الحاخامات يقودون حملة لمنع الاختلاط بين الجنسين فى الجيش الإسرائيلي «قطط الصحراء» أشهر كتيبة نسائية إسرائيلية على الحدود مع مصر تعتبر إسرائيل الدولة الوحيدة فى العالم التى تجند نساءها إجبارياً فى الجيش، حيث تشكل النساء نسبة 33% من الجيش، أى ثلث الجيش من النساء. والخدمة الإجبارية فى جيش دولة الاحتلال هى 24 شهراً أى سنتين تقريباً، ويتم إعفاء المرأة من التجنيد لأسباب الزواج أو الحمل، أو أسباب دينية فقط. ورغم أن 88% من الوظائف العسكرية مفتوحة أمام النساء نظرياً، أفاد التقرير بأن النساء وفى واقع الحال لا يخدمن سوى فى 60% من تلك الوظائف على أكثر تقدير، رغم أن النساء يشكلن 33% من مجموع قوات الجيش «الإجبارى» و18% من الجيش النظامى و26% من منظومة القيادة. وسجل عدد النساء خلال العقد الماضى فى مجال الوظائف الإدارية انخفاضاً كبيراً، حيث كانت نسبتهن 40% فيما تبلغ حالياً أقل من 32%. وخلال السبع سنوات الأخيرة تم دمج النساء فى المنظومة القتالية والقفز من 500 مقاتلة فى العام 2010 الى أكثر من 200 مجندة مقاتلة فى الجيش الإسرائيلى. لم يكن يوماً موضوع خدمة النساء محل إجماع داخل إسرائيل فقد تصدت المؤسسة الدينية بكل الطرق الممكنة، لهذا الأمر واعتبرته فى كثير من الأحيان محاولة علمانية للسيطرة على المجتمع وصياغته وفقاً لشروطها ومواقفها الفكرية، وأصدر الكثير من حاخامات إسرائيل فتوى تدين خدمة النساء وتعتبرها إساءة للدين اليهودى، ومنعت الجنود المتدينين من مصافحتهن أو مجرد الاستماع لهن أثناء الغناء أو إلقاء الكلمات فى الاحتفالات الرسمية، وطالبوا بفصل الجنود المتدينين عن النساء. وقد تزايدت مؤخراً بين أعضاء الصهيونية الدينية أصوات تنادى بوقف تجنيد الفتيات اللواتى يتلقين تعليماً دينياً ، للجيش الإسرائيلى. يذكر أن أزمة كبرى أشعلت الرأى العام الإسرائيلى منذ فترة بسبب فتوى أحد الحاخامات اليهودية التى قامت بتحريم تجنيد النساء فى الجيش والتى اقترح عدد من أعضاء الكنيسيت الإسرائيلى إقالتهم من منصبهم على أثرها. ويطالب الحاخامات أيضاً بتخصيص دبابة خاصة للنساء وليس دبابة مختلطة وبالتالى الحفاظ على قواعد الدمج المناسب فى الجيش الإسرائيلى،. وقال الحاخام العسكرى الرئيس السابق، العميد إسرائيل فايس، إنه إذا خدم رجال ونساء معاً فى دبابة فبعد تسعة أشهر سيولد «دبابى» صغير. أثار الحاخام اليهودى يجئيل ليفينشتاين عاصفة سياسية كبيرة فى إسرائيل الأسبوع الماضى بسبب تصريحاته حول عدم جواز خدمة النساء بالجيش الإسرائيلى. واستنكر الحاخام ليفينشتاين، الذى يدير أكاديمية شبه عسكرية فى إسرائيل، مشاركة نساء فى وحدات مقاتلة فى الجيش الإسرائيلى، ووصف النساء فى إسرائيل بأنهن لا يصلحن لذلك. واستغل وزير الدفاع، أفيجدور ليبرمان، لتحقيق مكاسب سياسية وبعث برسالة إلى الحاخام يغئال لفينشطاين، طلب فيها منه الاستقالة من منصبه، بصفته حاخاماً يحضّر الجنود للخدمة العسكرية. وحذر ليبرمان أيضاً فى رسالته شديدة اللهجة من أنه فى حال لم يستجب الحاخام لطلبه، فسيعمل على إخراج إحدى المستوطنات الأكثر شهرة من قائمة الميزانية العسكرية السنوية. يقدّر محللون عسكريّون وسياسيون أن وزير الدفاع أفيجدور ليبرمان معني بأن يظهر بأنه يحمى قيم المساواة فى الجيش الإسرائيلى، وفى الوقت ذاته بصفته يحمى المقاتلات، وخاصة مع انتهاء السنة الثانية من حكومة نتنياهو واقتراب موعد الانتخابات. وهناك شعور من العصبية وعدم الهدوء فى ائتلاف نتنياهو، على خلفية التحقيقات مع نتنياهو أيضاً، فهذه فرصة جيدة لليبرمان لأن يشير إلى الجمهور الإسرائيلى، مَن هو البالغ المسؤول الذى يحافظ على المصالح والقيم الأسمى فى المجتمَع الإسرائيلى. تحرش جنسي يعتبر التحرش الجنسى من أكثر المواضيع التى تثير قلق قيادة الجيش والمجتمع الإسرائيلية، فلا تخلو الصحف اليومية من قصة تتعلق بالتحرش الجنسى داخل الجيش أبطالها فى العادة جنود وفى كثير من الأحيان ضباط صف وضباط كبار. ويسجل الجيش الإسرائيلى وفقاً للمصادر الإسرائيلية 400 شكوى تتعلق بالتحرش الجنسى سنوياً ما يعنى أكثر من شكوى يومياً الأمر الذى أجبر الجيش عام 2012 على تدشين حملة واسعة لمحاربة ظاهرة التحرش الجنسى بالمجندات، وتضمنت الحملة فيلماً توضيحياً تناول الكلمات والإشارات والمعانى التى تشير أو ترمز أو يقصد منها التحرش الجنسى اللفظى بالمجندات وحمل الفيلم عنوان « يبدأ بالكلام وينتهى أمام المحكمة». وقالت مساعدة رئيس الأركان لشؤون النساء العقيد «طوفيت - فيزل» شهد عام 2012 انخفاضاً فى عدد التقارير المتعلقة بقضايا التحرش الجنسى رغم أن عدد الشكوى السنوية المتعلقة بهذا الموضوع تصل إلى 400 شكوى سنوياً نصفها يتعلق بتحرش جسدى مباشر والنصف الأخر يتعلق بتحرش لفظى. وأضافت أن ثلث الشكاوى يتعلق بتحرش جسدى خطير «اغتصاب أو محاولة اغتصاب». وبعثت مجموعة من ضباط الاحتياط فى الجيش الإسرائيلى برسالة إلى رئيس هيئة الأركان العامة الجنرال غادى أيزنكوت، تطالب بوقف تجنيد النساء فى الوحدات القتالية. ونشرت وسائل الإعلام الإسرائيلية نص الرسالة التى بعث بها الضباط، بعد تصريحات مثيرة للجدل للحاخام يغال ليفينشتين، رئيس برنامج إعداد اليهود المتدينين للخدمة فى الجيش، حول تجنيد النساء فى صفوف الجيش. ودعا الحاخام إلى وضع حد لهذه الممارسة فوراً. وجاء فى نص الرسالة: لاحظنا خلال السنوات القليلة الماضية أن قيادة الجيش قررت دعم دور النساء فى الوحدات القتالية، وذلك رغم البيانات الصادرة عن الجيش نفسه والتى تؤكد أن مثل هذه المبادرة غير مجدية. وأشار الضباط إلى تنامى عدد الاعتداءات الجنسية، والتحرش فى صفوف الجيش، وإلى تنامى مبيعات وسائل منع الحمل، باعتبار أن ذلك كله يضر بتضافر الجيش خلال العمليات القتالية. وشدد الموقعون على الرسالة قائلين: «ندعو إلى وضع حد للسباق إلى تكامل الفتيات فى الوحدات القتالية من أجل منع تضررهن والجنود على حد سواء». وحذر الضباط من أن تكامل النساء فى الجيش يحد من قدرات القوات المسلحة على الانتشار السريع. وختم الضباط رسالتهم قائلين: «النتيجة النهائية مفادها بأن النساء يمنعن الجيش من الانتصار، ولذلك لا مكان لهن فى الجيش». وشرحوا أن تنامى مبيعات حبوب منع الحمل فى الجيش، يؤكد أن تعايش الرجال والنساء فى الجيش يتسبب بالتوتر الجنسى وقضايا أخرى. قطط الصحراء قطط الصحراء هى كتيبة كوماندوز على الحدود مع مصر، 60% من عناصرها نساء، ومهمة الكتيبة اقتفاء أثر العناصر المسلحة والمتسللين عبر الحدود. ويتدربن النساء فى كتيبة «القطط» بالقرب من الحدود مع مصر، على أحدث الأسلحة والمعدات العسكرية المستخدمة فى الصحراء. وتم تشكيل هذه الكتيبة منذ 8 سنوات من لواءات «جولانى» و«جفعاتى» و«سلاح المظليين»، وهى من وحدات النخبة فى الجيش الإسرائيلى. وأوضحت تقارير عبرية أن الفتيات من الكتيبة القتالية يعددن الأكمنة بصورة دورية ويتدربن بشكل مكثف، لمواجهة المسلحين ومهربى المخدرات على الحدود المصرية، وأنهن يعتبرن الخط الأول فى الجبهة للاستعداد والانقضاض على هؤلاء الإرهابيين الذين يحاولون التسلل إلى إسرائيل. وتقول صحيفة «يسرائيل هايوم» إن هذه الوحدة القتالية فريدة من نوعها داخل الجيش الإسرائيلى، حيث تتألف من جندى واحد فقط، وبقية الجنود من النساء، مشيرة إلى أنها أنشئت قبل ست سنوات، وأرسلت للحدود المصرية، وأنه على مدار السنوات الماضية كن يمارسن عملهن فى هدوء تام، وفجأة وجدن أنفسهن على الجبهة بعد تدهور الأوضاع الأمنية فى شبه جزيرة سيناء. وعن تدريبات الكتيبة النسائية وطبيعة عملها قال التقرير، إنهن يخرجن فى الليل لعمل الكمائن فى الصحراء، وتتبع ما يحدث على الجانب الآخر من الحدود الإسرائيلية على الجانب المصرى، مشيراً إلى أن كثيراً ما يرصدن تحركات مشبوهة ويواجهنها بكل حزم. ووجه قائد الكتيبة «ايريز سافيون» خلال حديثه للصحيفة العبرية شكره للمجندات الإسرائيليات، مشيداً بشجاعتهن وهن يعملن على خط النار على الحدود المصرية، زاعماً أنهن باستطاعتهن صد أى هجوم إرهابى خلال دقائق، وأنهن الأكثر تركيزاً والأكثر صبراً بين جنود الجيش الإسرائيلى.