قبل أيام من انعقاد انتخابات رئاسة الوزراء في هولندا والتي يسعى من خلالها مارك روتي لتأمين بقاءه لفترة ثالثة بمقعد رئيس الحكومة، يحاول روتي الإستفادة من الأزمة الدبلوماسية المحتدمة بين هولنداوتركيا وعدم إظهار الخضوع للتهديدات التركية، وفقا لصحيفة واشنطن بوست الأمريكية. تبدو الأزمة التركية الهولندية في تصعيد غير مسبوق، بإثارة روتي غضب أنقرة ورفضه هبوط طائرة وزير الخارجية التركي إلى الأراضي الهولندية. وتقول الصحيفة إن روتي، زعيم الحزب الليبرالى، يحاول اظهار نفسه في صورة المسؤول القوي قبيل ايام من بداية معركة التصويت ضد مواجهة صعود زعيم حزب اليمين المتطرف "جيرت فيلدرز"، قبل يوم 15 مارس للتصويت. ويضيف أستاذ العلوم السياسية أندريه كرويل من جامعة أمستردام الحرة أن الحملة ضد تركيا تقودها روح الشعبوية وقضايا الهوية القومية، ويرغب حزب روتي في الإستفادة من البروباجندا الدبلوماسية من وراء تلك الأزمة. ويؤكد كرويل أن روتي "يقود الحملة ليفهم الشعب ان حزبه هو الوحيد القادر على حماية المصالح الهولندية". وعلى الرغم من أن مشهد اشتباكات المتظاهرين الأتراك مع الأمن الهولندي يخدم أراء فيلدرز حول منع الهجرة إلا أن كرويل يرى أن نظريات فيلدرز حول الهجرة اصبحت مستهلكة بالنسبة للناخبين الهولنديين. ويشير وزير الخارجية السابق لحزب الديموقراطيين المسيحيين، بين بوت، إلى أن أزمة هولندا مع تركيا محسوبة على أساس إعتبارات الإنتخابات المنعقدة خلال أيام وتخدم أطراف معينة في التصويت. ويضيف أستاذ العلوم السياسية كرويل أن أساسيات نجاح حملة الأحزاب في انتخابات هذا العام لا تعتمد على القضايا الإقتصادية وخلق فرص العمل وانما على مسائل الهجرة والأمن والإرهاب والهوية.