بعد مرور 16 عام من بداية إندلاع الحروب فى الشرق الأوسط، اقترح جوزيف فوتيل قائد القيادة المركزية الأمريكية على الكونجرس الأمريكي زيادة عدد الجنود الامريكيين فى أفغانستان والعراق وسوريا، بالرغم من عدم رغبة إدارة دونالد ترامب فى إرسال المزيد من الجنود مرة أخرى مع سرعة القضاء على تنظيم داعش الارهابى. وقال "بول ماكلير" و"دان دى لوس" كاتبان فى مجلة "فورين بوليسى" الأمريكية، إن طلب زيادة تعداد الجنود فى المنطقة من الممكن أن يؤدى الى تغيرات أقليمية، ففى هذا الأسبوع، ذهب العديد من قوات المارينز الأمريكية الى شمال سوريا لتكون بمثابة منطقة عازلة بين مقاتلي المدعومة من الولاياتالمتحدة والميليشيات المدعومة من تركيا، بالإضافة الى ان الطيران الحربى الأمريكي شن غارات مكثفة على تنظيم القاعدة فى اليمن. وأشارت المجلة إلى أن قادة القوات الأمريكية الذى أرسلوا الى المناطق الساخنة فى الصومال وشمال أفرقيا والشرق الأوسط رفضوا الإدلاء بأى تصريحات حول المنهجية الجديدة التى سوف يتبعونها داخل هذه المناطق، ولكن قائد عسكرى سابق فى إدارة الرئيس الامريكي الاسبق باراك أوباما، قال إن هجمات الطيران الأمريكي فى اليمن وإستمرار زيادة تعداد الجيش الأمريكي فى سوريا مازال مستمرا وأصبح اكثر من ذى قبل. وأضافت المجلة أن القوات العسكرية فى اليمن، تتساءل حول مستقبل دور الولاياتالمتحدة فى الحروب الأهلية التى تشهدها الأزمة اليمنية الحالية، حيث أشار كاتبى المقال فى وقت سابق إلى أن العمليات العسكرية التى تنفذ دون وجود خطط دبلوماسية مسبقة تؤدى الى عواقب وخيمة خصوصا مع تدخل إيران والسعودية فى الصراع، بالاضافة الى أنه لا يعطى حل مناسبا فى التوترات العرقية والدينية الأساسية التي سمحت بتعزيز تواجد تنظيم القاعدة هناك. وفى 29 يناير الماضى تحمل فوتيل مسئولية الغارات المكثفة التى قام بها فى اليمن والتى ادت الى قتل احد جنود المارينز الامريكين و14 مدنى أخرين، وتحطم طائرة حربية امريكية، تكلفتها 70 مليون دولار، بعد أن نفى ترامب مسئوليته عن هذه الغارة ومقتل أحد جنود العملية. وقام موقع "انترسبت" الأمريكي بتحقيق حول حملة فوتيل فى اليمن، حيث أشار إلى أن الغرض من هذه الحملة ليس تجميع المعلومات كما زعم البيت الابيض فى وقت سابق وإنما القضاء على قاسم الريمي زعيم تنظيم القاعدة فى شبه الجزيرة العربية حيث أعتقد سكان القرية في البداية أن هذه الغارة نفذتها قوات الحوثيين، بعد تعرضها لإطلاق نار كثيف وطلب فريق العمليات الاعسكرية الامريكية دعما جويا، وانما تفاجئ السكان المحليين بمروحيات أباتشي تطلق النار بشكل عشوائي وتتسبب العديد من الإصابات في صفوف المدنيين في القرية. وفى سوريا أعلنت القوات التركية اليوم الجمعة أن هجماتها على القوات الكردية لهذا الاسبوع اسفرت عن مقتل 70 مقاتل تابع للميليشيات الكردية، حيث صرحت مصادر كردية بأن تركيا فى نيتها السيطرة على الرقة، مشيرة الى ان مساعدات واشنطن للاكراد غير مجدية. وبالرغم من نشر القوات الأمريكية فى شمال سورية لإنشاء منطقة عازلة والحد من الصراعات بين ميليشيات الأكراد والجيش التركى إلا أن مازالت المناوشات مستمرة بين الطرفان، بالاضافة إلى أن الجنود الروسيين الذين يفرضون تواجدهم فى المنطقة ليشكلوا دورا اساسيا فى الصراع بين الطرفان بالإضافة الى ان تركيا تأمل بتحسن العلاقات مع ادارة الرئيس الامريكي.