الجزاء من جنس العمل.. هكذا كان حال زوجة خائنة أطلقت لشيطانها العنان ولعب برأسها وألقت بنفسها فى بئر الرذيلة ونهلت من الحرام، وتلذذت خلاله بساعات وليالٍ حمراء تناست خلالها كل الأعراف والتقاليد وهرولت خلف متعة زائفة عامًا كاملاً، لم تلق بالًا لحياتها المستقرة فهناك زوج شغله الشاغل توفير حياة كريمة لها وأبنائهما، فراحت تبحث عن إشباع رغباتها الجنسية بعيدا عن فراش الزوجية بعلاقة آثمة مع سايس الجراج الذى كتب الفصل الختامى فى حياتها بجريمة هزت منطقة الطالبية بمحافظة الجيزة. بدأت قصة «فاطمة»، عندما تزوجت بموظف يكبرها بتسع سنوات، منذ اللحظة الأولى لم يبخل عليها وكرس حياته لإسعادها وراح يغدق عليها ثمرة جهده، رغبة منه فى تلبية كافة طلباتها، وآخرها شراء سيارة ملاكى. فى ظل انشغال الزوج بعمله لتوفير حياة كريمة لزوجته وابنائهما، راحت تبحث عن المتعة الحرام وتعرفت على سايس جراج يصغرها بثمانٍ سنوات، أثناء قيامها بركن سيارتها فى الجراج الذى يعمل به. خلال فترة وجيزة تطورت العلاقة بينهما وبدأت تأخذ منعطفا اخر، وبدأت الزوجة تشبع رغباتها الجنسية الدنيئة بين أحضان عشيقها. وتعددت اللقاءات بينهما فى ظل غياب الزوج. مرت الأيام ومعها حدث للزوجة ضائقة مالية، فقررت طرق باب العشيق وفكرت فى حيلة ذكية لسحب أمواله دون تفكير وطلبت منه لقاءها لينهلا من العشق الحرام وعندما ضاق بها الحال فى مقابلته داخل شقتها فى غياب الزوج بسبب الأبناء، طلبت من جارتها منحها مفتاح شقتها لاستقبال أحد الأشخاص توجد بينهما مشكلة لا تريد تدخل زوجها بها، لتخبرها الأخيرة بأن الشقة غير مُرتبة حيث إنها وزوجها يعملان فى التدريس، ويخرجان فى الساعات الأولى للصباح نحو مقر عملهما، لتصر «فاطمة» على طلبها بأن الأمر لن يأخذ إلا دقائق معدودة، لتمنحها المفتاح فى النهاية. انتظرت الزوجة خروج زوجها إلى العمل، بالتزامن مع توقيت نزول جارتها وزوجها، لتمسك بهاتفها الجوال وتتصل بسايس الجراج طالبة منه القدوم لقضاء وقت ممتع سويا، كما أخبرته بأنها فى حاجة إلى المال، لكن العشيق قابل طلبها بالرفض «مش معايا فلوس، ومش هينفع أجيلك الأولاد موجودين»، لتخبره بأنها استطاعت الحصول على مفتاح شقة جارتها بعيدا عن أولادها. يصعد سايس الجراج إلى العقار الذى تقطن به العشيقة، مستغلا علاقته بقاطنى المنطقة للصعود والنزول بمختلف المنازل، ليجد «فاطمة» فى انتظاره بشقة جارتها، لترتمى فى أحضانه باحثة عن المتعة الحرام، لكن فور انتهاء العلاقة الحميمية بين العشيقين، طلبت منه مبلغا ماليا «أنا محتاجة فلوس ضرورى»، ليؤكد لها أنه لا يمتلك أية أموال، لتنشب مشادة كلامية حادة بينهما. لم تجد الخائنة حيلة أخيرة أمامها سوى تهديده بفضح علاقتهما.. «لو مدتنيش الفلوس اللى عاوزاها هفضحك».. كلمات وقعت على مسامع سايس الجراج كالصاعقة، تسمر على إثرها فى موضعه، فاقدا القدرة على النطق لثوان معدودة، ليوسوس له الشيطان وضع نهاية لتلك العلاقة، ومع استدارة العشيقة أمسك بإيشارب كانت ترتديه وقام بلفه حول رقبتها حتى لفظت أنفاسها الأخيرة، واستولى على 4 غوايش وخاتم ذهب وهاتفها المحمول ومفتاح سيارتها. عقارب الساعة تشير إلى الظهيرة، حيث موعد انتهاء اليوم الدراسى، يتوجه جار القتيلة وزوجته إلى شقتهما بعد عناء يوم دراسى طويل، لكنهما فوجئا بجثة جارتهما مسجاة على ظهرها مرتدية ملابسها وبها آثار خنق بالرقبة، ليجن جنون الزوج، «جارتنا بتعمل ايه هنا؟»، لتخبره زوجته بأن الضحية طلبت منها صباح اليوم مفتاح الشقة لمقابلة أحد الأشخاص. يفكر الزوجان فى كيفية الخروج من هذا المأزق، وإبعاد أى شبهة جنائية عنهما، ليقررا نقل الجثة إلى مستشفى الهرم، وبتوقيع الكشف الطبى، أيقن الأطباء أن الوفاة ليست طبيعية؛ لوجود زرقة بالوجه وسحجات بالرقبة والصدر والبطن والركبة اليسرى، ومن ثم إبلاغ قسم شرطة الطالبية، ينتقل على إثرها المقدم ياسر أمين، نائب مأمور قسم الطالبية، إلى المستشفى ويبدأ فى استجواب الزوجين. روى المدرسان تفاصيل بخلاف الحقيقة مفادها أنهما عثرا على جثة المجنى عليه ملقاة بجوار ترعة الإخلاص، لكن تحريات النقيب أحمد صبرى، معاون مباحث قسم الطالبية، كشفت كذبهما، وبتطوير مناقشتهما اعترفا بكافة التفاصيل منذ العثور على الجثة وحتى نقلها إلى المستشفى. وشكل اللواء خالد شلبى، مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، فريق بحث بقيادة نائبه اللواء محمود خليل، وتتوصل جهوده إلى أن سايس جراج وراء ارتكاب الجريمة، ويتمكن الرائد مصطفى خليل، رئيس مباحث الطالبية من ضبطه فى أحد الأكمنة. وأمام العميد درويش حسين، رئيس مباحث قطاع غرب الجيزة، أدلى المتهم باعترافاته التفصيلية حول الجريمة، معللا ذلك بأن الضحية استفزته، ودفعته بتهديدها له بفضحه أمام الأهالى إلى ارتكاب فعلته قائلًا: «ندمان على اللى عملته فى نفسى»، كما أرشد عن مكان إخفاء المسروقات بالجراج، وأيضا السيارة بالقرب من مسرح الجريمة حيث كان يخطط لبيعها، ولكن رجال الشرطة كانوا أقرب.