«أرى أن واجبي تجاه الشعوب التي نعمل لها، وتجاه الأممالمتحدة، وتجاه نفسي، ألا أكتم شهادة حق عن جريمة ماثلة تسبب كل هذه المعاناة لكل هذه الأعداد من البشر».. انطلاقًا من هذا جاءت استقالة وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة والأمينة العامة التنفيذية لمنظمة "الإسكوا"، ريما خلف، بالأمس. واستقالت على خلفية طلب أنطونيو جوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، بسحب التقرير الذي أصدرته "الإسكوا" يوم الأربعاء الماضي، والذي تقرير يتهم إسرائيل بفرض "نظام فصل عنصري" على الفلسطينيين، وهو ما رفضته. وقالت خلف في استقالتها :«أنا لا أستطيع أن أسحب مرة أخرى، تقريراً للأمم المتحدة، ممتازَ البحثِ والتوثيقِ، عن انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، غير أنني أدرك أيضاً، أن التعليمات الواضحة للأمين العام للأمم المتحدة لا بد من أن تنفذ، ولذلك فإن هذه العقدة لا تحل إلا بأن أتنحى جانباً وأترك لغيري أن يقوم بما يمنعني ضميري من القيام به». وفور الاستقالة سارعت اسرائيل للترحيب بها واعتبارها خطوة فى الاتجاه الصحيح، متوقعة من الأممالمتحدة أن تكون واعية أكثر تفاديا لتكرار إصدار تقارير مخزية أخرى من هذا القبيل، وفقًا لبيان الخارجية الاسرائيلية. وفي المقابل، قرر الرئيس الفلسطيني محمود عباس، منحها اعلى وسام فلسطينيي، تقديرا لشجاعتها، ودعمها ووقوفها إلى جانب الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، مؤكدًا أن موقفها، يظهر إنسانيتها وقيمها الحقيقية، وتمسكها بما ينص عليه القانون الدولي والقيم الإنسانية. وترصدت «بوابة الوفد» أبرز المعلومات عن ريما خلف التى استقالت من الأممالمتحدة من أجل فلسطين: ولدت ريما خلف الهنيدى في الأردن عام 1953، وتبلغ من العمر 64 عامًا. حصلت على شهادة البكالوريوس فى الاقتصاد من الجامعة الأمريكية فى بيروت، ومن ثم نالت والماجستير والدكتوراه فى علم الأنظمة من جامعة "بورتلند" الرسمية فى الولاياتالمتحدةالأمريكية. حصلت على جائزة جامعة الدول العربية للمرأة العربية الأكثر تميزا فى المنظمات الدولية عام 2005. وعملت كمساعدة للأمين العام للأمم المتحدة ومديرة إقليمية لبرنامج الأممالمتحدة الإنمائى في الفترة من 2000 حتى 2006. وتولت رئاسة المجلس الاستشارى لصندوق الأممالمتحدة للديمقراطية في 2006-2007. وفي 2009، منحت الجامعة الأمريكية فى القاهرة، ريما خلف، شهادة الدكتوراه الفخرية فى العلوم الإنسانية، تقديرًا لدورها في حقوق الإنسان والمشاركة المدنية والنمو الاقتصادى. شاركت فى لجنة تحديث إدارة مجموعة البنك الدولى، وعملت في المجموعة الاستشارية لمشروع إدارة الأمن العالمى 2007-2008. وشغلت عدة مناصب فى المملكة الأردنية الهاشمية، منها وزيرة الصناعة والتجارة، وزيرة التخطيط ونائب رئيس الوزراء. سبق واختارتها صحيفة "الفايننشال تايمز" الأمريكية، ضمن 50 شخصية في العالم، الذين رسموا ملامح العقد الماضى. وأطلقت خلف سلسلة "تقرير التنمية الإنسانية العربية"، وقد حاز العدد الأول من هذه السلسلة "خلق الفرص للأجيال القادمة"، على جائزة الأمير كلاوس فى عام 2003، ونال العدد الثالث منها "نحو الحرية فى الوطن العربى" جائزة الملك حسين للقيادة فى عام 2005.