالت النائبة نشوى الديب، وكيل لجنة الثقافة والإعلام والآثار، إن ما تم رصده فى منطقتى عمدا وسبوع، يعد صادمة كبيرة لكل المصريين ونستدعى الوزير لحسم هذا الملف، مؤكدة أن تقرير اللجنة سيكون قوياً ومن شأنه أن يحدث حالة من التغير فيه. واتفق معها النائب أسامه شرشر، عضو اللجنة، مؤكداً أن حياة العاملين غير آدمية ولا بد من إنقاذهم فى أقرب وقت ولا بد من مساعدتهم للحصول على حقوقهم. وعلى المستوى التنفيذى، أكد محافظ أسوان اللواء مجدى حجازى، أنه تواصل مع وزير الآثار بهذا الشأن، ووعده بحل ورؤية حاسمة لهذه الكارثة فى أقرب وقت، مؤكداً أن الدولة المصرية لا يمكن أن تفرط فى كنوزها من الآثار، التى تعد سبباً رئيسياً فى جذب السياحة.