أستراحة محارب يا مصر

تواترت الاخبار عن مبادرة دعت إليها العديد من القوى السياسية والاحزاب والائتلافات وقد رحبت بها لكونها دعوة للم شمل الشعب المصري ، وكنت أتمنى أعتبارها أستراحة محارب ، فكما أتفق الجميع على خطأ العسكري في إدارة المرحلة الإنتقالية فقد أخطأت أيضاً
القوى الثورية في التوافق فيما بينها على سيناريو بديل يلقى قبول الشارع فالبعض يطالب بمجلس رئاسي مدني والبعض الاخر يرفض نتيجة استفتاء مارس 2011 والعودة إلى طلب الدستور أولا متجاهلين نتيجة الاستفتاء وفريق ثالث يطلب تسليم السلطة وخلاص وكلها طلبات مشروعة لكنها ليست محل إتفاق.
ولكن لم تدم سعادتي بالمبادرة لكونها لم تلقى قبول القوى الثورية أيضاً ..
الشارع رسم خارطة طريق المرحلة الانتقالية بمشاركته في رسمها عبر صناديق الانتخاب .. فعلى الجميع الامتثال وإنتظار تشكيل البرلمان الجديد
كما أنه على القوى السياسية والتيارات التى أختارها الشعب عبر صناديق الأنتخاب في أول تجربة ديمقراطية حقيقية تشهدها مصر ، بأن تتحمل المسئولية والثقة التي أوكلت إليها للعبور بمصر في هذه المرحلة الدقيقة والصعبة في تاريخها واضعة نصب أعينها حقيقة باتت مؤكدة بعد ثورتنا العظيمة في 25 يناير ((أن الشعب المصري لن يقبل أن يتحكم في مصره ومصيره قطب سياسي أوحد))
كما أدعو الشعب المصري بتوخى الحذر والوقوق جنباً إلى جنب لحين تعافينا إقتصادياً ،فتناقص الاحتياطي النقدي ينذر بخطر شديد ولا يليق بنا بعد ثورتنا لنيل الكرامة أن نعود ونمتهنها باللجوء لصندوق النقد الدولى.
أستراحة محارب حتى نبني مصر بالتوازي مع تحقيق أهداف ثورتنا ونعلم العالم كيف يكون المصري في مواجهة الصعاب.
-------
بقلم - شيرين الغرابلي
مقرر لجنة الاسرة والطفل بحزب الوفد
31.12.2011