رصدت «الوفد» وصول وفود جديدة من أهالى القبائل المسلمة من سيناء إلى صحراء قرية سرابيوم، بمحافظة الإسماعيلية، فى مشهد تدمع له العين وتخشع معه القلوب، أطفال فى حالة إعياء، ونساء فى عراء الصحراء، وشيوخ يصارعون الموت. فى البداية قال سالم عيد 57 عاماً من العريش، أنا لسه واصل الإسماعيلية يوم الأحد، مع أسرتى هربا من استهداف الجماعات الإرهابية وعدم وجود مصدر رزق أو حياة، وأقسم صادقا أنا مليش أقارب فى الإسماعيلية ولا أعلم الأرض التى أقيم فيها دى بتاعت مين، مؤكداً العودة مرة أخرى بعد استقرار الأوضاع فى سيناء والقضاء على الجماعات الإرهابية، قائلا الوضع سيئ يا ناس، ولكن أصبح الوضع أسوأ هنا فى الإسماعيلية مفيش مسئول معبرنا. وأضاف سليم حسين سلمان، من الشيخ زويد، وهو يبكى على العشرات من أطفال القبائل الذين باتوا يصارعون الموت من شدة الجوع والبرد، مؤكداً ليس لنا أقارب فى الإسماعيلية، واحنا مش عايزين غير قافلة طبية، والخبز وبطاطين فقط، وعند استقرار الأوضاع فى سيناء سوف نعود مرة أخري، مستنجدًا بالرئيس للوقوف بنفسه على الطبيعة على أوضاع منطقة صحراء سرابيوم، قائلا: والله العظيم احنا مصريين. وأشار سالم إبراهيم عواد 39 عاماً، من الخروبة سيناء، الموت كان يدهمنى مرة واحدة أنا وأسرتى، ولكن أصبح الموت يدهم أسرتى آلاف مرة واحنا اهلنا فى الإسماعيلية، حيث ان أفراد أسرتى جميعا يعانون حالة اعياء شديدة بعد أن تركت جميع محتويات منزلى فى سيناء، وأصبحنا دون غطاء أو طعام، متسائلا: لماذا لا يستجيب لنا أى مسئول، مؤكداً احنا قدمنا أروحنا فداء لمصر فى سيناء واسألوا القيادات الأمنية هناك، يا ناس حرام عليكم. وفى مشهد آخر تلاحظه أسرة كاملة مكونة فى العراء من 5 أفراد الأب يدعى، سلمان على حسان 42 عاماً، والزوجة وطفلان فى حالة إعياء شديد من شدة برودة الجو، ومن قلة الطعام، الاب والام يبكيان على أطفالهم، قائلا هو مفيش رحمة مفيش حد يسأل فينا، علشان خاطر أطفالنا، إحنا با نموت بالبطىء، مؤكداً عند إقامة عشه للإقامة فيها هو وزوجته واولاده، ولكن جاء صاحب الأرض وقام بطردهم، وأصبح الان دون مأوى أو طعام أو شراب، قائلا كنت عايش حياة كريمة فى سيناء وامتلك مزارعة، وحظيرة حيوانات، ولكن أصبح الوضع فى سيناء غير مستقر. وفى مفاجأة من العيار الثقيل، وجه سلمان سلم بدله 60 عاماً من العريش، رسالة عاجلة الى كل مسئول يخاف الله وسوف يتسأل أمام الله، على هؤلاء الأطفال الذين باتوا يصارعون الموت من شدة الجوع والبرد، قائلا هل أصبح أطفال القبائل البدوية فى سيناء مجهولين لذلك الحد وغير الأطفال المصريين، علما أنه جهات أمنية مسئولة جاءت قبل يوم وقامت بعمل حصر شامل لجميع الأسر الموجودة بالمنطقة التى تعيش فى العراء، وعندما رأى أحدهم عددًا من الأطفال فى حالة إعياء شديد انهمر فى البكاء.