أكد عالم الآثار الدكتور زاهى حواس، وزير الآثار الأسبق، أن كشف آثار المطرية الأخير هو الحدث الأعظم والأهم فى مصر منذ 2011، وعلى الرغم من الأخطاء التي تمت أثناء الكشف لكن تناول الصحافة العالمية للحدث كان عظيمًا ومؤثرًا، ويمكن أن يعجل بعودة السياحة لمصر، لأنه حدث كشف عن مدى استقرار مصر الأمنى والسياسي، خاصة أنه جاء فى أعقاب أهم ثلاث زيارات مؤثرة للأهرامات مثل زيارة ميسى وميركل وسميث، وتحدثت كل صحف العالم عن أهمية الاكتشاف، وقال أنا شخصيًا تلقيت عشرة اتصالات من صحف عالمية. وأوضح «حواس» أن العمل فى مشروع الحفائر فى المطرية الذى كشف عن وجود تمثالي رمسيس الثانى وسيتى الأول يسمى حفائر إنقاذ وليس حفائر علمية لأن حفائر الإنقاذ مثل آثار المطرية كانت محاطة بالمبانى والمياه الجوفية وأى عملية إنقاذ تعقبها أخطاء وكانت أشد الأخطاء قسوة ترك «رأس» رمسيس الثانى يلهو به الأطفال ثم «لفه» ببطانية وتركه دون حيز أمنى. وأضاف «حواس» فى رأيي كلها أخطاء بسيطة بالمقارنة بعظمة الاكتشاف وأن وزير الآثار تعرض للظلم فى هذا الموضوع، ويجب أن تتم محاسبة العاملين معه لتقصيرهم فى حفظ هيبة الأثر. وأضاف اتصلت بالعالم الألمانى رئيس البعثة وسألته عن حقيقة كسر أذن التمثال وجزء من الأنف أثناء النقل «باللودر» لكنه نفى ذلك وأنا- والكلام ل«الحواس»- أثق فى كلامه لأنه عالم كبير وعلى أعلى مستوى، وكان يعمل فى منطقة صعبة ومحاطة ببيوت الأهالى والمياه الجوفية، وكما قلت أى عمل فى حفائر الإنقاذ للأثر تعقبه أخطاء.. وأضاف «حواس» قمت بعمل حفائر فى المنطقة التى تعد أقدم عاصمة فى مصر وبها أقدم جامعة وكانت تسمى مدينة «هليوبولس» أو مدينة «إله الشمس» وكان الكاهن أون هو كاهن «إله الشمس» وتعلم سيدنا يوسف فى هذه الجامعة وتزوج من ابنة الكاهن «أون»، وأطلق عليها اليونايون «مدينة الشمس».. وأضاف «حواس» اكتشفت خلال عملى بالمنطقة بقايا معابد ضخمة للملوك رمسيس الثانى والرابع والخامس والحادى عشر وتحتمس الثالث.. واكتشفنا مقبرتين تحت المياه وفى 2012 عقب الفوضى تم السماح لبعض الأهالى ببناء سوبر ماركت أربعة طوابق ودمروا أهم موقع أثرى فى مصر. وأشار «حواس» إلى أنه خلال عمله فى هذه المنطقة لم يعثر على أى قطعة آثار سليمة بل جميعها عبارة عن أجزاء تمامًا مثل تمثال رمسيس الثانى المكتشف الآن. ووضع الخبير الأثرى الدكتور زاهى حواس سيناريو استخراج التمثال، أهم ما فيه توسعة مربع دائرة الكشف والاستعانة بآلة رفع ميكانيكية بعد تبطين جسد التمثال بالخشب ثم يتم رفعه بالحبال عن طريق معدات الرفع الثقيل لأن وزن الجسد يصل ل 7 أطنان، ثم يتم نقل الأجزاء لمخازن الآثار فى المطرية وهناك يتم ترميمه بعد العثور على أجزائه، وطلب «حواس» أن يتم عمل دائرة عمل للفنيين والبعثة لإبعاد وسائل الإعلام عن عملية الانتشال، حتى لا تتكرر فوضى التصريحات والفتاوى التى ظهرت من غير المختصين لأنهم جميعهم لم يعملوا فى الحفائر، وحتى لا تحدث الأخطاء السابقة، ويكمل: إن تعزر نقل التمثال لمخازن الآثار بالمطرية يتم نقله لمركز الترميم بمتحف الحضارة، وأرى أنه يجب وضعه فى معرض مفتوح هناك أفضل لأن المتحف الكبير به تمثال آخر لرمسيس الثانى بخلاف ما هو موجود فى المتحف المصرى، وأخيرًا نفى حواس حقيقة تأثر غسل رأس التمثال بالمياه لأنه من الحجر الصلب الذى لا يتأثر بالمياه وليست به طبقات كما يدعى البعض. من جانبه أكد الدكتور هشام الليثى، رئيس مركز تسجيل الآثار بوزارة الآثار، أن عملية تسجيل اكتشافات منطقة المطرية لا تتبع الإدارة وإنما هى مسئولية البعثة القائمة على ذلك، والمسئولية عن تسجيل كل الآثار التى يتم استخراجها، أما الإدارة فهى مسئولة عن تسجيل المعابد والمقابر. وأكد الدكتور محمود عفيفى، رئيس قطاع الآثار المصرية بوزارة الآثار.. أنه سيتم استخدام كل الوسائل العملية المستخدمة فى العالم لاستخراج التمثال وبخطة سرية سيراها كل الإعلام العالمى صباح اليوم، وأضاف العالم كله ووسائل إعلامه تحدثت بإيجابية شديدة عن هذا الكشف، وسيكون هذا المردود له عظيم الأثر فى التعجيل بعودة السياحة على الرغم من وجود أخطاء وتقصير فى التعامل مع الأثر ورأس التمثال لذلك تمت إحالة جميع المسئولين عن المنطقة الأثرية للتحقيق لتقصيرهم. من الحماية وإبعاد الأهالى بالمنطقة عن موقع الكشف والأثر على الرغم من الطبيعة الشعبية للسكان والزحام البشرى والسكن حول الموقع، ولم و لن يتم السكوت أمام التقصير.. وأضاف أن عمل البعثة مستمر حتى يتم العثور على بقايا التمثال وترميمه وحسم مكان تنصيبه ليشاهده العالم كله.. وأوضح أن هناك أخطاءً لكن صدمة تصيد الخطأ كانت أكبر من اللازم، وركزوا على الأخطاء ولم يركزوا على عظمة وقيمة وأهمية هذا الكشف. بينما قال «دتيريس روا» رئيس البعثة الألمانية المكتشفة إن عملية انتشال التمثال صعبة لأنه قريب من البيوت، وتحيط به المياه الجوفية ولابد من استخدام آلة رفع عملاقة لأن وزن التمثال ضخم، وذلك سيكون بحضور خبراء الترميم بالمتحف المصرى الكبير والمتحف المصرى بالتحرير.