لم أكن سعيدا بالنتائج التي حققها شركاء الوطن من الأقباط في انتخابات مجلس الشعب!! عدد الفائزين أقل من أصابع اليدين رغم أنهم صوتوا بكثافة وأعتقد أن الإقبال القبطي علي انتخابات برلمان الثورة فاق كل التوقعات ومع ذلك فالنتيجة هزيلة! تري ما السبب في هذه الخيبة؟! أو بتعبير أكثر لطفا «وكسة أو نكسة»!! هناك بالطبع عامل رئيسي وراء ما جري أنت تعرفه وأنا كمان.. واضح زي الشمس وقبل أن أذكره لحضرتك أطالب أجهزة الدولة بهذه المناسبة المؤسفة بالعودة الي النظام الذي كان سائدا حتي أواخر القرن العشرين الميلادي من إحصاء عدد المسلمين والأقباط في بلادي علي وجه الدقة وذلك أمر في غاية الأهمية للطرفين خاصة اذا أردنا أن نعرف علي وجه الدقة تأثير شركاء الوطن علي الحياة السياسية والاقتصادية! وكانت الاحصائيات تشير دوما الي أن عدد المسلمين 94٪ قبل أن يصدر «فرمان من فوق سنة 1996م» بوقف هذا التعداد وربما بتأثير من العم سام الأمريكاني!! وأعداؤنا يريدون أن تصبح مصر مثل السودان ولبنان حيث لا توجد إحصاءات دقيقة للطوائف الموجودة بها مما أدي الي مشاكل طائفية متعددة حيث تقوم كل طائفة بالمبالغة في أعداد السكان المنتمين اليها ولكن القاهرة بإذن الله ليست الخرطوم ولا بيروت! وإذا عدنا الي موضوعنا الأصلي فأرجوك عدم المقارنة بين الأقباط والنساء قائلا: نتائج بنت حواء في الانتخابات هي أيضا بمثابة صدمة وتدل علي الخيبة برغم كثرة الأصوات المطالبة بالمساواة! فأنا شخصيا كنت أتوقعها لأنني أعلم تماما أن عقلية سي السيد الشرقية البعيدة عن إسلامنا الجميل مازالت لها الغلبة في بلادنا ولكن صدمتي كبيرة في عدد الفائزين من الأقباط!! صحيح إنها خطوة الي الأمام لكنها ضعيفة جدا ولا تدعو الي التفاؤل! وسببها الرئيسي يتمثل في هذا الانقسام الشديد بين الناخبين الأقباط أو قل تحديدا تفتيت الأصوات بين حزب الوفد العريق والكتلة التي نشأت حديثا بنفوذ وفلوس المليونير نجيب ساويرس وتضم سمك لبن تمر هندي جمعتهم المصالح الانتخابية وكراهية الشريعة واديني عقلك وأنا أسألك: ازاي يجتمع حزب المصريين الأحرار الذي يمثل رأسمالية البزنس ورجال الأعمال مع حزب التجمع اليساري الذي يرأسه الدكتور رفعت السعيد وكان مرضيا عنه أيام المخلوع بدليل تعيينه بقرار رئاسي في مجلس الشوري زي «ساويرس» بالضبط الذي حصل علي صفقة «الموبينيل» بالمخالفة للقوانين السائدة وبأوامر من رئيس الدولة قام بتنفيذها طلعت حماد الوزير المخلص الأمين لكمال الجنزوري رئيس الوزراء أيامها وساعده الأيمن في ذلك الوقت. ومن غرائب الدنيا أن يأتي رئيس الوزراء الأسبق ليحكمنا من جديد في عهد الثورة بأوامر من المجلس العسكري الذي تدل العديد من قراراته الطائشة أنه فشل في حكم مصر وينبغي له تسليم الحكم الي المدنيين في أسرع وقت. وفي يقيني أن الأقباط خسروا الكثير بعدم اتفاقهم علي التصويت لحزب الوفد الذي يجمع بين الحسنيين.. حقوق المسلمين في تطبيق الشريعة وحقوق الأقباط في حرية العبادة والمساواة.. بالإضافة الي أنه يمثل الرأسمالية بطريقة صحيحة ومعتدلة تجعله مقبولا من رجل الشارع العادي بعكس الحزب الذي أنشأه رجل الأعمال الشهير حيث انطباع الناس عنه أنه يمثل مصالح الأثرياء والبزنس وطبقة أولاد الذوات والناس الرايقة!!