وسط معاناة شديدة وظروف اقتصادية بالغة القسوة تتنوع أسبابها، شدت 38 شركة مصرية منتجة المفروشات الرحال إلى مدينة فرانكفورت الألمانية للمشاركة فى أكبر وأضخم وأهم معرض عالمى للمفروشات وهو «هايم تكستايل»، والذى يقام سنوياً فى مدينة فرانكفورت الألمانية سنوياً فى الفترة من 10 إلى 13 يناير الحالى. الشركات المحلية تعد هى الأهم فى الشركات المحلية ويحسب لأصحابها أنهم تحدوا الظروف الصعبة والتى لا تخفى على أحد فى مصر وقرروا المشاركة فى معرض يتنافس فيه 2000 شركة تمثل 130 دولة من شتى أنحاء العالم، ويزوره نحو 200 ألف زائر. يحسب -أيضاً- للمجلس التصديرى للمفروشات برئاسة المهندس سعيد أحمد وجميع أعضائه أنهم لم ينتظروا دعم الحكومة الذى لم يتم صرفه من 8 أشهر على الأقل، ولم يتخاذلوا ولم يتكاسلوا عن المشاركة فى محاولة جادة منهم لجذب موارد من النقد الأجنبى للبلاد رغم المخاطر الشديدة التى يواجهونها فى الوقت الحالى على مختلف الأصعدة سواء محلياً أو دولياً بجانب الكساد الكبير فى السوق الأوروبية وهو السوق الأكثر أهمية للمنتجين. الشركات المصرية المشاركة فى «هايم تكستايل» تتمتع منتجاتها من أغطية الأسرة والوبريات وأغطية الأرضيات ومستلزمات الفنادق وغيرها بميزات تنافسية عالية الجودة تجعلها محط أنظار العديد من الأسواق العالمية، والعديد من هذه الشركات تقوم بتصنيع وتصدير «برندات» عالمية عالية الجودة لأكبر وأهم العملاء فى العالم. ظاهرة «الفار إيست» تضم «كتيبة» الشركات المصرية المشاركة فى المعرض 38 شركة كما أشرنا ومنها، نايل لينن جروب بالمنطقة الحرة بالعامرية بالإسكندرية، والفوطى، والسهيلى، والبرلسى، ومصر إسبانيا، وشبل تكستايل، والصدفى، والجمال، وزهرة المحلة، وماك، وأولاد شاكر، والغيمان تكستايل، والسمنودى، وغيرها. وغالبية الشركات المذكورة من مدينة المحلة الكبرى.. تلك القلعة الصناعية العملاقة التى يعمل صناعها فى بيئة صناعية -إن جاز التعبير- بالغة السوء بعلم الحكومة وأجهزتها التى تكتفى بالفرجة عليهم. تواجه هذه الشركات التى نفتخر بها كشركات مصرية تقوم بإنتاج منتجات عالية الجودة والتصدير لكبرى الأسواق العالمية منافسة مرعبة من شركات دول «الفار إيست» التى تستحوذ على 91٪ من حصة السوق العالمى من الصادرات، بينما تتقاتل الشركات المحلية على تصدير 2٪ فقط وفى ذلك قصص وحكايات كثيرة وأسباب متنوعة ومختلفة، ولكن يبقى السبب الأهم وهو أن الشركات المصرية تعمل فى وادٍ وتغرد وحدها بعيداً عن الحكومة وأجهزتها ووزاراتها المعوقة والتى يتفنن غالبيتها فى شىء واحد وهو كيفية تحصيل الجباية والأموال من هذه الشركات؟! صادرات شركات المفروشات سجلت العالم الماضى 2015-2016 نحو 700 مليون دولار، وهناك خطة للوصول بهذا الرقم عام 2020 إلى 10 مليارات دولار، وهو رقم أتشكك كثيراً فى تحقيقه إذا استمرت الحكومة فى تجاهلها حل جميع المشاكل التى يواجهها الصناع من القاهرة إلى أسوان.. وألا تكتفى الدولة بدور «المحصل» للأموال من جيوب الشركات وعليها أن تكون أكبر داعم ومساند وهو حق أصيل لهم ما دام أنهم يؤدون ما عليهم من واجبات وحقوق للدولة، مع الأخذ فى الاعتبار أن جميع دول العالم تقوم بدعم منتجيها بكل قوة سواء فى أوروبا أو أمريكا أو دول جنوب شرق آسيا بهدف الاستحواذ على أكبر حصة من السوق العالمى ولا يقتصر الأمر على صناعة المفروشات وحدها، بل يمتد الأمر إلى كل الصناعات سواء الغذائية منها أو الصناعية. لن ترتفع أرقام الصادرات إلا إذا عملت الشركات فى بيئات صالحة، ودعم ومساندة لا تتوقف من الحكومة.