اعترافات غرف النوم من «شولا كوهين» إلى «هبة سليم» بدأ جهاز المخابرات الإسرائيلية 2017 بحملة واسعة لتجنيد فتيات. ونشر «الموساد» إعلانات فى أكثر وسائل الإعلام الإسرائيلية انتشاراً، إلى جانب شبكات التواصل الاجتماعى، لتجنيد جاسوسات، جاء فيها: «مطلوب نساء ذوات شخصية مميّزة، لوظيفة ضابطة جمع معلومات، الوظيفة الأعلى مرتبة، والأكثر معرفة فى الجهاز». وأضاف الجهاز أنه يبحث عن موظفات «كما تقول اللغة العامية لوظيفة تجسّس». وقال نص الإعلان «لا يهمنا ماذا فعلتِ، بل يهمنا مَن أنتِ». ويبحث الموساد وفق الإعلان عن نساء يتمتعن ب«قدرة شخصية، وقدرة على تفعيل أشخاص وقيادتهم، قدرات ما بين شخصية مميّزة، وصبر، وقدرة على الأداء المرتفع عند كثرة المهام والضغوط، قدرة على الارتجال، والعمل فى ظروف غير مريحة». وقال الإعلان المنشور إنه يفضل اللواتى يُتقن «لغات أجنبية» ولكن ذلك «ليس شرطاً أساسياً للفوز بالوظيفة»، وأضاف أن مهام المجندات الجديدات، تتضمن أيضاً «نشاطات طارئة، وبعثات خارج البلاد». وكان أوفير جندلمان، المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، قد نشر عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك» إعلان جهاز الموساد الذى نشر بالصحف الإسرائيلية يطلب فيه نساء للعمل كجاسوسات. وظل الموساد سنوات طويلة يجند عملاءه فى سرية تامة، ويتعامل بشكل غير مباشر مع أجهزة الاستخبارات العالمية التى كانت تتطلب مجهوداً وأموالاً طائلة، حيث تحولت هذه الاستراتيجية لأول مرة إلى العلانية المباشرة بعد ظهور السوشيال ميديا وانتشار صفحات التواصل، وبث جهاز الموساد موقعًا جديدًا تابعًا له يطلب فيه جواسيس من جميع الدول، وطلب من الراغبين للعمل فيه تسجيل البيانات الشخصية من خلال استمارة موجودة بعدة لغات أبرزها العربية والفرنسية والروسية من خلال رسالة، قال فيها مباشرة: «إذا كنت تحلم دوما للخدمة فى الموساد.. فهذه هى فرصتك». والمتابع لتاريخ إسرائيل الطويل فى العمل الاستخباراتى يدرك أن الدولة القائمة على التجسس، تعتمد منذ نشأتها على الفتيات والسيدات فى الحصول على المعلومات بطرق مختلفة أبرزها ما يأتى عبر غرف النوم، فمن ينسى «سلفيا ايركا روفانى»، وهى من أشهر فتيات الموساد، وهى رسامة بريطانية أوكل إليها مراقبة المناضل الفلسطينى «على حسن سلامة»، الذى نجا أكثر من مرة من الاغتيال وقامت سلفيا برصد تحركاته فى بيروت واستطاعت السكن بالقرب من منزله، وكما هو متوقع جاءها أمر بتنفيذ عملية الاغتيال، وتم تلغيم سيارته بعبوة تفجير عن بعد، ثم وضعها بالقرب من الطريق الذى اعتاد موكب «سلامة» المرور منه، وعندما وصل الرجل إلى النقطة المحددة فى الساعة الثالثة من عصر 22 يناير 1979 ضغطت الجاسوسة على زر التفجير لتنفيذ عملية الاغتيال. «شولا كوهين» هى والدة السفير الإسرائيلى السابق فى القاهرة، إسحق ليفانون، قدمت «كوهين» خدماتها الجنسية لمئات من كبار موظفى الدولة فى لبنان، فيما بين 1947 و1961، وكانت تستقبل زبائنها فى بيتها فى منطقة وادى أبوجميل، وهو الحى اليهودى القديم فى وسط بيروت، وكان عملها فى مجال العلاقات غير المشروعة، لاختراق النافذين فى الدولة اللبنانية. فى عام 1956 وسعت كوهين أعمالها، فقد أصبحت تملك خمسة بيوت لهذه العلاقات إضافية فى مناطق مختلفة من بيروت، وجهز الموساد كوهين بكل أجهزة التسجيل اللازمة، مثل آلات التصوير السرية، لتثبيتها فى غرف النوم، واستخدمت كوهين فتيات لبنانيات كوسيلة لجذب السياسيين والموظفين اللبنانيين والسوريين. ولعبت دوراً بارزاً فى تهجير اليهود العرب إلى فلسطين، وكانت تزور القدس باستمرار، وقد اعتقلتها السلطات اللبنانية عام 1961، وحكم عليها بالسجن مدة عشرين عامًا. «كريستين كيلر» من أشهر النساء فى عالم الجاسوسية، فهى صاحبة أشهر فضيحة هزت بريطانيا، حيث تسببت فى استقالة عشيقها وزير الحربية البريطانى فى ذلك الوقت جون بروفومو، بل أسقطت حكومة ماكميلان، فى أثناء الحرب الباردة عندما قامت بنقل أسرار حربية بريطانية للمخابرات الروسية من خلال معرفتها بالملحق العسكرى السوفيتى برجين إيفانوف، وطلب منها إيفانوف العمل كجاسوسة عندما علم بعلاقتها مع بروفومير. «أمينة المفتى» أشهر جاسوسة عربية.. لبنانية أفنت جسدها فى خدمة إسرائيل، أحبت يهودياً اسمه موشيه وتزوجته، فباعت من أجله وطنها ودينها، تسببت فى قتل الكثير من الفلسطينيين، قبضت عليها الشرطة، وتم إبدالها باثنين من رجال المقاومة الفلسطينية، استقبلها الموساد فى إسرائيل ومنحها 60 ألف شيكل، وتعيش الآن فى تل أبيب. هبة سليم أول جاسوسة مصرية، عملت لصالح الموساد فى عام 1973، وانضمت للعمل لصالح الكيان الصهوينى، لظنها بأنه «قوى لا تهزم»، وتم ذلك أثناء دراستها بالعاصمة الفرنسية باريس، وعملت بعدها على تجنيد خطيبها المقدم مهندس صاعقة فاروق الفقى، الذى كان يشغل منصب مدير مكتب قائد سلاح الصاعقة، فى ذلك الوقت. وأعدت المخابرات خطة محكمة للإيقاع ب«هبة» حتى أمسكت بها، وتم تقديمها للمحاكمة أمام القضاء المصرى ليصدُر بحقها حكم بالإعدام شنقاً، بعد أن اعترفت بجريمتها، وتقدمت بالتماس للرئيس الراحل أنور السادات لتخفيف العقوبة لكن التماسها رفض، وبناء على رغبة شخصية من جولدا مائير، طلب هنرى كيسنجر، وزير الخارجية الأمريكى تخفيف الحكم عليها، ولكنه أخبره بأنها قد تم إعدامها.