حظى خطاب الرئيس السوري بشار الاسد على مكانة بارزة على صدارة الصفحات الاولى للصحف العربية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء، هذا فضلا عن اهتمامها بانتهاء الانتخابات في مصر وفوز الاسلاميين بأكثر من ثلثي المقاعد. استجداء الأسد انتقد الكاتب طارق الحميد خطاب الرئيس السوري بشار الاسد في مقال نشرته صحيفة "الشرق الاوسط" تحت عنوان "الاسد استجداء وانفصال عن الواقع" ، ووصف الخطاب الذي استغرق قرابة الساعة واربعين دقيقة وتجاوز 11 الف كلمة بأنه خطاب استجداء ودليل انفصال عن الواقع. ويقول الكاتب:" أراد الأسد أن يقول للسوريين إن هناك مؤامرة خارجية، وإنه موجود ولم يغب، حيث إن خطابه الرابع جاء بعد طول صمت، حيث يقول أعلم إنني غبت فترة طويلة! ثم شرع يشرح ويبرر، وينفي". وأضاف: " خطاب الأسد وحديثه عن العرب، والعرب المستعربة، وغيرها، لم يكن سوى استجداء، وانفصال عن الواقع، مثلما أنه نسخة مطورة عن خطاب القذافي الشهير، دار دار وزنقة زنقة، لكنها نسخة شبيهة بخطاب سيف الإسلام القذافي يوم قال انسوا الماء والكهرباء وانسوا البترول، خصوصا عندما أسهب الأسد في الحديث عن الزيت والزيتون". الحقيقة أن أبرز ملهم للثورة السورية طوال 10 أشهر هو الأسد نفسه، حيث استطاع بأخطائه الفادحة أن يساعد الثورة على أن تحافظ على زخمها الداخلي، مثلما أجبر العرب والمجتمع الدولي على ضرورة الوقوف ضده، وهذا ما كرسه بالأمس بكل اقتدار. مذابح النظام السوري وتحت عنوان "لعبة الجامعة العربية" نشرت صحيفة "الشرق الاوسط" ايضا مقالا للكاتب عبدالرحمن الراشد يتهم فيه الجامعة العربية بأنها تدير أطرافا لإنقاذ نظام الاسد من السقوط بالتغطية على مذابحه. ويقول الكاتب:" فكرة إرسال المراقبين العرب اخترعت لغرضين؛ منع التدخل الدولي، ومنح النظام مزيدا من الوقت لينهي الثورة بقتل النشطاء وسجن المتظاهرين. العالم لم يطلب إرسال مراقبين عندما كان الصرب يذبحون مسلمي كوسوفو والبوسنة والهرسك. لقد اختصرت الحلول في إنذار نظام بلغراد آنذاك، إما وقف المذابح وإما التدخل الدولي، ورغم اعتراض الروس وبعض الأوروبيين فإن التدخل الدولي تم وهو الذي أوقف المذابح. لم يقبل أحد دعوات إرسال مراقبين ليوغوسلافيا لأن التقارير المختلفة تؤكد على حدوث المذابح وقتل المدنيين العزّل، وهو ما يحدث الآن في سوريا". وأضاف" التاريخ يعيد نفسه. اليوم العرب الذين يريدون إنقاذ نظام بشار الأسد من السقوط يعتمدون استراتيجية تقوم على فكرتين؛ الأولى منع التدخل الدولي، والثانية منحه المزيد من الوقت ليقتل كل الناشطين من الشعب السوري أو يسجنهم. هذه حقيقة رفض التدخل الدولي التي تنفي أبسط حقوق الإنسان، حقه في إنقاذ حياته، ولا يجوز إنكارها عليه تحت أي مسمى. وبكل أسف، الأمين العام للجامعة العربية جعل وظيفته منع إنقاذ الشعب السوري من المذبحة ومنح سكين النظام المزيد من الوقت. ليست إرهابا من جهتها نشرت صحيفة "الحياة" مقالا للكاتبة ندي تقي الدين تحت عنوان "الثورة السورية ليست ارهابا" ، منتقدة ظهور الاسد هادئا ومرتاحا ومتفائلا في خطابه امس وامامه مدعوون لم يحسنوا اختيار لحظات التصفيق. وتقول الكاتبة: " فهم صفقوا بعد شنّه الهجوم على الجامعة العربية وقوله إنها مجرد انعكاس للوضع المزري العربي. وهذا الهجوم ألغى المبادرة العربية وبنودها ونصائحها. كما ركز الأسد على المؤامرة العالمية بقيادة أحفاد سايكس بيكو ودول عربية وإقليمية وأكد أن سورية ستهزمهم جميعاً". واضافت " إن موقف النظام السوري كما موقف حلفائه في لبنان هو إنكار لواقع ثورة حقيقية من أجل الحرية التي لم يحرم منها لبنان على رغم جرائم قتل شهدائه الذين سقطوا من أجل التحرر من وطأة نظام وضع أسس اللعبة السياسية في لبنان. وتثير الحزن مواقف الحلفاء اللبنانيين للنظام السوري تجاه شعب شقيق يتعرض للتعذيب والقتل ويواجه بشجاعة، في حين أن الحكم في لبنان ومن يناصرونه يؤيدون قتل هذا الشعب تحت عنوان مواجهة الإرهاب و "القاعدة" فالمستقبل القريب سيظهر قصر نظر هؤلاء الذين يقومون بالرهان الخاطئ، كما فعل بعضهم وراهن سابقاً على دعم صدام حسين. خطاب حافل ونشرت صحيفة "القدس العربي" مقالا للكاتب عبدالباري عطوان تحت عنوان " خطاب حافل بالتهديدات" ، مشيرا الى تلويح الاسد بتهديدات تتضمن مزيد من اعمال العنف في الاسابيع المقبلة ويقول الكاتب "كسر الرئيس السوري بشار الاسد تقليدا بارزا في الثورات العربية عندما القى خطابه الرابع يوم امس، الذي استغرق قرابة الساعتين، دون ان يتضمن اي مفاجآت جديدة، وان كان البعض يعتبر ان اضافته لأولوية محاربة الارهاب، جنبا الى جنب مع مواجهة المؤامرة الخارجية، هي خريطة طريق لمزيد من اعمال العنف والقتل في الاسابيع والاشهر المقبلة". واضاف "نتفق مع الرئيس الاسد بأن العرب لم يقفوا مع سورية طوال السنوات العشر الماضية، بل تآمر بعضهم ضدها، ولكنهم وقفوا معها طوال الثلاثين عاما التي سبقتها، فماذا حقق النظام السوري من اصلاحات سياسية واقتصادية طوال تلك السنوات، حيث كانت الاوضاع مستقرة نسبيا، وكان المثلث السوري المصري السعودي يشكل تحالفا اقليميا يحكم المنطقة؟.". الانتخابات تنتهي وعن تطورات الاحداث في مصر نشرت صحيفة "الحياة" تقريرا تحت عنوان "مصر: الانتخابات تنتهي اليوم وغالبية مجلس الشعب للاسلاميين" ، مشيرا الى فوز التيار الاسلامي بأكثر من ثلثي مقاعد البرلمان الجديد. ويقول التقرير: " تضع اليوم معارك انتخابات مجلس الشعب المصري أوزارها بعد نحو شهر ونصف من منافسة بدأت إسلامية – ليبرالية وانتهت إسلامية – إسلامية. وضمن الإسلاميون، في حزبي "الحرية والعدالة" الذراع السياسية لجماعة "الإخوان المسلمين" و"النور" السلفي، الفوز بأكثر من ثلثي مقاعد البرلمان الجديد المكون من 498 مقعداً للنواب المنتخبين و10 مقاعد للمعينين تطالب بعض القوى السياسية بزيادتها إلى 30 مقعداً".