قالت دار الإفتاء المصرية، إن تلقين الميت بعد الدفن تعتبر سنة نبوية شريفة، ولا مانع من فعلها، فهى ليست من المحرمات كما يدعى البعض. وأشارت الإفتاء فى إجابتها على سؤال ورد إليها عبر صفحتها الرسمية نصه "ما حكم تلقين الميت بعد الدفن؟" بأنه لم تحرم أحد من العلماء هذا التلقين، مستشهده بما ورد عن أبي أُمامة الباهلي رضي الله عنه، حين قال أمرنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: "إِذَا مَاتَ أَحَدٌ مِنْ إِخْوَانِكُمْ، فَسَوَّيْتُمُ التُّرَابَ عَلَى قَبْرِهِ، فَلْيَقُمْ أَحَدُكُمْ عَلَى رَأْسِ قَبْرِهِ، ثُمَّ ليَقُلْ: يَا فُلَان بْنَ فُلَانَةَ. فَإِنَّهُ يَقُولُ: أَرْشِدْنَا رَحِمَكَ اللهُ، وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ، فَلْيَقُلْ: اذْكُرْ مَا خَرَجْتَ عَلَيْهِ مِنَ الدُّنْيَا شَهَادَةَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأَنَّكَ رَضِيتَ بِاللهِ رَبًّا، وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيًّا، وَبِالْقُرْآنِ إِمَامًا، فَإِنَّ مُنْكَرًا وَنَكِيرًا يَأْخُذُ وَاحِدٌ مِنْهُمْا بِيَدِ صَاحِبِهِ وَيَقُولُ: انْطَلِقْ بِنَا مَا نَقْعُدُ عِنْدَ مَنْ قَدْ لُقِّنَ حُجَّتَهُ، فَيَكُونُ اللهُ حَجِيجَهُ دُونَهُمَا". وتابعت دار الإفتاء المصرية، أن هذا الحديث نص على مشروعية التلقين، وعمل به عدد لا يحصى من علماء الأمة وفقهائها المتبوعين، واتصل الخلف فيها بموصول السلف، وأطبقت الأمة الإسلامية عليها عملًا واستحسانًا، لا ينكرها منها منكر، بل سنها الأول للآخر، ويَقتدي فيها الآخر بالأول، وممن استحسنها إمام أهل السنة والجماعة الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه، واحتج عليها باتصال العمل عبر الأمصار والأعصار من غير إنكار. والجدير بالذكر أن تلقين الميت هو أن يجلس المسلم عند قبر أخيه المسلم بعد دفنه يخاطبه مذكراً إياه بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وببعض قواعد العقيدة الإسلامية، من أن الموت حق، والجنة حق، والنار حق، وأن الله يبعث من في القبور، ويدعو له بالتثبيت عند سؤال الملكين، وليس للتلقين صيغة معيّنة، بل كل ما يؤدي إلى هذا المعنى يسمى تلقيناً.