اعتبرت صحيفة "لوس أنجليس تايمز" الأمريكية أن العقوبات التي فرضتها إدارة الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب ضد إيران بسبب إطلاقها صاروخًا باليستيًا صيغت في سياق محسوب للغاية من أجل زيادة الضغط على طهران دون المساس بالاتفاق النووي الذي أبرمته إدارة الرئيس السابق باراك أوباما مع السلطات الإيرانية، أو خلق أزمة دولية جديدة. وقالت الصحيفة – في تقرير لها بثته على موقعها الإلكتروني اليوم - إن هذه العقوبات – التي استهدفت 25 شركة وشخصية إيرانية - تحمل أيضًا في طياتها دلالة رمزية كبيرة لأنها استهدفت جماعات من المستبعد أن يكون لها أرصدة أو معاملات تجارية داخل الولاياتالمتحدة، كما أنها خرجت عقب يوم من إظهار إدارة ترامب ضبطًا كبيرًا للنفس حيال جبهتين خارجيتين أخريين لطالما ألمح الرئيس الجديد إلى أنه سينتهج نحوهما نهجًا مختلفًا للغاية. وأشارت إلى بيان البيت الأبيض أمس الأول؛ حيث ناشد إسرائيل بعدم التوسع في بناء المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية والقدس الشرقية، معتبرًا أن ذلك "ربما لا يفيد عملية السلام في الشرق الأوسط". واعتبرت الصحيفة أن هذا البيان يعكس تراجعًا كبيرًا في النهج الراديكالي الذي أظهره الرئيس ترامب في الماضي حيال الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، كما أنه رسم حدودًا واضحة بالنسبة لجدول أعمال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال زيارته المقررة إلى البيت الأبيض يوم 15 فبراير الجاري. وأضافت الصحيفة: "أن السياسة الخارجية غير التقليدية التي يظهرها الرئيس ترامب حتى الآن لا تزال تثير حفيظة الحلفاء والخصوم على حد سواء. ففي الأسبوع الماضي، نشبت خلافات عبر الهاتف بين ترامب ورئيسي المكسيك وإستراليا، فضلًا عن بواعث القلق الشديدة التي أثيرت بسبب قراره بفرض حظر مؤقت على سفر المهاجرين من سبع دول ذات أغلبية مسلمة". ورأت "لوس أنجليس تايمز" أن الجمع بين الخطاب العدواني والإجراءات الأقل عدوانية يبدو جزءًا من صراع بين نهجي البراجماتية والتهديد داخل الإدارة الأمريكية الجديدة.