العلاقات المصرية السعودية التي تشهد توتراً عرف طريقه للعلن في الأسابيع الماضية كانت محور اللقاء الذي شهدته بمكتبة الملك فهد وجمع بين الدكتور عادل الطريفى وزير الثقافة السعودى والكاتب الصحفى حلمى النمنم وزير الثقافة المصرى، تبادل الوزيران خلال اللقاء الدروع والهدايا التى تحمل دلالة على عمق العلاقات بين البلدين. وكان السؤال عن مصير العلاقات السياسية بين البلدين هو الأبرز وفى هذا الاتجاه تحدث الدكتور عادل الطريفى قائلا: العلاقة بين مصر والسعودية لها جذور راسخة ولا يجب الالتفات أبدا الى الذين يدعون للوقيعة وهؤلاء الذين يحاولون الإثارة والترويج لشائعات، وقد بحثت مع الوزير حلمى النمنم كيفية أن يمتد التعاون الثقافى بين البلدين إلى مجالات كثيرة فى الفنون والموسيقى ولا يقتصر الأمر على المشاركة فى مهرجان الجنادرية، فبين مصر والسعودية مصالح مشتركة ومصير مشترك . وقال الوزير حلمى النمنم: إن العلاقة بين البلدين لها عمق وتاريخ حتى من قبل الإسلام، كما أن الموقع الجغرافى عزز هذا الترابط ومصر على اتصال دائم بالجزيرة العربية حتى ان قصة سيدنا ابراهيم والسيدة هاجر وبئر زمزم تؤكد أن العلاقة عميقة وبدأت قبل الإسلام .. ودائما أقول إذا كنا نتفاخر بثقافة البحر الأحمر فيجب ان نرتقى وننهض بثقافة الأحمر البحر المتوسط .. فمصر والسعودية شعب واحد على ضفتى هذا البحر .. واضاف النمنم قائلا " صحيح ان العلاقة بين البلدين مرت بالعديد من العواصف والزوابع لكنها كانت تمضى وتنتهى بدون اى تأثير فالعلاقة بين البلدين محكومة برابط جغرافى وعندما جاء الاسلام وأصبحت اللغة العربية لغة تجمع الشعبين زادت الروابط. وحول وجود استراتيجية ثقافية تجمع بين البلدين قال عادل الطريفى: سوف تكون هناك استراتيجية جديدة فقد تم انشاء هيئة الثقافة لتكون جسراً للتواصل بين مصر والعديد من الدول العربية ولن يقتصر التعاون الثقافي على التأليف والنشر والنقد الأدبى ولكن سوف يمتد إلى كل روافد الفنون ، وأكد الطريفى فى حديثه ان " برنامج 20- 30 " " لن يقتصر على عمل نهضة اقتصادية فقط ولكن سيكون هناك برنامج لإحداث نهضة ثقافية ولذا تم انشاء هيئة الترفيه لإسعاد المواطن السعودى وهيئة الثقافة التى سيتم التركيز من خلالها على المحتوى، كما سيتم انشاء المجمع الملكى للفنون واكاديمية الفنون وانشاء هيئة لدعم المواهب الجديدة وسيتم ايضا التركيز على الفنون السمعية والبصرية والاستعانة بالصورة لنشر ثقافة المجتمع السعودى. وكشف النمنم عن انه تم الاتفاق مع الوزير عادل الطريفى على ألا يقتصر التعاون الثقافى على الوزارتين والمستوى الرسمى وانما يتسع الامر ليكون للنقابات الفنية وغيرها والجمعيات الاهلية دور كبير كما تم الاتفاق على عودة ليالى الثقافة السعودية فى مصر وستكون البداية من خلال الاحتفال بالأقصر عاصمة للثقافة العربية. وأثني الطريفي علي الجناح المصري في مهرجان الجنادرية، مؤكداً أن مصر دولة كبيرة وفي المقابل شدد النمنم علي ضرورة حصار دعاة التشويش والإثارة حفاظاً علي العلاقات الراسخة بين البلدين.