يحل اليوم 13 مارس ذكرى ميلاد موسيقار الأجيال الراحل محمد عبدالوهاب.. وبداية لا نعلم بالضبط فى أى عام ولد.. يقال إنه ولد فى 13 مارس 1902 أو 1910.. لا يهمنا فى أى عام ولد «عبدالوهاب»، ولكننا نؤكد أن موسيقار الأجيال سيظل علامة فارقة فى تاريخ الموسيقى والغناء فى مصر والعالم العربى.. عبدالوهاب هو الموسيقار الوحيد الذى تعدى عمره الفنى 80 عامًا، حيث بدأ الغناء وهو فى العاشرة من عمره، وظل يعطى بسخاء حتى رحيله عام 1991. تربى فنيًا على يد أمير الشعراء أحمد شوقى، واستطاع أن يرتقي بإحساس الملايين من خلال غناء كلمات وأشعار راقية، حيث ساد قبله الغناء الهابط والركيك فى أوائل القرن الماضى على سبيل المثال، أغنيات «النيل نجاشى»، «مجنون ليلى»، «الجندول»، «كليوباترا»، «عاشق الروح حياتى إنت» «الحبيب المجهول» «كل ده كان ليه» «أنا والعذاب وهواك». كما لحن لكوكب الشرق (أم كلثوم) أغنيات خالدة بدأت بلقاء السحاب فى فبراير 1964 بأغنية «انت عمرى» وواصل الإبداع مع كوكب الشرق فى أغنية «انت الحب» «أمل حياتى» «فكرونى» «هذه ليلتى» «ودارت الأيام» و«غداً ألقاك»، وأخيراً «ليلة حب». تلقف الراحل «عبدالوهاب» موهبة العندليب الراحل عبدالحليم حافظ، ولحن له عشرات الروائع، نذكر منها؛ أهواك وتوبة وظلموه وعقبالك يوم ميلادك وإيه ذنبى إيه، وقوللى حاجة، الويل الويل، يا خلى القلب، فاتت جنبنا، ضى القناديل، وأخيراً نبتدى منين الحكاية. هذا فصلاً عن ألحانه لعدد من نجمات الغناء، وردة وفايزة أحمد ونجاة الصغيرة وياسمين الخيام.. ولم يتوقف عن التلحين طوال حياته، وآخر لحن قدمه قصيدة «أسألك الرحيل» لنجاة الصغيرة عام 1990. «عبدالوهاب» فجَّر قنبلة فنية فى مايو 1989 حينما غنى بصوته «من غير ليه» التى كتبها الشاعر الراحل مرسى جميل عزيز لعبد الحليم حافظ، ولم يمهل القدر حليم لغنائها، ورحل عام 1977، وظل اللحن حبيس الأدراج لمدة 12 عاماً، حتى ظهر بصوت الموسيقار الراحل عبدالوهاب وتوزيع أحمد فؤاد حسن. الأغنية هزت مصر كلها، عندما غناها عبدالوهاب بصوته، وهو فى التسعين من عمره، ليبرهن أن الفنان الحقيقى لا يتوقف عن الإبداع مهما طال عمره.