يوما بعد يوم يؤكد الشيخ صباح الأحمد امير الكويت انه فعلا امير وقائد للإنسانية، وذلك بعد ان فوض رئيسى السلطتين التشريعية والتنفيذية فى الكويت لتشكيل لجنة للنظر فى ملف الجنسيات المسحوبة . ولم يصب هذا القرار فى مصلحة مسحوبى الجنسية فقط وانما يسهم فى عودة الوئام الى السلطتين، بعد ان وصلت لغة التعامل فيما بينهما الى التهديد باستجواب رئيس الوزراء بعد نجاح عدد من النواب فى استجواب وزير الاعلام السابق الشيخ سلمان الحمود الصباح، الذى قدم استقالته بعد ان تقدم عشرة اعضاء بطرح الثقة فيه. وكان رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم أعلن ان أمير البلاد فوَّض رئيسى مجلس الأمة والوزراء لمتابعة ملف الجنسيات وتقديم التصور الكامل عنه له، وقال فى تصريح بمجلس الأمة إن امير الكويت سيظل كما كان دوما وأبداً أميراً للإنسانية، كاشفا عن أن رد الشيخ صباح الأحمد على طلب التكتلات النيابية كان إيجابيا. وعقب هذا التصريح لاحت فى الافق ضمانات نيابية صريحة لاستقرار العلاقة بين السلطتين طوال الفصل التشريعى الحالى متضمنة تعهد 13 نائبا بتجنيب رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك المساءلة السياسية والحيلولة دون تقديم طلبات عدم التعاون، مقابل تعاون الحكومة مع المجلس فى ملف الجنسيات المسحوبة. وكشف الغانم عن لقاء امير الكويت مع عدد من النواب، واشار الى انه تم طرح العديد من القضايا من اهمها موضوع المعاناة الانسانية لمجموعة من الكويتيين فى ملف الجنسيات. وأكد أن هذا يثبت ان الأمور تحل عبر الحوار والتفاهم وتحقق نتائج إيجابية لا يمكن الوصول اليها من خلال وسائل أخرى، وقال الغانم: لقد عاهدنا الأمير ان نسعى بكل ما أوتينا من قوة وصلاحيات لتثبيت الاستقرار السياسى فى بلادنا الكويت ومواجهة التحديات الخارجية والإقليمية التى نواجهها الآن، وأضاف: لقد عاهدنا الامير بأن نكون عونا له فى السير بسفينة الكويت وسط هذه الأمواج المتلاطمة، فقدرنا كنواب ان نتحمل المسئولية فى هذا الوقت الحرج. وأعرب الغانم عن تفاؤله بأن المرحلة المقبلة ستشهد استقرارا وتركيزا على التنمية وما يهم المواطن، معربا عن شكره نواب الامة على تجاوبهم مع هذه التحركات وعلى تعاونهم وقال معلقا: هكذا تحل الأمور. وأكد أنه لا توجد أزمة دون حل متى صدقت النوايا وخلصت الجهود. من ناحيته، كشف النائب مبارك الحجرف عن تعهد والتزام 133 نائبا من مختلف التوجهات التى تمثل أغلبية المجلس بعدم مساءلة رئيس الحكومة خلال الفصل التشريعى الحالى مقابل عودة الجنسيات ، وذلك بعد لقائهم الامير الا انه استدرك وقال ان الوزراء غير محصنين من المساءلة والرقابة، واوضح الحجرف ان هذا المجلس كان على حافتى الإبطال أو الحل، لولا تحركات نيابية للتهدئة. وكان عدد من النواب أشادوا بالمبادرة السامية واعتبر النائب محمد هايف أن ما حدث مفرح للكويتيين جميعا وليس لمن سحبت جنسياتهم فقط، وهذه النتيجة كانت ثمرة لجهود مباركة حصلت فى الايام الماضية حيث كلف رئيس مجلس الامة ورئيس الوزراء بمتابعة ارجاع الجنسيات. من ناحيته توجه مراقب مجلس الأمة النائب نايف المرداس بالشكر لأمير الإنسانية على هذه المكرمة غير المستغربة على سموه بحسم قضية الجنسيات. ودعا النواب للاستجابة لما تم طرحه خلال اللقاء من أهمية التركيز على التعاون مع الحكومة لتحقيق التقدم المنشود متوجها بالشكر لرئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم قائلا: لا ننكر وقفة الغانم تجاه هذه القضية وكل الشكر للرئيس الغانم. وأكد المرداس رفضه التصعيد والتناحر خلال المرحلة المقبلة استجابة لما تم فى اللقاء، مؤكدا أن رئيس مجلس الوزراء من اختيار الأمير ومن ثم يجب ألّا يكون هناك تصادم معه يدفع للتأزيم. وثمن النائب على الدقباسى كل الجهود التى أدت إلى عودة الجناسى، مشيرا إلى أن تفهم الحكومة تلك القضية بادرة خير لا تدع مجالا للنواب إلا برد التحية بأحسن منها. واعتبر النائب د. حمود الخضير أن حل قضية الجناسى يثلج صدور الكويتيين، وتوجه بالشكر إلى القيادة الحكيمة لحرصها على مصلحة أبنائها المواطنين، كما أعرب عن شكره رئيس مجلس الأمة لجهوده الصادقة تجاه القضية.